خلافاً للاعتقاد القائم، فإن اكثر من 50 في المئة من حركة السياح الى الشرق الاوسط، من دون احتساب النشاط السياحي في منطقة المغرب العربي تتركز في منطقة الخليج العربي، في حين لا تزيد حصة دول سياحية تقليدية نسبياً، مثل مصر والاردنولبنان وسورية عن 3.40 في المئة. واستناداً الى تقديرات اعدتها شركة "ارثر اندرسون" الاستشارية العالمية، استقطبت منطقة الخليج العربي العام الماضي، ما مجموعه 730.8 مليون شخص، من اجمالي عدد زوار الى المنطقة الذي بلغ 4.15 مليون شخص، في حين لم تتجاوز حصة مصر، وهي الدولة السياحية الاولى في المنطقة نسبة 3.24 في المئة، بواقع 742.3 مليون سائح، في مقابل 24.1 مليون سائح زاروا الاردن، و908 آلاف سائح زاروا سورية، و413 ألفاً زاروا لبنان. واللافت ان تنامي حصة دول الخليج العربي من اجمالي الحركة السياحية في الشرق الاوسط ترافق مع مؤشرات اخرى، في طليعتها ارتفاع نسبة اشغال الفنادق في غالبية مدن الخليج الى مستويات قياسية لم تستطع اية مدينة عربية اخرى تحقيقها. وبالفعل، اظهرت الارقام شبه الرسمية ان مستوى اشغال الفنادق العام الماضي بلغ حوالي 1.77 في المئة في دبي، و3.72 في المئة في مسقط و5.70 في المئة في أبو ظبي، في مقابل 73 في المئة في القاهرة، و7.58 في المئة في المنامة، و7.47 في المئة في الكويت. 2 في المئة ومع ذلك، وعلى رغم الزيادة القياسية التي حققتها منطقة الشرق الاوسط العام الماضي، عندما ارتفع عدد السياح بنسبة 3.10 في المئة، كما ارتفع اجمالي عائدات السياحة بنسبة 7.14 في المئة ووصل الى 240.8 مليار دولار، فإن حصة المنطقة من اجمالي الحركة السياحية في العالم لا زالت تقل عن 2 في المئة، في مقابل 7.50 في المئة لأوروبا و1.25 في المئة لأميركا و5.20 في المئة لدول شرق آسيا والباسيفيكي. ووفق التقديرات المتوافرة فإن اجمالي النشاط السياحي في الشرق الاوسط لا زال يقل عن 5.25 في المئة من اجمالي النشاط السياحي الذي تستقطبه دولة واحدة مثل فرنسا حيث بلغ عدد زوارها العام الماضي 5.61 مليون سائح، فيما بلغ عدد السياح الذين زاروا اسبانيا 290.41 مليون سائح، و5.35 مليون الى إيطاليا. اضافة الى ذلك فإن حصة الشرق الاوسط من الايرادات السياحية العالمية لا زالت اقل بكثير مما يمكن ان تكون عليه. فاجمالي ما حققته الدول العربية العام الماضي بقي دون 4 في المئة من اجمالي ما حققته العائدات السياحية في أوروبا وحدها، التي بلغت 215 مليار دولار، فيما تقدر العائدات السياحية العالمية بحوالي 550 مليار دولار. ومع ان السياحة في الشرق الاوسط لا زالت تتأثر بتقدم مفاوضات السلام، الا ان منظمة السياحة العالمية تشير الى اعتبارات اخرى يتوجب توافرها لزيادة الجاذبية السياحية للمنطقة في العالم، وفي طليعتها تحسين المناخ السياحي، وتنويع المنتجات السياحية التي يستطيع الاجانب للحصول عليها، والاهم، كما تقول المنظمة اعتبار السياحة صناعة قائمة بذاتها تحتاج الى الرعاية الدائمة.