بحث مجلس الأمة الأردني، أمس، في "غياب" الملك حسين عن البلاد، وذلك تنفيذاً لنص دستوري يقول: "إذا امتد غياب الملك أكثر من أربعة أشهر ولم يكن مجلس الأمة مجتمعاً يدعى حالاً الى الاجتماع لينظر في الأمر". وأصدر المجلس بياناً جدد فيه "ولاءه المطلق" للملك و"اخلاصه الأمين للعرش الهاشمي الشريف"، فيما يبدأ العاهل الأردني اليوم آخر مراحل العلاج "الوقائية" من خلال زراعة النخاع العظمي. وقال بيان مجلس الأمة، الذي يضم مجلس الأعيان 40 عضواً يعينهم الملك ومجلس النواب 80 عضواً منتخباً، انه "اطمأن الى أن جلالة الملك قد تماثل للشفاء التام"، وان فترة العلاج الوقائي "أوشكت على الانتهاء". وجاء في البيان ان مجلس الامة اذ "يتوجه بالدعاء الى الله ان يحفظ جلالة الملك ويرعاه بعنايته وان يمد في عمره المديد ويسبغ عليه الصحة والعافية ... يؤكد ولاءه المطلق للملك واخلاصه للعرش الهاشمي الشريف". كما اعرب عن "اعتزازه بنائب الملك وولي عهده الامير حسن بن طلال". وتحدث في جلسة أمس كل من رئيسي مجلس الاعيان زيد الرفاعي والنواب سعد هايل السرور ورئيس الوزراء فايز الطراونة الذي قدم موجزاً عن رحلة علاج العاهل الاردني الذي يبدأ اليوم المرحلة الاخيرة من علاجه بتلقي "زراعة للنخاع العظمي"، كاجراء وقائي بعد انتهاء مراحل العلاج الكيماوي، وذلك قبل عودته المرتقبة نهاية الشهر المقبل. وأوضح رئيس الوزراء استجابة الملك للعلاج "ما أدى الى زوال كل الخلايا المصابة". وعن موعد عودة العاهل الأردني قال: "سيعود بعد أن تتم المرحلة الأخيرة من العلاج الوقائي ويخلد بعدها لفترة نقاهة. ان يوم عودة الحسين الى أهله قريب". وقال صحافيون أردنيون التقوا العاهل الأردني أخيراً في واشنطن انه أبلغهم نيته اجراء تغييرات كبيرة لم يحدد طبيعتها بعد عودته الى المملكة. ونقلوا عنه قوله انه على اطلاع على كل تفاصيل الأوضاع في البلاد، وانه مستاء من أمور كثيرة تجرى في غيابه، وانه سيقوم باصلاحات واسعة النطاق لدى عودته أواخر الشهر المقبل.