أعلنت المملكة العربية السعودية عن وضع مشروع متكامل لتطوير قواتها المسلحة خلال الخطة الخمسية المقبلة. وقال الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي "ان الخطوط العريضة لهذه الخطة قد وضعت ابتداء من تدريبات الفرد وحتى تجهيز المعدات الحديثة اضافة الى الكثير من النواحي التي تتعلق بحياة الفرد كالإسكان والتعليم والصحة". وتحدث الأمير سلطان عن توجهات لدعوة القطاع الخاص للمشاركة في المجالات الثلاثة المذكورة "ليكون المواطن السعودي على تواصل تام مع القوات المسلحة". والمعروف ان شركات أجنبية ووطنية تولت طوال السنوات الماضية تنفيذ العديد من هذه المشاريع الخدمية للقوات المسلحة في المدن العسكرية ومختلف المناطق التي ترابط فيها. ووصف محللون عسكريون تحدثت اليهم "الوسط" تصريحات الأمير سلطان بأنها "تبشر بنقلة نوعية متميزة" للقوات المسلحة السعودية في ما يتعلق بزيادة كفاءة مختلف وحدات وأفرع الجيش بعد تحديث قدراته التسليحية ورفع القدرات القتالية لأفراده بتكثيف وتطوير برامج التدريب المختلفة. وكان الأمير سلطان بن عبدالعزيز أعلن أخيراً عقب استعراضه لأفرع القوات المسلحة في خميس مشيطجنوب السعودية ان الخطة السادسة للقوات المسلحة التي بدأت مطلع شهر محرم ايار الجاري "ستكون خطة توسيع ليس على مستوى المشتروات والصفقات ولكن على مستوى الرجال واستقطاب الشباب الناهض وخريجي الجامعات والمدارس". ويذكر ان السعودية بدأت في أعقاب الغزو العراقي للكويت عام 1990 في مضاعفة عدد أفراد قواتها المسلحة وزيادة قدراتهم القتالية عن طريق تكثيف برامج التدريب المتنوعة. وكان الأمير سلطان وضع أخيراً حجر الأساس لمدينة عسكرية في منطقة جازانجنوب المملكة تبلغ مساحتها 380 كيلومتراً مربعاً، وقال عنها انها ستتضمن الفروع الأربعة للقوات المسلحة، بمعنى أنها حديثة خلافاً للمدن العسكرية التي سبقتها. وتعد هذه المدينة الجديدة التي لم يعرف اسمها حتى الآن خامس مدينة عسكرية في السعودية بعد مدينة الملك خالد في حفر الباطن شمال شرقي السعودية، ومدينة الملك فيصل في خميس مشيط، ومدينة الملك فهد في المنطقة الشرقية، ومدينة الملك عبدالعزيز في منطقة تبوك. ويتوقع خبراء عسكريون أن تكون المدينة العسكرية الجديدة التي سيبدأ بناؤها فور اجازة الاعتمادات المالية المخصصة لها من مجلس الوزراء أحدث وأكبر مدينة عسكرية في المنطقة تحتوي على منشآت عسكرية متطورة للقوات البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي نظراً الى أهميتها الاستراتيجية في حماية الحدود الجنوبية للسعودية في هذه المنطقة التي وصفها الأمير سلطان بأنها "حساسة". يذكر أن المملكة العربية السعودية نفذت خلال السنوات الماضية برامج تسليحية ضخمة تكلفت مليارات عدة من الدولارات شملت الى جانب تشييد المدن العسكرية شراء صواريخ وطائرات حربية متطورة ودبابات وقطع بحرية متنوعة.