خلال زيارته قبل اسبوعين الى لندن التقت "الوسط" البروفسور فيليب سالم احد ابرز الاخصائيين في حقل امراض السرطان في الولاياتالمتحدة والذي انتخب اخيراً أول رئيس للمؤسسة العربية - الاميركية للسرطان. ودار الحوار معه حول آخر التطورات العالمية لمواجهة امراض السرطان ومحاولات قهرها. استراتيجيات جديدة للعلاج بدأ الدكتور سالم حديثه أولاً عن الاستراتيجيات المتبعة حالياً في علاج امراض السرطان فقال: "هناك ثلاثة خطوط عريضة حصلت في السنوات الثلاث الماضية. أولها واهمها التشديد على تشخيص المرض وعلاجه في مراحله الاولى، بدل الاضطرار لمعالجته في مراحل متأخرة يصعب معها الشفاء. لهذا يرتكز البحث العلمي الخاص بامراض السرطان في اميركا حالياً على حقيقة في غاية الاهمية وهي ان السرطان لا يبدأ ظهوره في جسم الانسان خبيثاً، بل تحدث فيه تغيرات بيولوجية لا يفهم نوعها ولا يمكن ادراكها الا في مراحل المرض الجزيئية البدائية. اذ تستغرق مرحلة ما قبل تحول السرطان من مرض حميد الى مرض خبيث سنوات عدة يمكننا خلالها السعي لعكس مسار المرض لما فيه مصلحة المريض. وهنا لا بد لي من الاشارة الى ان قسماً كبيراً من الجوائز العلمية الدولية التي حصلت عليها خلال السنوات الثلاث الاخيرة يعود الى عملي وابحاثي في مجال "ليمفوما البحر المتوسط" حيث اظهرت كيف يبدأ هذا المرض في مرحلة حميدة وكيف ينتهي أو يتحول مع مرور الزمن الى مرحلة خبيثة. كما بينت كيف يمكن علاج هذا المرض ببساطة وسهولة في بداية مرحلته الحميدة مع عكس مساره وذلك بمجرد استخدام دواء بسيط مثل "التتراسيكلين". وكم هو ارحم للمريض ان يتمكن الطبيب من عكس مسار مرضه في هذه المرحلة المبكرة بدل الاضطرار للجوء الى المعالجة الكيميائية وما يترتب عليها من آثار جانبية اذا ما تحول المرض الى النوع الخبيث. وهذا لا ينقذ حياة المريض فحسب بل يوفر اموالاً طائلة على موازنة الدولة ودخل المريض. مع العلم ان الاولوية في هذه الاعتبارات يجب ان تكرس لشفاء المرضى بعيداً عن الحسابات المادية. ويعتبر هذا التوجه من أهم الخطوط العريضة في البحث العلمي في الولاياتالمتحدة. وحالياً نعمل على أمراض عدة مثل سرطان الثدي، الذي نعتقد ان تطوره من المرحلة الحميدة الى المرحلة الخبيثة يستغرق 10 سنوات. مما يتيح لنا فرصة ذهبية لمحاولة عكس مسار المرض في المرحلة الحميدة باستخدام دواء "تموكسيفين". لذلك تُجرى في الولاياتالمتحدة حالياً أكبر دراسة في تاريخ البشرية لما يسمى ب "الوقاية الكيماوية"، اي الوقاية من السرطان باستخدام المواد الكيماوية مثل هورمون "تموكسيفين" المضاد لهرمون "الاستروجين". وقد اخترنا هذا الدواء لانه فعّال في الحالات الخبيثة. مما يدفعنا الى طرح سؤال مهم جداً وهو: هل يمكننا منع حدوث هذا المرض وحماية النساء المعرضات للاصابة ممن لديهن تاريخ عائلي أو وراثي بمجرد استخدام دواء بسيط مثل "تموكسيفين"؟ كما اننا نقوم بتطبيق الدراسة على المدخنين المعرضين للاصابة بسرطان الرئة حيث نقوم باعطائهم أدوية عدة لنرى ما اذا كان بامكاننا منع حدوثه في مراحله الاولية. وكذلك الأمر بالنسبة الى سرطان القولون حيث وجدنا ان الاشخاص الذين يتناولون حبوب الاسبيرين للوقاية من امراض القلب هم أقل اصابة بسرطان القولون من اولئك الذين لا يتناولون ذات الحبوب. وهذا دليل علمي مهم لأنه يعطينا رؤيا واضحة عن كيفية حدوث السرطان وامكانية التدخل في عملية حدوثه قبل تطور مساره الى النوع الخبيث. الخط أو التوجه العلمي الثاني يُعنى باسباب حدوث المرض. اذ لا يحدث السرطان الا بوجود عاملين أساسيين هما العامل البيئي والعامل الوراثي. العامل البيئي نال نصيبه من البحث والمداولة، اما العامل الوراثي فقد اكتشفنا حديثاً ان معظم الامراض السرطانية تحدث لوجود جين غير سليم عند الانسان يعرضه للاصابة بالسرطان كلما وجد العامل البيئي القابل للتفاعل مع ذلك الجين غير السليم. فكثير من المدخنين مثلاً لا يصابون بسرطان الرئة لعدم اجتماع العاملين الوراثي والبيئي عندهم. وقد وجدنا ايضاً ان هناك جينات تعرض النساء لسرطان الثدي، وجينات اخرى تعرض الانسان لسرطان القولون، وتقريباً لكل سرطان هناك جينات تعرض اصحابها للاصابة اذا وجد لديهم عامل بيئي يتوافق مع جيناتهم المعطوبة. اما الخط الثالث والاهم في مجال البحث العلمي لامراض السرطان فهو العمل على ايجاد أدوية جديدة وتطوير الادوية الحالية. وخلال السنوات الثلاث الاخيرة من الابحاث برزت حقائق جديدة عن ادوية مثل "تاكسول" المستمد من النبات والذي كنا نعتقد انه يصلح لعلاج سرطان المبيض فقط عند النساء. اذ تبين انه من أهم الادوية التي يمكن استخدامها لعلاج سرطان الثدي، وهذا تطور مهم جداً. وحالياً نستعمل مزيجاً من أهم دواءين لعلاج سرطان الثدي وهما ال "ادريامايسين" الذي كنا نستخدمه على مدى 20 سنة كدواء أساسي لعلاج هذا المرض، ودواء "تاكسول". وللمرة الاولى اصبحنا نتحدث عن امكانية شفاء المريضة المصابة بسرطان الثدي تماماً حتى وان كان المرض انتشر بشكل بسيط في منطقة واحدة من الجسم مثل العظم أو الرئة طالما كان الانتشار في مراحله الاولى. وذلك بالاعتماد على المعالجة الكيماوية بالادوية فقط، وهذا تطور مهم جداً. وبالنسبة الى بعض السرطانات الاخرى هناك ادوية جديدة مثل "كامبتوتيسين" و"توبوتيكين" وأدوية عديدة اخرى ظهرت على المسرح العلاجي ستغير بشكل جذري أسلوب معالجة امراض السرطان في المستقبل. وهكذا يمكنني التأكيد على انه خلال الثلاث سنوات الماضية حصلت تطورات مهمة في مجال علاج السرطان". تطور المعالجة الوراثية وبسؤال البروفسور سالم عن أهمية استخدام الهندسة الوراثية لتصحيح الجينات الخبيثة المسؤولة عن ظهور امراض السرطان المختلفة، أجاب: "ما زلنا في بداية الطريق، وقد نتمكن بعد 5 سنوات من التوصل الى وسيلة لاستبدال هذه الجينات المعطوبة بأخرى سليمة. غير اننا استفدنا كثيراً من هذا الاسلوب الذي يخطئ البعض اذا ما اعتقدوا انه اسلوب نظري فحسب. فالمرأة التي لديها تاريخ عائلي ينذر باحتمال اصابتها بسرطان الثدي أو انها تحمل جيناً معطوباً قد يعرضها للاصابة بهذا النوع من السرطان يصبح فحصها بالتصوير الشعاعي Mammography ضرورياً في مرحلة مبكرة من العمر وهذا يتطلب تصوير ثدييها في سن الثلاثين بدل الخمسين كما هي العادة، وذلك لاحتمال اصابة هذه المرأة بسرطان الثدي أكثر من غيرها مما يساعدنا على الكشف المبكر عن المرض. وهكذا يمكننا ملاحقة المريضة بشكل مكثف لحمايتها من السرطان وعكس مساره في مراحله الاولى. اما بالنسبة الى المريض الذي يحمل جيناً قد يعرضه للاصابة بسرطان القولون الامعاء الغليظة فاننا نبدأ بعملية الفحص المبكر عن طريق التنظير Coloroscopy في سن الثلاثين كل ستة أشهر بدل الانتظار لحين بلوغ المريض سن الخمسين أو أكثر لمباشرة فحصه كما جرت العادة سابقاً. من هنا تبرز أهمية اكتشاف وجود جينات لها علاقة بأمراض سرطانية معينة لانها تتيح لنا فرصة تحري وجود المرض مبكراً وبالتالي مباشرة العلاج وتحقيق الشفاء التام للمرضى. وهذا انجاز كبير يمكن استغلاله الى حين تطور عملية المعالجة الوراثية بصورة تمكننا من استبدال الجينات المعطوبة أو تصحيحها حتى في مراحل المرض المتقدمة. واعتقد ا نه سيأتي الوقت الذي نتمكن فيه من رسم الخريطة الوراثية للمواليد الجدد وبالتالي تحديد كافة الامراض التي يمكن ان يتعرضوا لها مستقبلاً. وسيتيح هذا التطور المجال للاطباء كي يضعوا استراتيجية فعالة لمواجهة تلك الامراض وعلاجها أو الوقاية منها منذ البداية بدل انتظار حدوث المرض مع تقدم الانسان في السن. وغالباً يتم تأكيد التورط الوراثي بأمراض السرطان عن طريق وجود أفراد مصابين أو سبق اصابتهم بأحد هذه الامراض داخل العائلة الواحدة، أو بأخذ عينات من الدم وفحصها مخبرياً لدراسة المادة الوراثية DNA الموجودة فيها". أهمية الفحص الدوري ثم تطرق الدكتور سالم الى الحديث عن أهمية الفحص الدوري فقال: "يوفر الفحص الدوري لجسد الانسان معلومات اساسية تساعد على تحديد معالم الامراض التي يحتمل تواجدها فيه. ومن المؤسف اننا في العالم العربي لا نعير هذا الموضوع الاهتمام الذي يستحقه نظراً لنقص التثقيف الصحي في بلادنا العربية. ويخطئ من يعتقد بأن الفحص الدوري مجرد زيادة اطمئنان عادية، اذ ان الطبيب يحاول دوماً قولبة الفحص الدوري ليتلاءم مع حالة المريض والتاريخ الصحي لعائلته. فاذا كان أحد افراد العائلة مصاباً بسرطان البروستات أو الرئة، يركز الطبيب فحوصاته لنفي وجود المرض أو تأكيده عند مريضه الزائر. وكذلك الامر بالنسبة الى امرأة اصيب احد افراد عائلتها بسرطان الثدي أو المبيض. فالفحص الدوري يختلف بين مريض وآخر ومن الخطأ اهماله أو التهاون والاستخفاف به بحجة اننا لا نريد معرفة ما عندنا من مصائب صحية. لأن هذا يدل على خوف لا مبرر له قد يؤدي الى عواقب وخيمة. فاكتشاف المرض مبكراً وعلاجه بسرعة يساعد على الشفاء التام. ويمكنني هنا ان اعطي مثالاً حياً يبرز أهمية الفحص الدوري، فقد زارني صديق عمره 57 سنة ذات مرة في عيادتي وهو في كامل صحته وعافيته، واجبرته آنذاك على القيام بفحص شامل لمزيد من الاطمئنان. ومن محاسن المصادفات انني عادة أقوم بتصوير منطقة البطن بواسطة جهاز CT-Scan كجزء من الفحص الدوري لكل مريض يتجاوز عمره 55 سنة، وذلك للتأكد من عدم وجود أورام في بعض الاعضاء الداخلية. وبالفعل لاحظت وجود بداية سرطان في احدى كلى صديقي. مما اضطرني لاخضاعه لعملية جراحية ازيلت خلالها الكلية المصابة فتخلص الصديق من السرطان وشفي منه تماماً خلال 6 أيام قضاها داخل المستشفى. ومن المؤكد انه لولا اصراري على القيام بفحصه لانتشر السرطان في جسده وانتقل الى اعضاء اخرى خلال 4 سنوات. وهذا المثال عن أهمية الفحص الدوري ينطبق على أنواع السرطان الاخرى وعلى أمراض لا علاقة لها بالسرطان مثل امراض القلب. فاذا وجد داخل احدى العائلات أب مصاب بمرض القلب وعنده ابن يتعاطى التدخين وعمره 47 سنة، فلا بد من حثه على الفحص الدوري بما في ذلك القسطرة للتأكد من عدم وجود انسداد في الاوعية، حتى يتم تصليح الانسداد قبل ان يتعرض هذا الشخص لنوبة قلبية. وأنا من المؤمنين بالمبدأ القائل "درهم وقاية خير من قنطار علاج". فمنع حدوث المرض أهم بكثير من انتظار الاصابة والخضوع للعلاج. ومن المؤسف اننا في العالم العربي ننتظر وقوع المشكلة ثم نبادر الى حلها بدل اتخاذ الاحتياطات لمنع وقوعها اصلاً". تطور العلاج في الدول العربية وبالنسبة الى تطور الخدمات الطبية والعلاجية في الدول العربية قال الدكتور فيليب سالم: "من الواضح جداً ان التطور الاكبر الحاصل في المجال الطبي في المنطقة العربية حالياً هو في الدول الخليجية وبالذات في المملكة العربية السعودية. ولا يسعني سوى الاشادة بالجهود الكبيرة التي يبذلها المسؤولون لضمان استمرار عملية التطور هذه. اما في مجال علاج الامراض السرطانية فهنالك مراكز عدة في الدول العربية مثل المعهد القومي للسرطان ومستشفى عين شمس في مصر، ومستشفى الملك فيصل في السعودية، ومركز السيطرة على السرطان في الكويت. كما بوشر ببناء مركز أمل للسرطان في الأردن. الا ان مفهوم تطور الخدمات الطبية في العالم العربي ما زال يعتمد على العنصر الآلي والكمي بدل اعتماده على العنصر البشري والنوعي. فاختيار احدث الاجهزة والمعدات وبناء افخم المستشفيات واكبرها لا يغني ابداً عن اختيار افضل الخبرات العلمية البشرية التي يمكنها تطويع تلك المعدات والآلات المتطورة لاعطاء افضل وأصدق النتائج. كما ان اختيار الفريق الطبي المتكامل والمتناسق داخل اقسام المستشفيات امر مهم جداً. اذ لا يصح الاستعانة باخصائيين من دول مختلفة، اعتادوا ممارسة الطب بأساليب مختلفة في بلدانهم، داخل مركز طبي واحد، لأن ذلك يؤثر على حسن الاداء ويسبب الارباك والفوضى ويؤدي الى تضارب الاستنتاجات التشخيصية والعلاجية. كما انه لا يكفي وجود اخصائي ممتاز في مجال واحد داخل المستشفى أو المركز الطبي لأداء الاعمال وانجازها بصورة ممتازة، لأن تكامل العمل الطبي لا بد وان يشمل كافة الاقسام، ولا بد وان يعتمد على مبدأ العمل الجماعي. اذ لا يمكن لشخص واحد ان يحقق انجازات عظيمة من دون وجود فريق متكامل. فنحن بحاجة للطبيب الممتاز والمختبر الممتاز وقسم الاشعة الممتاز وكافة الاختصاصات الاخرى المهيئة للعمل بأسلوب متناسق مع بعضها البعض. لذلك لا يمكننا جلب طبيب من النروج وآخر من سلوفاكيا او من الهند او مصر او الولاياتالمتحدة وبريطانيا، ومن ثم نطلب منهم العمل كفريق متناسق داخل المستشفى لأن ذلك أمر في غاية الصعوبة نظراً لقدوم هؤلاء من مدارس علمية مختلفة. وقد حذرت المعنيين في الامر اثناء زياراتي لبعض الدول الخليجية من اخطار اهمال العنصر النوعي وفقدان تناسق العمل ضمن فريق طبي واحد. اما الخطر الثالث الذي يجب تفاديه لضمان تطور الخدمات الطبية والعلاجية وتحسين نوعيتها في الدول العربية فهو قلة الابحاث العلمية أو شحها. فالاعتقاد السائد بأن الابحاث مكلفة وبالتالي لا حاجة لنا بها طالما استطعنا استيرادها من الخارج، هو مجرد أوهام. لأن الهدف الرئيسي من الابحاث ليس فقط الحصول على معلومات جديدة بل تدريبنا على العمل المتناسق وربطنا بالتقدم العلمي الحاصل في العالم وتغذية عقولنا بمناخ جديد من الحوار البناء وأسلوب العمل المشترك. لهذا نلاحظ ان الاطباء والعلماء الموجودين في مؤسسات تفتقد البحث العلمي هم أقل كفاءة ومعرفة من زملائهم الموجودين في مؤسسات غنية بالابحاث والدراسات". إن تكريس موازنات سخية للابحاث داخل المراكز الطبية والعلمية في الدول العربية هو أكبر حافز لعودة العقول المهاجرة، وأكبر مبرر لبقاء العقول البارزة الموجودة في الدول العربية والتي هي على وشك الهجرة الى الخارج. البروفسور فيليب أديب سالم - من مواليد بلدة بطرام الكورة في لبنان. - تخرج من الجامعة الاميركية في بيروت وتخصص في الامراض الباطنية. - تابع التخصص في السرطان في مركز مموريال سلون كاتارنغ للسرطان في نيويورك، ومركز أم. دي. اندرسون للسرطان في هيوستن - تكساس في الولاياتالمتحدة الاميركية. - عيّن رئيساً لقسم السرطان في الجامعة الاميركية في بيروت بين عامي 1971 و1986 وكان خلال تلك الفترة رئيساً للجمعية اللبنانية لمكافحة السرطان. - يعمل حالياً رئيساً لبرنامج الابحاث السرطانية في مستشفى سانت لوك في هيوستن واستاذاً في جامعة تكساس ومعهد أم. دي. اندرسون للسرطان. - حائز على وسام الحرية في الكونغرس الاميركي، وهو أعلى وسام يمنحه الكونغرس لأي مواطن اميركي أو اجنبي. - حائز على الميدالية الذهبية من الجمعية الاوروبية للابحاث السرطانية، وهو أعلى تقدير تمنحه الجمعية للعاملين في هذا المجال. - حائز على وسام الارز اللبناني. - تم اختياره مستشاراً للرئيس بيل كلينتون لقضايا الصحة بعد ان ادى هذه المهمة بمهارة خلال فترة ولاية الرئيس جورج بوش. - انتخب اخيراً كأول رئيس للمؤسسة العربية - الاميركية للسرطان.