ان يجد المستهلك وسائل الراحة والرفاهية والسلامة مكتظة في سيارة كبيرة أو فخمة عليا، هذا ليس بأمر مستغرب. فزبون هذين القطاعين يتوقع تلك التجهيزات أساساً كما أن قراره يتأثر كثيراً بسمعة الصانع وبالصورة التي تعكسها ماركته في السوق المعنية. لكن كلما نزلت السيارة قطاعاً، تتضاءل أهمية هذه العناصر تدريجاً وفي موازاة ارتفاع أهمية تسعيرها. ومن دون التسرع في توقع جمع فولفو طرفي المعادلة بنجاح في مختلف الأسواق ولكل منها وكلاؤها وحصته منها تبدو تجربة نزول صالون "إس 40" وشقيقه الطويل الصندوق واغن "ف 40" في بريطانيا لافتة للنظر. وأبعد من إطراب الآذان المعهود عن حرص مهندسي فولفو على السلامة والحماية، لا تخلو "إس 40" من العناصر التحديثية اللافتة. بعض تلك العناصر لافت في حد ذاته وبعض آخر لافت في نزوله من القطاعات العليا الى المتوسط - الكبير الذي يندرج فيه موديل الصانع السويدي. ومع أن بعضهم يأخذ على فولفو مبالغتها في تركيز حملاتها التسويقية على عوامل الحماية، لا يسع المرء إلا التنويه بما يتضمنه الموديل الجديد من عناصر مقنعة جداً. فمن حيث الوسادات الهوائية، يضم التجهيز الأساسي لمختلف الفئات في السوق البريطانية ويجدر التحقق من الأمر في الأسواق الأخرى واحدة في المقود لوجه السائق وصدره واثنتين جانبيتين لحماية صدر السائق والراكب الأمامي ووركيهما من الصدمات الجانبية، مع التوضيح بأن فولفو تفضل تركيب الوسادتين الأخيرتين في ظهري المقعدين المعنيين وليس في البابين أو في العمود الأوسط، لأن الطريقة الأولى تضمن الحماية ذاتها أياً تكن وضعية المقعدين الأماميين. وعند انطلاق الوسادات الهوائية يلغى ايصاد الأبواب تلقائياً لتسهيل اسعاف الركاب. ومن اللمسات الذكية في نظام القفل المركزي تجهيز أساسي، عندما يطلب مع نظام التحكم من بعد اضافي، انقفال الأبواب والصندوق تلقائياً بعد فتحها من بُعد بدقيقتين اثنتين، على اعتبار أن عدم دخول أحد يعني اما أن كبسة الزر كانت خطأ سهو أو أن من كبس الزر لدخول السيارة غيّر رأيه ونسي أنها بقيت مفتوحة. أما الوسادة المواجهة للراكب الأمامي تجهيز اضافي فهي تتميز بانتفاخها نحو الزجاج الأمامي قبل الاستدارة في اتجاه الراكب لمنع تأثر الأخير سلبياً ان لم يكن جالساً في وضعية صحيحة. وطبعاً، هناك نظام الحماية الجانبية الذي تسميه فولفو نظام "سيبس" SIPS, Side Impact Protection System ويتلخص بتوزع قوة الصدمة الجانبية على السقف والأرضية عوضاً عن تركزها في اتجاه الركاب. ومن الناحية الديناميكية تتمتع الفئات كلها بمكابح قرصية في العجلات الأربع القرصان الأماميان مهوّآن مع مانع انزلاق كبحي ABS، كما يمكن طلب مساعد الثبات الديناميكي الذي يخفف بخ الوقود فور بدء احدى عجلتي الدفع الأماميتين بالانزلاق بفعل العزم لا الكبح. ومن لمسات السلامة الأخرى يلاحظ تركيب مصباح برتقالي صغير في كل من جوانب عارضتي الصد الأمامية والخلفية للفت نظر سائقي السيارات المتقدمة من الجانب، كما يتمتع كل من مصباحي إنذار الكبح الخلفيين بلمبتين لتبقى واحدة تعمل في حال تعطل الأخرى. وعلاوة على امكان توسيع الصندوق بطي المقعد الخلفي كليا أو جزئيا، وهي ظاهرة أصبحت منتشرة عموما في هذا القطاع وما دونه، يتمتع الصندوق الخلفي بحزام ذاتي الانكماش لضبط الأمتعة عند الكبح أو الانطلاق كالحزام العادي. أما الحزام الثلاثي المقابض وسط المقعد الخلفي فهو متصل بالمقعد ذاته لينطوي تماما عند طي ظهر المقعد. ومن عناصر الراحة الأخرى يذكر امكان تعديل كل من ارتفاع المقعد وعمق المقود. المحركات والعلب ستتوافر "إس 40"/ "ف 40" مع خياري محركين بنزينيين بأربع أسطوانات و16 صماماً، وكلاهما ألومينيوم القالب والغطاء ومشتق عن عائلة تضم معهما محركي الاسطوانات الخمس في موديل "850" والست في "960". سعة المحرك الأول 1.7 ليتر 1731سنتم3 وقوته 115 حصاناً/ 5500 د.د. وعزم دورانه 164 نيوتون - متر/ 4100 د.د.، بينما ترتفع قوة المحرك الثاني البالغة سعته 1.9 ليتر 1948 سنتم3 الى 140 حصاناً/ 6000 د.د. مع عزم مقداره 183 نيوتون - متر/ 1500 د.د. وسيضاف لاحقاً خيار محرك توربو ديزل سعته 1.9 ليتر. أما علبة السيارة الأمامية الدفع فهي عادية بخمس نسب أمامية أو أوتوماتيكية ثمنها ألف جنيه استرليني في بريطانيا بأربع نسب أمامية. وتتمتع الاوتوماتيكية بثلاثة برامج رياضي وتوفيري وشتوي تنطلق به السيارة من النسبة الثالثة. الدفع أمامي. ولئلا يتأثر الأداء يتوقف نظام التكييف موقتاً عند الضغط على دواسة الوقود حتى أقصى مجالها. ويمكن طلب التعليق في صيغة من اثنتين: مائلة الى الليونة لزيادة الراحة، أو القسوة للراغبين بالقيادة الرياضية الطابع. الكفالة في بريطانيا 100 ألف كلم أو 3 سنوات، علماً بأن مهل الصيانة تبلغ 16 ألف كلم أو سنة واحدة. خيارات التجهيز ستتوافر السيارتان في مستويات تجهيزية عدة تتوجه ستة منها في بريطانيا الى المستهلك الفردي بينما يخصص اثنان آخران لمبيعات الجملة الأساطيل، ما يشير الى رغبة الصانع السويدي في دخول هذا القطاع، لا سيما أن ميتسوبيشي "كاريسما" تركز على هذا القطاع تحديداً "كاريسما" مبنية على قاعدة مشتركة مع "إس 40" وتنتج معها في المصنع الهولندي المشترك مثالثة بين فولفو وميتسوبيشي والحكومة الهولندية.