تدرس وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت امكان تدخلها شخصياً لمحاولة انقاذ عملية السلام في الشرق الأوسط "إذا ما توافرت لها الأسلحة اللازمة للنجاح". وقال مصدر مقرب من الوزيرة ل "الوسط" عندما سألته إذا كان يعني ب "الأسلحة" موافقة الرئيس بيل كلينتون على التهديد بوقف المساعدات الأميركية لاسرائيل، "ان هذا يمكن أن يكون أحد تلك الأسلحة". وكان الرئيس ياسر عرفات قد ناشد الرئيس الأميركي التدخل شخصياً وعزل منسق عملية السلام دينس روس بعدما تذمر عدد من المسؤولين الفلسطينيين من سيطرته مع اليهود الآخرين على السياسة الأميركية إزاء الشرق الأوسط. وبعدما عاد روس من الشرق الأوسط في الاسبوع الماضي واجه تحقيقاً من مكتب التحقيقات الفيديرالي إف. بي. آي الذي يسعى الى التعرف على هوية الجاسوس الاسرائيلي داخل الادارة الاميركية الذي أشير اليه بلقب "ميغا" في مكالمة هاتفية بين السفارة الاسرائيلية في واشنطن وتل أبيب في 16 كانون الثاني يناير الماضي، تنصتت عليها وكالة الأمن القومي الأميركية. وكانت السفارة تريد من خلال "ميغا" معرفة مضمون الرسالة التي بعثها وزير الخارجية السابق وارن كريستوفر الى ياسر عرفات. وقد اعترف روس بأنه أطلع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على مضمون تلك الرسالة، لكنه اعترف أيضاً بأنه لم يطلع عرفات على ما ورد في رسالة مماثلة بعثها كريستوفر الى نتانياهو. ومن المسؤولين الأميركيين الآخرين الذين تحوم حولهم الشبهات لاحتمال كون أحدهم "ميغا"، كل من أنطوني ليك مستشار الأمن القومي الذي استقال من منصبه فور بدء التحقيقات في قضية "ميغا"، وخلفه صموئيل بيرغر، والسفير الأميركي في تل أبيب مارتن انديك ومدير وكالة الاستخبارات المركزية سي. آي. أيه بالوكالة آنذاك جورج تانت. والجدير بالذكر أنهم جميعاً، ما عدا ليك، يهود. وقد تذمرت اسرائيل من تنصت الاستخبارات الأميركية على مكالمات سفارتها في واشنطن بدعوى أن الاستخبارات الاسرائيلية "لا تتنصت على مكالمات الديبلوماسيين الأميركيين في اسرائيل ولا تراقبها". لكن الواقع ان وزارة الخارجية الأميركية تحذر الديبلوماسيين والعسكريين والصحافيين الأميركيين الذين يتوجهون الى اسرائيل من أن الاستخبارات الاسرائيلية تراقبهم وتتنصت على مكالماتهم. في هذه الأثناء أعلنت جانيت رينو النائب الأميركي العام ان ال "إف. تي. آي" لا يزال يواصل التحقيق في قضية "ميغا". وفي حال عزل روس فإن من المرجح أن يتولى مهمته في تنسيق عملية السلام القنصل الأميركي العام في القدسالشرقية ادوارد أبينغتون الذي يرفع تقاريره مباشرة الى واشنطن في العادة، مع أن عرفات ألمح الى أنه يفضل أن تسند الادارة مهمة التنسيق الى وزير الخارجية السابق جيمس بيكر الذي أبدى استعداده لقبول المهمة.