وزير البلديات يقف على مشروع "الحي" بالمدينة    «حزب الله» في مواجهة الجيش اللبناني.. من الذي انتصر؟    تأهيل عنيزة يستضيف مؤتمر جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة الدولي الشهر القادم    أمير تبوك يوجه بتوزيع معونة الشتاء في القرى والهجر والمحافظات    خبراء الكشافة: أهمية الطريقة الكشفية في نجاح البرنامج الكشفي    الأمير عبدالعزيز الفيصل يتحدث عن نمو السياحة الرياضية    انعقاد الاجتماع التشاوري للدورة 162 لمجلس الوزاري الخليجي    آل دغيم يهنيء سمو محافظ الطائف ومجتمع الطائف بهذه الخطوة التنموية    أمير تبوك يستقبل مطير الضيوفي المتنازل عن قاتل ابنه لوجه الله تعالى    "الأمن السيبراني".. خط الدفاع الأول لحماية المستقبل الرقمي    استشهاد تسعة فلسطينيين في قصف للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة    محافظ الطوال يؤدي صلاة الاستسقاء بجامع الوزارة بالمحافظة    "محافظ محايل" يؤدي صلاة الاستسقاء مع جموع المصلين    القيادة تهنئ رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية بذكرى استقلال بلاده    الإحصاء: ارتفاع الإنفاق على البحث والتطوير بنسبة 17.4 % خلال عام 2023    اليونسكو: 62% من صناع المحتوى الرقمي لا يقومون بالتحقق الدقيق والمنهجي من المعلومات قبل مشاركتها    انخفاض أسعار النفط وسط زيادة مفاجئة في المخزونات الأميركية وترقب لاجتماع أوبك+    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الاستسقاء في جامع الإمام تركي بن عبدالله    بالتضرع والإيمان: المسلمون يؤدون صلاة الاستسقاء طلبًا للغيث والرحمة بالمسجد النبوي    محافظ صبيا يؤدي صلاة الإستسقاء بجامع الراجحي    «مساندة الطفل» ل «عكاظ»: الإناث الأعلى في «التنمر اللفظي» ب 26 %    الداود يبدأ مع الأخضر من «خليجي 26»    1500 طائرة تزيّن سماء الرياض بلوحات مضيئة    «الدرعية لفنون المستقبل» أول مركز للوسائط الجديدة في الشرق الأوسط وأفريقيا    المملكة تشارك في الدورة ال 29 لمؤتمر حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي    السعودية ترأس اجتماع المجلس التنفيذي ل«الأرابوساي»    27 سفيرا يعززون شراكات دولهم مع الشورى    في «الوسط والقاع».. جولة «روشن» ال12 تنطلق ب3 مواجهات مثيرة    وزير الصحة الصومالي: جلسات مؤتمر التوائم مبهرة    السياحة تساهم ب %10 من الاقتصاد.. و%52 من الناتج المحلي «غير نفطي»    شخصنة المواقف    سلوكياتنا.. مرآة مسؤوليتنا!    النوم المبكر مواجهة للأمراض    غولف السعودية تكشف عن المشاركين في البطولة الدولية    إنسانية عبدالعزيز بن سلمان    الشائعات ضد المملكة    نيمار يقترب ومالكوم يعود    الآسيوي يحقق في أداء حكام لقاء الهلال والسد    بحث مستجدات التنفس الصناعي للكبار    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان يُعيد البسمة لأربعينية بالإنجاب بعد تعرضها ل«15» إجهاضاً متكرراً للحمل    "الأدب" تحتفي بمسيرة 50 عاماً من إبداع اليوسف    المملكة ضيف شرف في معرض "أرتيجانو" الإيطالي    تواصل الشعوب    ورحل بهجة المجالس    محمد بن عبدالرحمن يشرّف حفل سفارة عُمان    أمير حائل يعقد لقاءً مع قافلة شباب الغد    الزميل العويضي يحتفل بزواج إبنه مبارك    احتفال السيف والشريف بزواج «المهند»    يوسف العجلاتي يزف إبنيه مصعب وأحمد على أنغام «المزمار»    خادم الحرمين الشريفين يتلقى رسالة من أمير الكويت    باحثة روسية تحذر الغرب.. «بوتين سيطبق تهديداته»    تقليص انبعاثات غاز الميثان الناتج عن الأبقار    «واتساب» تختبر ميزة لحظر الرسائل المزعجة    اكتشاف الحمض المرتبط بأمراض الشيخوخة    رئيس مجلس الشيوخ في باكستان يصل المدينة المنورة    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس الباكستاني فاروق ليغاري ل "الوسط" : أبعدنا الأفغان العرب ولا ندعم طالبان
نشر في الحياة يوم 27 - 01 - 1997

لم يكن ينقص باكستان التي يستعد سكانها للتوجه الى صناديق الاقتراع في الثالث من شباط فبراير المقبل، وتعاني اوضاعاً سياسية واقتصادية صعبة جداً، انفجار مثل الانفجار الذي حصد زعيم تنظيم اسلامي سني في مدينة لاهور مقاطعة البنجاب، مما أثار ردود فعل واعمالاً انتقامية ضد شيعة البلاد ومركز ثقافي ايراني.
لا تحتاج باكستان الى مشكلة اضافية، ففيها من المشاكل ما يكفي، على حد قول احد الوزراء في الحكومة الانتقالية التي كلفت الاشراف على الانتخابات، بعدما حلّ الرئيس فاروق ليغاري البرلمان وعزل رئيسة الوزراء بنازير بوتو من منصبها. كلمات مثل الفساد وسوء الادارة والرشوة والمحاسبة لا تخلو منها صحيفة يومية او وسيلة اعلام أو حتى مجلس عادي. ومنذ أكثر من ستة أسابيع، أي من يوم اطاحة بنازير بوتو لم يتوقف الحديث عن محاسبة السياسيين، كما ان قرار الرئيس ليغاري بتشكيل مجلس للدفاع والأمن الوطني أثار مخاوف كثيرين من تزايد نفوذ المؤسسة العسكرية وتدخلها.
في قصر الرئاسة المعروف ب "ايوان الصدر"، او منزل الرئيس، في وسط العاصمة اسلام آباد، تحدث ليغاري الى "الوسط" في حضور مستشارين عن قصة اقالته حكومة بوتو، وخلفيات تشكيله مجلس الدفاع ورؤيته لمستقبل البلاد الاقتصادية.
يقول الرئيس الباكستاني ان البلاد كانت على وشك الافلاس نهاية العام 1996 لو استمرت بنازير بوتو في السلطة، مؤكداً ان سبب ابعادها لم يكن شخصياً. ويضيف: "كنت اعتبرها شقيقة لي. حذرتها مراراً من تصرفاتها وسوء ادارتها شؤون البلاد".
وفي الحديث عن حركة طالبان قال الرئيس ليغاري ان باكستان لم تدعمها عسكرياً. وحذر من ان استمرار النزاع في افغانستان قد يمهد لعودة النشاط الارهابي الذي لن يوفر أي دولة، اذ ان عدم وجود سلطة مركزية في افغانستان يفسح المجال لوجود معسكرات تدريب. ونفى ان تكون بلاده قدمت تنازلات في شأن برنامجها النووي في مقابل استعادتها المساعدات الاميركية التي سبق ان توقفت. وأوضح ان باكستان مستمرة في تطوير برنامجها النووي وقدراتها الدفاعية بعدما تزايد خطر اندلاع حرب حول كشمير.
ما هي اهداف تشكيلكم مجلس الدفاع والأمن الوطني، وما هو رأيكم في الانتقادات التي وجهت اليه بعدما وصف هذا المجلس بأنه خطوة على طريق اعطاء الجيش والمؤسسة العسكرية في باكستان دوراً اكبر في السياسة؟
- كان الهدف من تشكيل المجلس الحفاظ على استقرار الاوضاع السياسية في باكستان وكذلك مناقشة المواضيع الأمنية. حسب الانظمة والقوانين المعمول بها في بلادنا، الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، وله ايضاً مهمات اخرى كثيرة، في حين يتمتع رئيس الوزراء بصلاحيات مماثلة لصلاحيات رئيس المجلس التنفيذي في البلاد. وهذا يعني انه لم تكن لدينا لجنة او هيئة عليا تضم الشخصيات المهمة من اجل رسم استراتيجيتنا الدفاعية او الامنية والافساح لهذه الشخصيات الجلوس ومناقشة الآراء المختلفة. كان مثل هذه اللقاءات يحصل في السابق على نحو غير منظم او رسمي. اي كانت تقتصر على رئيس الدولة ورئيس الوزراء ورئيس الاركان واثنين من القادة الاساسيين في القوات البرية، اما قائدا القوات الجوية والبحرية فلم يكونا يشاركان عملياً في هذه الاجتماعات. وكما نعرف ان القضايا الامنية هي من المسائل المهمة في تقرير مصير كل دولة ولها ارتباط بدور القوات البحرية او الجوية، ولذلك بتشكيلنا هذا المجلس، افسحنا المجال امام مشاورات اكبر من خلال ادخال فعاليات جديدة. وكان رئيس الحكومة في السابق هو الوحيد الذي يشارك في هذه المشاورات من قبل الحكومة، وسيشارك الآن في الاجتماعات وزراء الدفاع والخارجية والداخلية والمال.
ان الوضع الاقتصادي في باكستان مرتبط الى حد كبير بأمننا الوطني وبالاستقرار عموماً. ولهذا كان من المهم ان يكون وزير المال عضواً في هذه اللجنة او المجلس. يمكننا القول بعد اعلان المجلس، ان القرارات التي ستصدر لن تكون اعتباطية، بل ستكون نتيجة مشاورات واسعة يشارك فيها الجميع من قادة الوحدات العسكرية ورئيس الاركان الى رئيس الدولة ورئيس الوزراء والوزراء المعنيين. ويهمني ان اوضح نقطة هي ان المجلس لن يكون مجلساً تشريعياً، بل مجلس يعطي النصيحة والرأي والارشاد للحكومة.
لكن المعارضين لتشكيل مجلس الدفاع والأمن الوطني يقولون انه مخالف للقوانين والاعراف المعمول بها، وبالتالي فإنه يحد من صلاحيات البرلمان.
- ان تشكيل المجلس لم يكن مخالفاً للقوانين، اننا لم نعمل اي تعديلات على التشريعات المعمول بها، لأن ذلك يتطلب موافقة ثلثي اعضاء البرلمان. والهدف من هذا المجلس اعادة النظر في الطريقة التي تؤدي الحكومة فيها وظيفتها ومهامها، الأمر الذي يعني حتماً ان الحكومة يجب ان تعمل حسب تعليمات الرئيس ونصائح الوزراء في الحكومة. لقد تشاورنا مع رئيس الحكومة وتوصلنا الى هذه الصيغة التي نعتقد بأنها مفيدة.
تحذير سري وعلني
تقول السيدة بنازير بوتو رئيسة الوزراء المخلوعة ان ما تسمونها "المحاسبة" موجهة ضد حزبها فقط. هل تخططون لأن تشمل المحاسبة الاحزاب الأخرى ومتى؟
- للأسف هذه الاتهامات غير صحيحة. فعملية المحاسبة ليست موجهة ضد حزب واحد أو شخص محدد. في حزب رئيسة الوزراء السابقة اشخاص متهمون بالقيام بأعمال مخالفة للقوانين وبالفساد ايضاً وبسوء استخدام السلطة. كذلك هناك اتهامات بالفساد موجهة الى سياسيين في احزاب اخرى. والى عدد من المسؤولين الرسميين، أقصد موظفي دولة وبعضهم يتولى مناصب رفيعة، لذلك اؤكد ان هذا الكلام غير صحيح. عندما نحصل على الأدلة الدامغة على التهم، ستصدر المحاكم احكامها، ولا صحة للقول اننا استهدفنا حزب الشعب الذي تتزعمه بنازير بوتو فقط.
كم استغرق اتخاذك قراراً بحجم القرار الذي عزلت فيه بنازير بوتو، وهل سبق ان حذرتها من عزمك على اتخاذ مثل هذه الخطوة؟
- كل العالم كان يتوقع ان تتخذ خطوة من هذا النوع، كل المحللين السياسيين في باكستان كانوا قبل ستة أشهر من حل البرلمان يتوقعون هذه الخطوة ويكتبون عنها. احزاب المعارضة كلها كانت تطالب بحل البرلمان، لاعتقادها بأن الاوضاع في البلاد تدهورت الى حد كبير، وكان لا بد من عمل شيء ما لوضع حد لهذا التدهور، لهذا انا استغرب قول بنازير انها لم تكن تتوقع ان اتخذ خطوة من هذا النوع.
لقد حذرتها شخصياً في السر وفي العلن، سواء في لقاءات منفردة بيني وبينها، أو في حضور وزراء ومسؤولين في حزبها. لقد دعوتها الى احترام القوانين خصوصاً القضاء بعدما أثارت الضجة المعروفة على صعيد القضاء قبل ستة أشهر تقريباً. قلت لها بالحرف الواحد ان عدم اتخاذها اجراءات عملية ستؤدي الى انهيار البلاد والمؤسسات واكثر من ذلك، بعثت لها برسائل دعوتها الى احترام قرارات المحكمة العليا، كما بعثت برسائل الى البرلمان ومجلس الشيوخ طالبت فيها بتشكيل لجان للمحاسبة بعدما باتت الشكوى من الفساد عامة في انحاء البلاد.
لا اعتقد بأن هناك حكومة في باكستان تلقت تحذيرات بحجم وعدد التحذيرات التي تلقتها بنازير، سواء من باب الحرص عليها أو من خلال اصدقاء.
تقول بنازير ان سبب اقالتها خلاف شخصي، ما طبيعته؟
- لقد كنا أعز الاصدقاء، وكنت اعتبرها شقيقة لي، لم يحصل بيننا أي نزاع شخصي أو حتى على صعيد الحكم. عندما كنت أود انتقادها، كنت اخبرها بذلك وجهاً لوجه، كنت أتمنى عليها تغيير اسلوبها في الحكم، حكومتها لم تقم بالواجبات المطلوبة. لقد كان وزراؤها للتوقيع فقط، اما القرارات فكانت تتخذها في اماكن اخرى، ربما مع زوجها او مع اشخاص آخرين. وهذا الجو لم يكن مناسباً، فهو مخالف للاعراف، ان مشاريع كثيرة اعطيت لاشخاص، لأن هناك عمولات ورشاوى كانت تتقاضاها هي او زوجها أو المقربون منها.
هل صحيح أنك شجعت السيدة غنوة بوتو وحتى عمها ممتاز بوتو رئيس حكومة أقليم السند على ممارسة النشاط السياسي بهدف التأثير عليها؟
غنوة بوتو هي زوجة شقيقها مير مرتضى الذي قتل في ظروف معروفة، جعلت غنوة وأعضاء حزبها يعتقدون أن بنازير وأصف زراداري زوجها في عملية الاغتيال بشكل من الأشكال. ولماذا أريد أن اتدخل أنا في قضية من هذا النوع، في حين يتولى القضاء متابعتها. غنوة بوتو تولت قيادة الحزب الذي أسسه زوجها بعدما عينتها قيادة الحزب أو طالبتها بتولي زعامته. أنا لم أتدخل في نشاطها السياسي. وإذا كانت غنوة قد رشحت نفسها ضد بنازير أو حزبها، فإن شقيقها مير مرتضى سبق ورشح نفسه ضدها. ان ما حصل الآن هو استمرار لما كان يحصل في السابق، ولا يوجد عندي أي سبب للتدخل. أما فيما يتعلق بممتاز بوتو، فهو يتولى رئاسة الحكومة الانتقالية في السند وينتمي إلى عائلة بنازير بوتو.
في رسالتك التي أقلت فيها بنازير، تحدثت عن اغتيال مير مرتضى، هل لديك أي أدلة تتهم بنازير أو زوجها آصف زراداري بالتورط في عملية الاغتيال؟
- لا أريد التعليق على هذه القضية، لأن الأمر في يد الجهاز القضائي. هناك تحقيقات جارية ولا أريد استباق النتائج. ان زوجة مرتضى وأقرباءه وأنصار حزبه وأقارب مرافقيه الذين قتلوا، اتهموا آصف وبنازير بذلك، لكنني لا أريد شخصياً ان أعلق على هذا الأمر.
الجيش والسياسة
قبل اعلان الاحكام العرفية في باكستان في العام 1977، كان قادة الوحدات العسكرية البحرية والمشاة والجو يعينون من قبل رئيس الوزراء، لكن منذ وصول الجنرال ضياء الحق الى الحكم جعله من صلاحيات الرئيس، وانتقل الأمر الى الرؤساء الذين تعاقبوا على الحكم بعده، وبالطبع وصل اليك. هل لهذه العملية ابعاد اخرى؟
- حسناً، من المهم ان نحرص على ابعاد الجيش والقوات المسلحة عن السياسة. القوات المسلحة يجب ان تكون في عهدة أكفاء، ويجب ان لا تلعب التوجهات السياسية دوراً في هذا التعيين. لا نريد ان نرى الجنرالات يهرعون الى مكاتب السياسيين للتقرب منهم لتعيينهم في هذا المنصب او ذاك. ان هذا التعديل في القوانين، كان ايجابياً ومفعوله ممتاز.
يقال انكم تنوون تأليف حزب سياسي خصوصاً بعدما تردد انكم تدعمون بعض المرشحين المستقلين في الاقاليم الاربعة المختلفة؟
- انا كرئيس للدولة لست بحاجة الى تشكيل حزب خاص بي، القوانين تسمح لي بأن انتمي الى حزب سياسي، لكنني عندما انتخبت رئيساً استقلت من حزب الشعب الذي عملت في صفوفه 20 عاماً. لم انضم الى اي حزب آخر، وما زلت اتمنى لحزب الشعب الخير، لكنني شعرت كرئيس للدولة بأن من واجبي ان اعمل لمصلحة الجميع والتوفيق بين رئيس الوزراء وزعيم المعارضة. منذ استقالتي لم اعمل لمصلحة اي حزب سياسي، ولا ارغب في تشكيل حزب. واذا قررت تشكيل حزب، فلن يكون ذلك اثناء ولايتي، والا فان عليّ الاستقالة من منصبي والانتظار عامين قبل الدخول في المعترك الحزبي. ليست لدي اهتمامات حالياً. ولا اعرف ماذا يخبئ لي المستقبل.
أبدت باكستان قلقها من التعاون بين الهند واسرائيل خاصة على الصعيد العسكري، ما هي الخطوات التي تعتزمون اتخاذها لمواجهة هذا التعاون، وهل انتم بصدد التشاور او التعاون مع حكومات عربية في هذا المجال؟
- الهند تتعاون مع اسرائيل في مجال الاستخبارات والتجسس والقضايا العسكرية منذ الخمسينات، في تلك الفترة كان التعاون سرياً، ولم يكن العالم العربي على دراية به. اما الآن فالهند لا تتردد في الكشف عن هذا التعاون واخيراً زار رئيس اسرائيل الهند، والتقارير تحدثت عن اتفاق وايزمن مع الزعماء الهنود على التعاون في المجال الدفاعي. نحن نتابع اخبار هذا التعاون ونقوم باطلاع الحكومات العربية على تطوراته ومستواه. ان الاخوة العرب على اطلاع. ما يهمني تأكيده هو ان باكستان تقوم بواجباتها الضرورية التي تتعلق بحماية امنها وتطوير قدراتها الدفاعية. ان مساحة الهند تعادل 7 اضعاف مساحة باكستان. وهناك خلافات جدية مع الهند بخصوص القضية الكشميرية. اننا نريد العيش بسلام مع الهند التي تطور اسلحتها غير التقليدية، اقصد سلاحها النووي وصواريخها من طراز بيرتي الحاملة للرؤوس النووية، ما يضع باكستان تحت رحمة السلاح الذري الهندي.
ان باكستان تتخذ كل ما يمكن من اجراءات لردع الهند، وتجري اتصالات مع الولايات المتحدة وغيرها لاقناع الهنود بعدم جرّ المنطقة الى سباق تسلح نووي. لقد عرضنا من جهتنا خلو المنطقة من الصواريخ، بحيث لا تدخل لا الهند ولا باكستان في حرب صاروخية، وان الوقت الذي يستغرقه اطلاق الصواريخ من الهند الى باكستان او العكس انخفض الى ثلاث او اربع دقائق وهناك توتر وغيوم ملبدة قد تؤدي الى مواجهة سريعة.
ان الهند تجبرنا على الدخول في سباق تسلّح مكلف للطرفين. والاتفاق الجديد بين الهند واسرائيل يزيد من عوامل التوتر، لكن ليس بوسعنا عمل شيء لوقفه، فهما دولتان مستقلتان.
هل قدمت باكستان اي تنازلات في شأن برنامجها النووي في مقابل استعادة المساعدات الاميركية المخصصة لها؟ وما الذي تقوم باكستان حالياً بعمله في الوقت الذي تطوّر فيه الهند سلاحها النووي؟
- باكستان لم تقدم تنازلات في شأن برنامجها النووي لا للولايات المتحدة ولا لغيرها. باكستان يربطها برنامج تعاون عسكري واقتصادي مع الولايات المتحدة منذ الخمسينات. والولايات المتحدة دولة صديقة، لكن بعض القوانين التي استخدمت مثل قانون برسلر كانت موجهة الى باكستان فقط. لدى الهند برنامج نووي نشيط، وسبق لها ان قامت بتجربة تفجير قنبلة نووية في العام 1974، اطلق عليها اسم "بودا المبتسم" وكل العالم يعرف ذلك. الخطوات الاميركية كانت موجهة ضد باكستان فقط. لقد اوقفوا مدنا بالاسلحة التي كنا ندفع ثمنها، حتى الأموال التي دفعناها ثمناً لطائرات اف - 16 لم نحصل عليها. اذ لم يعيدوا الأموال التي دفعت ولم يعطونا الطائرات انها مسألة غريبة. وعندما زارت بنازير بوتو رئيسة الحكومة السابقة واشنطن في نيسان ابريل 1995 واجتمعت الى الرئيس بيل كلينتون، قال الرئيس الاميركي ان من حق باكستان اما استعادة اموالها او اخذ الطائرات، لكن حتى الآن لم تحصل اي خطوة في هذا المجال. اننا بحاجة الى المال.
ستستمر باكستان في تطوير برنامجها النووي والذي أقول انه معد للأغراض السلمية، وقد طورنا قدرات معينة في هذا المجال.
ضد حصار إيران
كيف سيكون رد الفعل الباكستاني اذا طالبتكم الولايات المتحدة بالوقوف الى جانبها ضد ايران؟
- لا علم لي بأي خطوة تعتزم الولايات المتحدة اتخاذها ضد ايران.
مثل مطالبتكم بالمشاركة في فرض حظر اقتصادي، او استخدام اراضيكم لعمل عسكري ضد ايران؟
- من الأفضل التعاون على حل النزاعات بين الدول بالطرق السلمية. ان التشاور والتفاهم يجب ان يكونا القاعدة. باكستان وإيران بلدان متجاوران، ونريد ان تحل المشاكل عبر القنوات الديبلوماسية بين البلدين او عبر طرف ثالث. نحن نعارض اي خطوة ضد اي بلد، خصوصاً ايران.
الموقف الباكستاني حيال حركة طالبان هل لا يزال الموقف نفسه الذي اتخذته حكومة بنازير بوتو؟
- الحكومة الاخيرة انتهجت سياسة اتبعتها الحكومات الباكستانية السابقة تجاه افغانستان، والحكومة الحالية تواصل هذه السياسة. ان باكستان لا تود التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد. اننا لم نتدخل في الشأن الافغاني. لقد ساعدنا المجاهدين بعدما غزا الروس بلادهم. الشعب الافغاني انتفض ضد الروس. لجأ إلى بلادنا حوالى ثلاثة ملايين افغاني، قدمنا لهم السكن والمساعدة والحماية. بعض اللاجئين توجه الى ايران. بعد انسحاب الروس دعونا كل الفصائل الافغانية التي نرتبط معهم بعلاقة جيدة الى التفاهم وإحلال السلام في بلادهم. لقد توصلنا الى اتفاقات مثل اتفاق اسلام اباد واتفاق مكة المكرمة، لكن لسوء الحظ لم يحترم هؤلاء التعهد الذي قطعوه في بيت الله الحرام، ومنذ ذلك الحين وأمراء الحرب يتنازعون في ما بينهم السلطة. لقد تعرضت بلادهم لدمار اكثر من الدمار الذي تسبب به الغزو الروسي. وحالياً يوجد في باكستان 1.4 مليون لاجئ افغاني، نحن البلد الاكثر تضرراً من استمرار النزاع في افغانستان، لم نتدخل ولن نتدخل. لقد رأينا امبراطوريات تتدخل خارج حدودها ثم تحترق اصابعها من جراء ذلك. والبريطانيون والسوفيات لقوا هذا المصير، ونحن نعرف ذلك ونتجنب حدوثه. ابدينا ولا نزال الاستعدادات لتسهيل التفاهم. نحن على صلة بكل الاطراف، ونستغل علاقاتنا بهم لاقناعهم بالتوصل الى اتفاق برعاية الأمم المتحدة.
موقفنا من حركة طالبان كان محور جدل، لقد اتُهمت باكستان بدعم حركة طالبان وتزويدها بالمساعدات وحتى تشكيلها ورعايتها. لقد اتهموا وزير الداخلية السابق نصيرالله بابار بدعم هذه الحركة وتشكيلها، وهذا غير واقعي. لا يوجد شخص في باكستان تبنى حركة طالبان. الكل يعرف ان عناصر الحركة طلاب في مدارس دينية درسوا في مدارس ومعاهد في افغانستان والبعض في مخيمات اللاجئين الافغان في بلادنا. الحركة انتشرت بسرعة ونجحت في احتلال ثلثي افغانستان، لم نكن نعرف بحقيقة وجودهم. حتى اجهزة استخباراتنا لم تعرف بهم وتهتم بهم الا بعدما احتلوا قندهار وحققوا انتصارات في عدد من المناطق.
ان الاتهامات بأننا ندعم طالبان غير صحيحة. والانتصارات التي حققتها الحركة ناجمة عن رفع انصارها المصحف في يد وراية السلام في اليد الاخرى. والناس في افغانستان الذين عانوا من القتال، اعتقدوا بأنها فرصة لكي يعيشوا بسلام. ان الفرصة الآن مناسبة لاحلال السلام في افغانستان. الايرانيون غير سعداء بتوجهات طالبان وبانجازاتها. نحن نتشاور مع الايرانيين في شأن الوضع في افغانستان، ولقد زار وزير خارجيتنا طهران الاسبوع الماضي، ونحن نتحدث مع الآخرين، مع اوزبك وطاجيك وكل الدول المجاورة لايجاد حل.
ماذا عن تقديم المساعدات من قبلكم لحركة طالبان؟
- لم نقدم اي مساعدات عسكرية، لا لطالبان ولا لغيرها منذ انسحاب القوات السوفياتية. قبل ذلك نعم كنا نقدم المساعدات لجميع الفصائل، والمساعدات التي كنا نقدمها لحكمتيار وأحمد شاه مسعود ورباني كانت متساوية. حتى الدول الاخرى في ذلك الحين كانت تقدم المساعدات، لكن بعد انسحاب الروس لم نزود الافغان بطلقة واحدة. الامر الثاني هو اننا قدمنا المساعدات للمدنيين في افغانستان. اخيراً كانت كابول على وشك مواجهة مجاعة حقيقية. قدمنا لهم الطحين والوقود، وباستثناء ذلك لم نقدم مساعدات.
الأرض الخصبة
منذ تسلمكم الرئاسة في باكستان، ما هي الخطوات التي قمتم بها لطمأنة دول عربية معينة الى عدم وجود نشاط معارض لحكومات هذه الدول من "الافغان العرب" الذين يعيشون في باكستان؟
- عندما تسلمت السيدة بنازير بوتو السلطة في العام 1993، وتوليت انا رئاسة الدولة، اتخذنا سوياً اجراءات ضمنت ابعاد هذه العناصر العربية من باكستان، ويمكنني القول بثقة اليوم انه لا توجد لدينا مشكلة من هذا النوع. نحن على اتصال بكل اجهزة الاستخبارات وحكومات الدول العربية، ولم نتلق في الآونة الاخيرة اية شكاوى في هذا الخصوص.
وما أود التحذير منه الآن، انه اذا استمر النزاع في افغانستان وإذا لم يقم المجتمع الدولي بفرض السلام وإعادة اعمار افغانستان، فإن افغانستان ستكون ارضاً خصبة لنمو نشاط التنظيمات الارهابية في العالم والتي تستغل عدم وجود سلطة مركزية لاستحداث معسكرات تدريب والتسبب بمشاكل لدولها. اضافة الى ان هذه الاجواء تساعد على استمرار تجارة وتهريب المخدرات التي يدفع المجتمع الدولي ثمنها يومياً. انني اتمنى على الدول العربية التعاون والضغط على الولايات المتحدة وروسيا واستغلال علاقاتها معهما لايجاد حل.
ان توجه اسرائيل نحو الهند اخيراً وزيادة تعاونها معها اعتبر خطوة للضغط عليكم للاعتراف بالدولة العبرية، بعدما بدأت اتصالات مع دول اسلامية اخرى مثل ماليزيا وغيرها، ما هي شروطكم لاقامة علاقات ديبلوماسية مع اسرائيل؟
- لن تخضع باكستان لأي ضغط في اي مجال، موقفنا مشابه لموقف الدول العربية والاجماع العربي والاسلامي. وبتقديري فإن الموقف العربي لا يزال يؤيد عدم الاعتراف باسرائيل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.