أكدت مصادر كردية وعراقية معارضة ان نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام حاول ثني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي جلال طالباني عن زيارة أنقرة، وشجعه على اجراء حوار مع حكومة بغداد "بدل الاتكاء على الأتراك". وذلك أثناء لقائهما في طهران أخيراً بناء على طلب خدام. وأوضحت المصادر ان طالباني "لم يقطع وعداً بتنفيذ ذلك" لكنه وعد بدرس الاقتراح السوري، مع تأكيده القاء اللوم على حكومة بغداد في خصوص عدم قيام حوار فعلي نظراً الى عدم جديتها في أي حوار يستهدف حل المشكلة الكردية. اضافة الى اقحام نفسها في الصراع الكردي - الكردي، كما حدث في 31 آب اغسطس الماضي عندما ساندت قوات غريمه مسعود بارزاني لاستعادة مدينة اربيل. وأضاف انه "من غير اللائق عدم تلبيته دعوة تركيا" نظراً الى كون الدعوة تمس الحوار الكردي الذي ترعاه الولاياتالمتحدة. ولم تستبعد المصادر التي كانت قريبة من اجواء الاجتماع، ان تكون ايران وراء تشجيع طالباني على عدم التجاوب مع الدعوة السورية، واتمام زيارته لانقرة كما هو مقرر. وما يدفع الايرانيين الى ذلك، حسب تلك المصادر، ان السوريين أخذوا يتجاهلون مصالح ايران في المنطقة الكردية، بل ان موقفهم يتعارض مع موقفها حيال أحداث المنطقة الكردية في العراق. فإضافة الى عدم ادانتهم اجتياح القوات العراقية لمدينة اربيل بحجة "محاربة النفوذ الايراني"، رحبوا بمبادرة مسعود بارزاني التعاون مع بغداد، وأخذوا يدفعون حزب العمال الكردستاني المناهض للدولة التركية الى التقارب مع حكومة بغداد، كما تبين ذلك من زيارة أحد مسؤولي الحزب لبغداد عبر الحدود السورية - العراقية. والواقع ان مخاوف دمشق على صعيد الأوضاع التركية - الايرانية - الكردية، تتعلق بجملة تطورات. أولها موافقة البرلمان التركي في 24 الشهر الماضي على تجديد التفويض لبقاء القوات الأميركية والبريطانية في قاعدة انجيرليك لحماية أكراد العراق تحت تسمية جديدة "اليقظة الحذرة"، مع تأكيد خاص على تفعيل الدور التركي في تلك الحماية. علماً أن ذلك لم يدع الى أي استنكار ايراني كما كان معهوداً في السابق. وثانيها تردد اشاعات عن نية انقرةوطهران اطلاق وساطة مشتركة لوقف القتال الكردي - العراقي تحظى بموافقة أميركا ودعمها. وفي هذا الصدد يتخوف السوريون من توجهات ايران الأخيرة لرفع سقف تعاونها الاقتصادي مع انقرة، ما يمكن ان يساعد على تخفيف التوترات السياسية بين البلدين. وثالثها جهود أميركا لثني الأكراد، خصوصاً بارزاني، عن التوجه نحو بغداد، وتلويحها باستعداد كل من واشنطنوانقرة دعم سلام الأكراد، وموافقة طهران غير المباشرة على مثل تلك التلويحات. وتشير المصادر الكردية والعراقية المعارضة الى أن طالباني أراد توجيه رسالة كردية - ايرانية مشتركة الى سورية، مفادها رفضه الدعوة السورية للتقرب الى بغداد على حساب الابتعاد عن انقرة، وذلك عبر وصوله، بعد يوم من الاجتماع مع خدام، الى انقرة، واعلانه استعداد حزبه لوضع حد لنشاطات حزب العمال الكردستاني بزعامة عبدالله اوجلان في مناطق نفوذه.