تخطط اسرائيل وتركيا للتعاقد على مجموعة جديدة من الصفقات الرئيسية في اطار التعاون العسكري والتسليحي المتنامي بسرعة بين البلدين. فقد كشف مسؤول كبير في الصناعات العسكرية الاسرائيلية النقاب أخيراً عن مفاوضات تجرى منذ مدة لتزويد سلاح الجو التركي صواريخ جو - جو من طراز "بايثون - 4". وقال انه يأمل في ان يتمّ الاتفاق على هذه الصفقة حالما تستكمل المفاوضات التفصيلية الجارية بين الجانبين حالياً في شأن صواريخ جو - سطح "بوبآي" التي كانت أنقرة أعربت منذ مدة عن رغبتها في الحصول عليها وانتاجها محلياً بواسطة الصناعات العسكرية والتركية بموجب ترخيص اسرائيلي رسمي. وكانت اسرائيل كشفت عن الصاروخ "بايثون - 4" قبل حوالي عامين، بعدما دخل الخدمة الفعلية في قواتها الجوية. وتدعي المصادر الاسرائيلية ان هذا الصاروخ، المطور عن الطراز "بايثون - 3" والذي يعمل حالياً على نطاق واسع لدى سلاح الجو الاسرائيلي كما تم تصديره الى دول عدة منذ البدء في انتاجه واستخدامه خلال الثمانينات، يتميز بخصائص تقنية وعملياتية تجعله من أكثر الصواريخ جو - جو تقدماً وفاعلية في العالم. وتضيف ان الطراز الوحيد الذي تقارن قدراته بقدرات الصاروخ "بايثون - 4" حالياً هو الصاروخ الروسي الجديد "ر - 74" الذي لم تكشف موسكو عن وجوده الا أخيراً. ولم يدخل بعد حيّز الانتاج والخدمة. ويعتمد سلاح الجو الاسرائيلي على صواريخ "بايثون - 4" لتجهيز طائراته المقاتلة من طراز "ف - 16 فالكون" و"ف - 15 ايغل" و"كفير" و"فانتوم - 2000". وهي مخصصة لمهمات القتال الجوي التلاحمي على مسافات قريبة ويتم توجيهها نحو اهدافها حرارياً بواسطة الأشعة تحت الحمراء. واستناداً الى المصادر الاسرائيلية، فإن ما يميّز هذه الصواريخ الجديدة عن غيرها من الصواريخ جو - جو القصيرة المدى الموجهة حرارياً قدراتها الفائقة في مجالات المناورة والتسلّق والتسارع الضرورية في عمليات الاشتباك الجوي الالتحامية على مسافات قريبة، والحساسية البالغة التي تتمتع بها اجهزة توجيهها، ما يمكنها من اللحاق بأهدافها من مختلف الاتجاهات عوضاً عن اضطرار الطائرة التي تحملها الى اطلاقها من خلف الطائرات المعادية، الى جانب صعوبة التشويش على تلك الأجهزة. وسيكون الهدف من حصول سلاح الجو التركي على صواريخ "بايثون - 4" استخدامها لتزويد طائراته المقاتلة من طراز "ف - 16 فالكون" و"ف - 4 فانتوم"، خصوصاً تلك التي تعمل الصناعات الجوية الاسرائيلية على تحديثها وتحويلها بالتعاون مع نظيرتها التركية الى الطراز الاسرائيلي المحسّن من هذه المقاتلة والمعروف باسم "فانتوم - 2000". ويذكر ان العمل على تنفيذ هذا العقد يستمر حالياً منذ توقيعه رسمياً العام الماضي. وهو يتضمن تحديث 54 طائرة من هذا النوع بقيمة اجمالية تقدّر بحوالي 650 مليون دولار. أما فيما يتعلّق بصفقة صواريخ "بوبآي"، فمن المتوقع توقيعها رسمياً قبل نهاية هذا العام. وتقدّر قيمة هذه الصفقة بحوالي 200 مليون دولار، وستتضمن تزويد سلاح الجو التركي بنحو 100 صاروخ من هذا الطراز الذي يصل مداه الأقصى الى حوالي 80 كلم ويبلغ وزنه نحو 1360 كلغ، على ان تبدأ فيما بعد عملية انتاجه محلياً بواسطة الصناعات الجوية التركية تمهيداً لاعتماده كسلاح القصف الجوي الأساسي ضد الأهداف الأرضية والبحرية على متن الطائرات المقاتلة والقاذفة التركية خلال السنوات المقبلة. ولا تستبعد المصادر الاسرائيلية ان تتضمن صفقة صواريخ "بايثون - 4" أيضاً ترخيصاً مماثلاً تسمح اسرائيل بموجبه لتركيا بانتاج هذه الصواريخ محلياً. أما الصفقة الأخرى التي تأمل الصناعات الجوية الاسرائيلية في الفوز بها مع أنقرة فتتعلق ببرنامج ينوي سلاح الجو التركي تنفيذه لتحديث جزء من طائراته المقاتلة الأميركية الصنع من طراز "ف - 5 تايغر"، على غرار ما يجري تنفيذه حالياً بالنسبة الى مقاتلات "ف - 4 فانتوم". ويؤكد مسؤولون اسرائيليون وأتراك ان اسرائيل هي المرشحة الأقوى للفوز بهذه الصفقة التي ستنص بدورها على تحديث 54 طائرة من هذا الطراز بقيمة اجمالية تقدر بحوالي 300 مليون دولار. ويتوقع ان يتم الاتفاق عليها وإبرامها رسمياً مطلع العام 1998 المقبل. وفي هذه الأثناء، تتطلع الصناعات العسكرية الاسرائيلية الى الفوز ببرنامج ضخم يعتزم الجيش التركي تنفيذه خلال السنوات المقبلة لتحديث نحو 1000 دبابة أميركية الصنع تعمل في صفوفه حالياً من طراز "م - 48 باتون" و"م - 60". وتقدّر قيمة هذا البرنامج بحوالي مليار دولار، ويعتبر الاسرائيليون انهم يتمتعون بفرصة جيدة للفوز به في مواجهة المنافسة الدولية، لا سيما ان الجيش الاسرائيلي نفذ خلال الثمانينات برنامجاً مماثلاً لتحديث دباباته الأميركية من هذين الطرازين وتحويله الى طراز جديد أطلق عليه اسم "ماغاش - 7". ويأمل الجيش التركي في البدء بتنفيذ هذا البرنامج قبل نهاية القرن الحالي، على ان يستمر العمل عليه نحو خمس سنوات .