أخيرا بدأ تصوير فيلم عادل امام الجديد الذي يحمل عنوان "رسالة الى الوالي" بعد ان استمر الحديث عن مشروع هذا الفيلم لأشهر عدة مضت على غير ما هو متبع في افلام النجم الكبير. وبقي الآن على المخرج نادر جلال وفريق العمل معه ان يسابقوا الزمن كي يلحق الفيلم بدور العرض في عطلة عيد الفطر المبارك، حسبما اعتاد عادل إمام في افلامه الاخيرة. الامر الذي دعا المخرج الى الاتفاق مع إمام على برنامج عمل مكثف لمدة ثمانية اسابيع لتعويض التأخير الذي تعرض له الفيلم اثر المشاكل غير المألوفة التي صادفت الإعداد له، مع الاسراع بعمليتي الطبع والمونتاج اللتين ستتمان اثناء تصوير المشاهد الاخيرة للفيلم. ويعتبر "رسالة الى الوالي" واحداً من اكثر افلام عادل امام عرضة للمشاكل في ترشيح ابطاله، ربما لأن هذا تأثر بعوامل أخرى ليست لها علاقة مباشرة بالفيلم ذاته، ولأن الادوار النسائية في افلامه هامشية في غالب الاحيان، فإن نجمات كثيرات يتهربن من الوقوف امامه على شاشة السينما، اضف الى ذلك اسلوبه الخاص في اختيار بطلاته بعد ان وصل منذ سنوات الى مرحلة النجومية الفائقة التي لا ينافسه عليها احد. وباستثناء يسرا - ممثلته المفضلة - دأب عادل امام على اختيار بطلات افلامه من بين الممثلات غير المصنفات على قائمة النجومية، اذا صح هذا التعبير، حدث هذا مع سوسن بدر في "شمس الزناتي" وهدى رمزي في "حنفي الابهة" وشيرين في "الارهابي" و"بخيت وعديلة"، وايضا دلال عبدالعزيز في "النوم في العسل" الذي تقاسمت بطولته النسائية مع الممثلة شيرين سيف النصر التي كانت ناشئة قبل ان تعلن انها اعتزلت التمثيل. ويبدو ان هذا الدأب من جانب عادل امام في اختيار الصاعدات وأنصاف المشهورات سينمائيا يعود الى ان هؤلاء يبقين دوما معترفات بفضل النجم الكبير بسبب الفرصة التي منحها لهن وغيرت من مسارهن الفني. ومن هذا المنطلق - على ما يبدو - وقع الاختيار في بادىء الامر على الممثلة الناشئة نرمين الفقي بطلة لفيلم "رسالة الى الوالي". ومنذ تلك اللحظة بدأت تداعيات مشكلة اختيار بطلة الفيلم. فالذين شاهدوا الممثلة الناشئة في غرفتها بالمسرح اثناء بروفات المسرحية التي توقفت لاحقاً "يا انا يا انت" يوم ان علمت بترشيح النجم الاشهر لها أكدوا انها طارت من الفرح، وبدأت تؤهل نفسها لهذه الفرصة التي كانت تحلم بها، لا سيما انها جاءتها في وقت هي في أمسّ الحاجة الى قوة دفع كهذه تعوضها ما فاتها خلال عامين من التوقف الفني بسبب خلافها الحاد مع الممثل احمد بدير شريكها في بطولة مسرحية "دستور يا اسيادنا" ودور نقابة الممثلين التي كان احمد بدير وكيلاً لها في هذا الخلاف". غير ان الفرحة لم تكتمل، اذ تزامن هذا الاختيار مع اعلان سحر رامي بطلة مسرحية "الزعيم" عن قرارها ترك المسرحية لأنها سئمت ان تبقى في الظل اربع سنوات من دون ان يذكر اسمها في دعاية المسرحية، كأنها ممثلة مجهولة بجوار وهج نجومية عادل امام، واذا كانت هذه الممثلة لم تخف ل "الوسط" في تصريحاتها انها استفادت من العمل بجوار عادل امام فقد اعربت عن رغبتها في تنويع ادوارها على المسرح. وقالت انها تنوي ان تقدم عملاً استعراضياً ضخماً. ولم تظن سحر رامي انها بهذا الموقف تسببت في إحراج عادل امام وفرقة الفنانين المتحدين المنتجة للمسرحية، لكن هذا ما حدث مع نهاية الموسم المسرحي الصيفي وبداية الاستعداد للموسم الشتوي. وقفز اسم نرمين الفقي بطلة بديلة للمسرحية الى جانب الفيلم كنوع من تثبيت وجودها الفني والدعاية لها، وكان عادل امام صاحب هذا الاقتراح ايضاً، الا ان الممثلة لم تقابل الترشيح للمسرحية بالحفاوة والحماس اللتين استقبلت بهما نبأ ترشحها للفيلم، بل اعربت لأحد معاوني النجم الكبير عن عدم رغبتها في المشاركة في المسرحية للأسباب نفسها التي دفعت سحر رامي من قبل الى الخروج من جنة عادل امام. وأثار موقف نرمين غضب النجم الكبير الذي رأى فيه "رفضاً للنعمة"، حسب التعبير المصري الدارج. فأوعز لمعاونيه للبحث عن اي بطلة للمسرحية حتى لو كانت ممثلة مغمورة من طالبات المعهد العالي للفنون المسرحية، ليس هذا فحسب، بل استبعاد نرمين ايضاً من بطولة فيلم "رسالة الى الوالي" من دون إبداء اسباب واضحة لهذا الاستبعاد. وعلمت "الوسط" ان هناك عاملين اضافيين عجلا بالخروج السريع للممثلة الصاعدة من محيط النجم الاشهر، فقد نما الى سمعه انها طلبت من شركة افلام مصر العربية مبلغ 60 الف جنيه مقابل بطولة الفيلم على اعتبار انها ستضحي بأكثر من عمل تلفزيوني، فيما رصدت لها الشركة 20 الفاً فقط، باعتبارها اول بطولة سينمائية لها. وفشلت نرمين في اقناع عادل بأن هذه الواقعة مبالغ فيها وتمسكت بأنها يشرفها ان تقف امامه بأي اجر وانها فقط ارادت تعويضا لبعض خسائرها المتوقعة من رفضها اكثر من مسلسل تلفزيوني. اما الامر الثاني فيتعلق - على ما يبدو - باتفاق وحيد حامد وشريف عرفة صديق سابق لعادل امام مع ليلى علوي لتشارك النجم احمد زكي بطولة فيلمها الجديد الذي يحمل عنوان "اضحك علشان الصورة تطلع حلوة" والذي تعذر ان يتعاون ثلاثتهم فيه كالمعتاد، فكان لا بد لعادل من بطلة توازي ليلى علوي في فيلم احمد زكي، ولم تكن هذه البطلة البديلة سوى يسرا التي لا تكترث كثيراً بحجم دورها في افلام عادل امام، ووافقت النجمة المعروفة على الفور ليصبح فيلم "رسالة الى الوالي" هو اللقاء ال 14 بين الاسمين الكبيرين خلال 20 عاماً، وهو رقم قياسي لم تصل اليه ممثلة اخرى فى افلام عادل امام.