تستضيفه السعودية وينطلق اليوم.. وزراء الأمن السيبراني العرب يناقشون الإستراتيجية والتمارين المشتركة    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    البرهان يستقبل نائب وزير الخارجية    كاساس: دفاع اليمن صعب المباراة    قدام.. كلنا معاك يا «الأخضر»    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    إحالة ممارسين صحيين للجهات المختصة    جواز السفر السعودي.. تطورات ومراحل تاريخية    حوار «بين ثقافتين» يستعرض إبداعات سعودية عراقية    5 منعطفات مؤثرة في مسيرة «الطفل المعجزة» ذي ال 64 عاماً    التحذير من منتحلي المؤسسات الخيرية    لمن القرن ال21.. أمريكا أم الصين؟    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    استشهاد العشرات في غزة.. قوات الاحتلال تستهدف المستشفيات والمنازل    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مترو الرياض    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    القصيم تحقق توطين 80% من وظائف قطاع تقنية المعلومات    المدينة المنورة: وجهة استثمارية رائدة تشهد نمواً متسارعاً    مشاهدة المباريات ضمن فعاليات شتاء طنطورة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    الأمير فيصل بن سلمان يوجه بإطلاق اسم «عبد الله النعيم» على القاعة الثقافية بمكتبة الملك فهد    جمعية المودة تُطلق استراتيجية 2030 وخطة تنفيذية تُبرز تجربة الأسرة السعودية    نائب أمير الشرقية يفتتح المبنى الجديد لبلدية القطيف ويقيم مأدبة غداء لأهالي المحافظة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    المملكة ترحب بتبني الأمم المتحدة قراراً بشأن فلسطين    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الجزيرة» تستعرض مسيرة القوات المسلحة بمناسبة اليوم الوطني ال(83)
المملكة دخلت مرحلة جديدة من إعادة بناء قطاعات القوات المسلحة وتجهيزها بأحدث المعدات والطائرات
نشر في الجزيرة يوم 24 - 09 - 2013

تحل ذكرى اليوم الوطني (83) لبلادنا الغالية، وهو اليوم الأغر، الذي يتذكّر فيه المواطن السعودي بكلّ فخر واعتزاز هذه المناسبة التاريخية الغالية علينا، وهي توحيد المملكة العربيَّة السعوديَّة في ظلِّ قيادة رشيدة ارتقت بالمملكة العربيَّة السعوديَّة إلى مرحلة الإنجاز والرقي والتقدم وما من شأنه رفعة الوطن ورفاهية وكرامة المواطن، من خلال خطط وإنجازات تنموية عملاقة شملت البنية الأساسيَّة على امتداد الوطن ومختلف القطاعات اتسمت بالتوازن والشمولية، وحققت مزيجًا فريدًا من التطوّر المادي والاجتماعي والعسكري في كلِّ مناحي الحياة، وها هي مترسخة على أرض الواقع في ظلِّ أمن وأمان وشريعة سمحة وستظل -بعون الله- بأيادٍ تمتد بالخير وسواعد تبني تحت ظلَّ القيادة الحكيمة يحفظها الله.
والمتتبع اليوم لمسيرة القوات المسلحة في المملكة العربيَّة السعوديَّة منذ أن وحّدها المؤسس وحتى عهد خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- يلحظ التقدم والتطوّر الهائل في جميع المجالات حتَّى أصبحت -بفضل من الله- ثمَّ بجهود المسؤولين تضم أحدث الأسلحة والمعدات والآليات والأجهزة الحديثة والمتطوّرة.
ولم يكن هذا التطوّر مشتملاً على العدة والعتاد فقط، بل أصبح الجندي السعودي مؤهلاً تأهيلاً عاليًا ومدربا تدريبًا جيّدًا وملمًا بأحدث ما وصلت إليه التقنية العصرية من علوم، ومزوَّدًا بالثقافة والمعرفة العسكرية اللازمة لتشغيل وتطوير هذه الأسلحة الحديثة، في ظلَّ راعي مسيرتها القائد الأعلى لكل القوات العسكرية الذي جعل قواتنا المسلحة تعيش هذه التطوُّرات المستمرة.
وفي كلِّ عام تعود فيه ذكرى اليوم الوطني إلى الأذهان يجد أبناء القوات المسلحة، فرصة للتعبير عن أنفسهم ليجدِّدوا الولاء والطاعة للدفاع عن العقيدة الإسلاميَّة ومقدساتها، والوحدة الوطنيَّة والجغرافية والحدودية، بكلِّ ما يملكون من قوة وإيمان وعزيمة، متبعين الأقوال بالأفعال تدريبًا، وتنظيمًا، وتسليحًا ليكونوا أكثر قوة واستعدادًا ليزدادوا قوة إلى قوة.
وفي هذه السنة التي تمر علينا فيها الذكرى (83) لليوم الوطني وقد أنهيت معظم التجهيزات الأساسيَّة من الخطة التنموية الوطنيَّة، وقد دخلت المملكة مرحلة التصنيع الأساسيَّة والتكميلية بمساهمة القوات المسلحة في جميع مراحلها.
وفي برنامج التوازن الاقتصادي نقف على أبواب مرحلة جديدة من إعادة بناء القوات المسلحة وتجهيزها بالأسلحة المتطورة من طائرات متقدِّمة وسفن بحريَّة حديثة ووسائل دفاع جوي متقدم، وعلى أسس متينة مبنية على التجاوب والدروس المستفادة من الحروب السابقة وآخرها تحرير الكويت، التي خاضتها قواتنا المسلحة بجدارة وبسالة، ويدخل العام (83) من توحيد المملكة العربيَّة السعوديَّة ومن عمر الوحدة الوطنيَّة ونحن أكثر إيمانًا وقوة وعزيمة بقدراتها الدفاعية الذاتية وإمكاناتها العسكرية المحليَّة، وإنجازاتنا التنموية الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والصناعيَّة للمحافظة على المنجزات الحضارية لمملكة العربيَّة السعوديَّة.
مراحل من التطور
الملك عبدالعزيز -رحمه الله- هو القائد الأول في الجيش العربي السعودي الذي بدأ في إنشاء الجيش السعودي عندما انتقى ستين رجلاً توجه بهم من الكويت إلى الرياض، وقد تَمَّ له ذلك بأربعين منهم بعد معركة خالدة استعاد بها ملك آبائه وأجداده، وذلك في صبيحة يوم السبت الخامس من شوال من عام 1319ه.
وقد استمر -رحمه الله- يعتمد على رجال الحاضرة الذين كان يتكون منهم جيش الجهاد، ورجال البادية الذين كان يتكون منهم جيش الإخوان، وكانت عدّة جيوشه تتكون من الإبل والخيل والسيوف والخناجر والبنادق ولم تكن الأسلحة موحّدة لأن كل مقاتل كان يتدبر أمر سلاحه وركابه بنفسه، كما كانت المدن والقبائل تسهم في تسليح أبنائها المقاتلين.
الجيش النظامي
بعد أن استقرت الأوضاع في البلاد أدرك الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أهمية مجاراة الجيوش الحديثة في التقنية والتسليح فبدأ العمل بتطبيق التنظيمات العسكرية الجديدة وألغيت تشكيلات فرق الإخوان، حيث ألحق بعضها بالوحدات العسكرية وبالشرطة وتكوَّنت من بعضها الهجانة التي تشكلت كقطاع عسكري عام 1344ه وفي عام 1348ه أمر الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بتشكيل مديرية الأمور العسكرية للإشراف على القوات النظامية، ثمَّ وكالة الدفاع عام 1353ه، ثمَّ رئاسة الأركان.
وزارة الدفاع
بعد أن تزايدت أعداد الجيش السعودي وتطورت أسلحته وتشعبت تنظيماته رأى جلالة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- إنشاء وزارة خاصة لشؤون الدفاع، وعين أول وزير لها صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن عبدالعزيز برتبة فريق أول وصدر المرسوم الملكي رقم 5-2-1846ه في 5-11-1363ه الموافق 10-11-1943م يقضي بإنشاء وزارة الدفاع وإلغاء وكالة الدفاع، وفي عهد الأمير منصور بدأت النهضة العسكرية في الجيش السعودي لبناء جيش قوي وفق أحدث الأساليب التنظيمية والقتالية.
وبعد وفاة صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن عبدالعزيز خلفه في وزارة الدفاع أخوه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز في 5-8-1370ه وشد عضده بتعيين أخيه صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وكيلاً لوزارة الدفاع، وفي عهد الأمير مشعل اكتمل مشروع المصانع الحربية وتشكلت مناطق عسكرية جديدة وأنشأ مستشفيين عسكريين وزاد تطوّر القوات العسكرية، ثمَّ تولى وزارة الدفاع من بعده صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سعود بن عبدالعزيز في عام 1376ه، ثمَّ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز في عام 1380ه، وفي عام 1382ه عين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- وزيرًا للدفاع والطيران ومفتشًا عامًا للجيش بالمرسوم الملكي رقم 21 بتاريخ 3-6-1382ه، ومنذ ذلك الحين بدأ العهد الذهبي للقوات المسلحة على يد سموه.
عصر جديد
عندما صدر الأمر الملكي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وزيرًا للدفاع والطيران ومفتشًا عامًا، كان ذلك إيذانًا ببداية عصر جديد للقوات المسلحة تميز بإنجازاته وخططه الطموحة التي سيتم تنفيذها على مراحل ستشمل جميع القطاعات في مختلف مناطق المملكة، حتَّى أصبحت قواتنا المسلحة محط أنظار وإعجاب الجميع بما وصلت إليه من تطوّر في كلِّ المجالات وإعادة بناء القوة البشرية للقوات المسلحة بتوسيع الكليات والمعاهد والمدارس ومراكز التدريب العسكري الجديدة لاستيعاب أكبر عدد من المجندين والشباب المُتعلِّم في مختلف مناطق المملكة، وإرسال البعثات العسكرية للالتحاق بالكليات والمعاهد والمدارس العسكرية المتقدِّمة داخل وخارج المملكة، وإنشاء المدن العسكرية والقواعد الجويَّة والبحريَّة ومجموعات الدفاع الجوي ومباني ومشروعات الكليات والمجمَّعات الطّبية التي تضم القيادات والإسكان والمرافق العامَّة والخدمات كالمدارس والمساجد والمراكز الصحيَّة المتقدِّمة ومراكز التدريب العسكري المهني يضاف ذلك إلى ما تم إنجازه في السنوات الماضية والمتمثل في بناء مقر وزارة الدفاع والطيران وعدد من القطاعات التابعة لها ومركز عمليات الدفاع الوطني، مما كان له أثر فعَّال في رفع درجة الاستعداد والقدرات العسكرية للقوات المسلحة، وبناء المستشفيات العسكرية الكبيرة في المدن الرئيسة وتجهيزها بالمعدات الطّبية المتقدِّمة وتشغيلها وصيانتها والتدريب الطّبي والفني للسعوديين عليها لتقديم أرقى الخدمات الطّبية لأفراد القوات المسلحة وعوائلهم، وإنشاء أسطول جوي للإخلاء الطّبي الجوي تعمل عليه كفاءات سعودية، كما أنشئت أكاديمية طبية في المجتمع الطّبي في مدينة الملك فهد العسكرية، وفتحت المراكز الصحيَّة في المعسكرات والمجمَّعات السكنية ومستشفيات الميدان المتقدمة، وبناء نظم جديدة للدفاع مثل نظام القيادة والسيطرة ومركز الدفاع الوطني ومراكز القيادة والسيطرة لفروع القوات المسلحة ونظم المعلومات الماليَّة والإدارية والتموين التي تكون في مجموعها نظامًا دفاعيًّا متقدمًا، واعتماد سموه برنامج التوازن الاقتصادي مع الدول المصدرة للسلاح وأنظمة الدفاع وتوسيع القاعدة الصناعيَّة للمصانع الحربية وتحويلها إلى مؤسسة عامة للصناعات الحربية لتمكينها من المشاركة مع القطاع الخاص في التصنيع المشترك، وإنشاء إدارة مركزية للأشغال العسكريةإدارات في فروع القوات المسلحة للتشغيل والصيانة الإدارة للمدن والمرافق والقواعد العسكرية والجويَّة والبحريَّة والدفاع الجوي تدار بأعلى المستويات الهندسية ونظم الإدارة والتشغيل والصيانة بكفاءات سعودية مؤهلة جرى تدريبها لهذا العمل وإنشاء إدارة عامة للمساحة العسكرية لرسم الخرائط العسكرية الجويَّة والبحريَّة والتنسيق مع إدارة المساحة في الدَّوْلة وتدريب العاملين فيها، وإنشاء إدارات متخصصة تهتم بالجندي السعوديّ في القوات المسلحة لرفع الجانب الديني والمعنوي، وكذلك إنشاء إدارة لشؤون المتقاعدين تهتم بشؤون الضباط والأفراد العسكريين عند إحالتهم للتقاعد ورعاية شؤونهم وتقديم الخدمات التي يحتاجونها بعد التقاعد.. كما يحظى الطيران المدني باهتمامات كبيرة، وذلك بتنفيذ المشروعات المدنية التابعة لوزارة الدفاع مثل بناء المطارات المحليَّة والإقليميَّة والدوليَّة وتطوير مصلحة الأرصاد الجويَّة وتوسيع الأسطول الجوي للخطوط السعوديَّة، ولقد أصبح لدى المملكة العديد من المطارات الدوليَّة وعشرات المطارات الإقليميَّة والمحليَّة التي تغطي كل أنحاء المملكة، فضلاً عن أسطول جوي يصل المملكة بالعالم ويغطي احتياجات المملكة، كما أسهمت القوات المسلحة وعلى مدى مراحل تطورها في العديد من المناسبات الوطنيَّة والإنسانيَّة المختلفة من حيث استقطاب الشباب السعودي وتوظيفه وتدريبه في وحداتها وفروعها المختلفة.
وأصبحت القوات المسلحة -الآن- بفضل من الله سبحانه وتعالى، ثمَّ بفضل وجهود رجالها المخلصين تحتل مكانتها اللائقة وتسير في اتجاه الأهداف التي رسمها القائد الأعلى لكل القوات العسكرية خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وولي عهده الأمين،وأخيراً صدرت الموافقة السامية على تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان نائباً لوزير الدفاع وبهذا أصبحت تملك من القدرات ما يمكنها من الاستجابة لكل المتطلبات الدفاعية ولكي تكون درعًا واقيًا للأمَّة تحمي مقدساتها وتصون ثرواتها وتحافظ على مكتسباتها، إن الإنجازات عظيمة والطموحات كبيرة والآمال واسعة، والمستقبل مشرق -بإذن الله- وما حققته القوات المسلحة يتحدث عنه واقعها.
القوات البرية
الملكية السعودية
تحتل القوات البريَّة الملكية السعوديَّة موقعًا أساسيًّا وبارزًا في خريطة اهتمامات وزارة الدفاع والطيران نابع من دورها الفعَّال في الدفاع عن أمن وسلامة أراضي المملكة من أيّ اعتداء والحفاظ على استقرارها، كما أنها لا تألو جهدًا لتحقيق ما تصبو إليه قيادتنا الرشيدة للوصول بهذه القوات إلى أعلى درجات التطوّر ومواكبة للتقدم العسكري في شتَّى المجالات العسكرية والتقنية بداية من الاهتمام بالتَّعليم والتدريب وتخريج الكوادر المؤهلة والاهتمام بإدخال أحدث التكنولوجيا العسكرية إلى إنشاء المدن العسكرية في العديد من مناطق المملكة تتوافر فيها جميع المرافق العامَّة من مساجد ومدارس للبنين والبنات ورياض للأطفال وسكن للعوائل والعزاب وأسواق وحدائق ومرافق ترفيهية من نوادٍ للضباط والأفراد ولأبنائهم ومسابح وملاعب مختلفة وصالات للنشاط الثقافي ومستشفيات ومستوصفات، تتوافر فيها جميع التخصصات الطّبية والأجهزة المتطورة وتشتمل القوات البريَّة على مختلف الأسلحة، ويُعدُّ سلاح المشاة من أقدم الأسلحة في القوات البريَّة وقد شكلت وحداته الركيزة الأولى للقوات المسلحة السعوديَّة، أما سلاح المدرعات فقد بدأ الاهتمام به منذ تشكيل نواة الجيش النظامي للمملكة العربيَّة السعوديَّة في عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وتقوم قيادة سلاح المدرعات منذ إنشائها عام 1377ه بالعمل على تطويره كمًا وكيفًا وتزويده بأحدث الأسلحة، ويأتي سلاح المدفعية كقوة إسناد رئيسة في القوات البريَّة، وقد بدأ تشكيله عام 1377ه كما يقوم سلاح الإشارة وهو أحد الأسلحة في القوات البريَّة - بتأمين وصيانة وسائل الاتِّصال لربط أفرع القوات المسلحة في السلم والحرب من خلال فروعه المنتشرة في مختلف مناطق المملكة.
كما يشكل سلاح المهندسين في القوات البريَّة صرحًا شامخًا من صروح القوات المسلحة يحظى بدعم شامل من المسؤولين للوصول به إلى أرقى المستويات ويقوم سلاح الصيانة في القوات البريَّة بأعمال الصيانة لجميع المعدات التي تستخدمها القوات البريَّة، لتكون دائمًا في حالة جيدة وصالحة للاستخدام في جميع الأوقات وفي كلِّ الظروف.. ويُعدُّ سلاح الصيانة من أهم عناصر خدمات مساندة القتال وتشمل أعمال الصيانة والتفتيش والفحص والخدمة والإصلاح، كما يأتي سلاح التموين كسلاح ضروري لتزويد القوات بجميع ما تحتاجه من مواد في السلم والحرب، كما يأتي سلاح النقل كواحد من الأسلحة في القوات البريَّة وقد تطوّر هذا السلاح تباعًا مع تطوّر وتوسع القوات المسلحة الأخرى في القوات البريَّة، وفي سبيل دعم القوات البريَّة تَمَّ إنشاء طيران القوات البريَّة، وأصبح واقعًا ملموسًا ويُعدُّ من أهم عناصر الإسناد التكتيكي في القوات البريَّة بما يضمه من طائرات عمودية حديثة مختلفة الأنواع والمهام القتالية.. ولكل من هذه الأسلحة معهد أو مدرسة لإعداد الكوادر المؤهلة لتشغيل هذه الأسلحة والمعدات المتقدِّمة كما تضم القوات البريَّة العديد من الهيئات والإدارات المتنوعة التابعة لها، إضافة إلى (كلية الملك عبدالعزيز الحربية) كأول مؤسسة علميَّة عسكرية في المملكة العربيَّة السعوديَّة ويَتمُّ القبول بها بشهادة الثانوية العامَّة، ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات يمنح بعدها المتخرج بكالوريوس في العلوم العسكرية ويعين ضابط القوات البريَّة الملكية السعوديَّة برتبة ملازم، وشهادتها تعادل شهادة البكالوريوس الصادرة عن الكليات النظرية، ومعهد اللغات العسكري، الذي يُعدُّ مركزًا تعليميًا مهمًا بتدريس القرآن الكريم والثقافة الإسلاميَّة وتدريس اللغات الأجنبية المُتعدِّدة بالإضافة لتدريس الحاسب الآلي، ولعل المراكز والمعاهد والمدارس العسكرية الأخرى التي تتبع للإدارة العسكرية والأسلحة التي لها دور كبير في التدريب والتأهيل لمنسوبي القوات البريَّة في جميع ميادينها العسكرية بالقوات البريَّة لهي أكبر مثل على الدور التَّعليمي والتثقيفي والتدريبي الذي تتبناه القوات البريَّة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ بل استمر التطوّر تدريجيًّا حتَّى تحولت القوات البريَّة من قوات مشاة خفيفة إلى قوات مشاة آلية متحركة 100 في المائة زوّدت بناقلات الأفراد المجنزرة والمدرعات المقاتلة والبابات الحديثة التي تتميز بسماكة الدروع وسرعة الحركة وخفتها وكثافة النيران وقوتها، كما زوّدت بالمدفعية بعيدة المدى وراجمات الصواريخ وأمنت معدات المهندسين، وعربات النقل والقاطرة الحديثة ومعدات وورش الصيانة، ومستلزمات التموين بالإضافة إلى أجهزة الإشارة المُتعدِّدة حيث تَمَّ تأسيس شبكة كبيرة للاتِّصالات الإدارية والميدانية ساعدت على حسن إدارة هذه القوات وتوجيهها والسيطرة عليها بجانب تشكيل جديد لقيادة وحدات المظليين وقوات الأمن الخاصَّة وتشكيل آخر لطيران القوات البريَّة الذي زود بأفضل وأقوى وأحدث ما أنتج من الطائرات العمودية ذات الأغراض والمهمات المُتعدِّدة.
القوات الجوية الملكية السعودية
تُعدُّ القوات الجوية الملكية السعودية إحدى القوات الرئيسة التي تشكّل القوات المسلحة السعوديَّة، وقد حظيت كغيرها من القوات المسلحة - باهتمام كبير مما دفع بها خطوات إلى الأمام وحققت قفزات كبيرة في زمن قصير فواقع القوات الجويَّة اليوم لا يمكن مقارنته بأي حال من الأحوال بما كانت عليه في الماضي القريب، فمرحلة التأسيس (من 1344ه إلى 1373ه الموافق 1925م إلى 1945م) وهي الفترة التي تشكلت بها نواة القوات الجويَّة حين قام المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بشراء أربع طائرات بريطانية الصنع من طراز (ويتسلاند مارك 2) حيث أعد أول مطار بجزيرة دارين وكانت أبرز ملامح تلك الفترة إنشاء مدرسة للطيران وإيفاد عشرة طلاب لإيطاليا لدراسة الطيران وافتتاح مدرسة تعليم بجدة. وقد استمر تطوير القوات الجويَّة حيث مر بعدة مراحل بدأت بمرحلة التأسيس فمرحلة النمو فمرحلة التطوير والتحديث، فأصبحت بفضل من الله سبحانه وتعالى، ثمَّ بفضل الرجال المخلصين قوة مهابة الجانب يحسب لها ألف حساب لما تضمه قواعدها من طائرات حديثة ورجال أكفاء.
وتعكس مشروعات القوات الجويَّة وما يتبعها من قواعد في العديد من مناطق المملكة تشمل الطائرات الحديثة والمرافق المجهزة، كما تَمَّ إدخال منظومة من طائرات MR66 التي تزود الطائرات بالوقود جوًّا ويُعدُّ مشروع (صقر السَّلام) أول المشروعات الذي رسمت فيها القوات الجويَّة خطواتها ويأتي مشروع (شمس السَّلام) كمرحلة ثانية من مراحل تطوير القوات الجويَّة وقد تَمَّ -بحمد الله- سعودة هذا المشروع بالكامل تبع هذا المشروع آخر قامت القوات الجويَّة الملكية السعوديَّة بدراسة وتحديد عناصره وأطلق عليه مشروع (درع السَّلام) ويهدف هذا المشروع إلى تطوير الأنظمة الدفاعية للقوات الجويَّة ومراقبة وحماية الأجواء السعوديَّة ويرتبط هذا المشروع بمشروع آخر هو مشروع (حارس السَّلام) وهي طائرات الإنذار المبكر والتزوّد بالوقود جوًّا، وقد وفر هذا المشروع للقوات الجويَّة الملكية السعوديَّة منظومة مُتطوِّرة ومتكاملة من القيادة والسيطرة والاتِّصالات، وأخيرًا يأتي مشروع اليمامة الذي يهدف إلى تزويد القوات الجويَّة بأحدث الطائرات المخصصة للمهمات القتالية، وتُعدُّ صفقة طائرات التايفون المتطورة آخر صفقات الطائرات التي قامت بها القوات الجويَّة في مجال التطوير والتحديث، وتتولى كلية الملك فيصل الجويَّة منذ عام 1387ه مهمتها التعليميَّة والتدريبية لتؤهل الطالب أن يكون ضابطًا متخصصًا في مهنته وتُعدُّ صفقة طائرات (سوبر موشاق) التدريبية أكبر دليل على اهتمام القوات الجويَّة بالقطاع التَّعليمي كما شهدت قواتنا الجويَّة عددًا من التمارين والمناورات مع الدول الصديقة والدول العربيَّة والإسلاميَّة لاستعراض مهاراتها القتالية ونالت سمعة عالية.
معهد الدراسات الفنية
كما تولى معهد الدراسات الفنيَّة للقوات الجويَّة تعليم وتدريب الفنيين العاملين في صيانة طائرات القوات الجويَّة وتشغيل منظوماتها المساندة المختلفة، ويأتي فريق الصقور السعوديَّة كفريق استعراضي رسمي للقوات الجويَّة لترجمة قدراتها عمليًا ويتكون من خليط من طائرات (هوك إم كيه 65) وطائرات التدريب النفاثة (إم كيه 65 إيه) ويمثِّل القوات الجويَّة الملكية السعوديَّة في استعراضات الطيران في المناسبات الوطنيَّة والعالميَّة، وقام الفريق بأول استعراض له بمدينة الرياض عاصمة المملكة العربيَّة السعوديَّة في يوم الأحد 7-10-1419ه كجزء من فعاليات الاحتفالات بالذكرى المئوية لتأسيس المملكة، تلا ذلك عدَّة مشاركات محليَّة دعمًا للسياحة الداخليَّة وكذلك مشاركات خارجية في عدَّة محافل دوليَّة ونال العديد من الميداليات الذهبية فيها، كما يأتي متحف صقر الجزيرة للطيران الذي صدرت به موافقة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- ومنذ ذلك الحين والمتحف يستقبل الوفود والضيوف والزوار الرسميين.. ويحتوي المتحف على مقتنيات متنوعة تشمل على بعض الطائرات منذ عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وحتى وقتنا الحاضر وبعض من مقتنيات عدد كبير من المعدات والأجهزة والملابس والوثائق والصُّور القديمة، وقد حظي المتحف -مؤخرًا- بزيارة عدد من الطيارين المتقاعدين في العالم.
القوات البحرية
الملكية السعودية
تتمتع المملكة العربيَّة السعوديَّة بموقع جغرافي مرموق حيث يحدها الخليج العربي من الشرق والبحر الأحمر من الغرب، ونظرًا لطول سواحل المملكة البحريَّة بدأت المملكة ممثلة في وزارة الدفاع والطيران في إنشاء قوة بحريَّة مهمتها (الدفاع عن أمن وسلامة أراضي المملكة العربيَّة السعوديَّة ومياهها الإقليميَّة) لتقوم بحماية الموانئ الرئيسة والمحافظة على أمن وسلامة السفن القادمة إلى المملكة والمغادرة منها، وتطهير الممرات المائية الموصلة إلى موانئ المملكة من الألغام البحريَّة وكذلك القيام بدوريات خارج وداخل المياه الإقليميَّة والبحث والإنقاذ في المياه القريبة من المملكة والقيام برحلات إلى موانئ الدول الأجنبية، وبدأت القوات البحريَّة بمدرسة في مدينة الدمام وذلك عام 1377ه وفي عام 1380ه انضمت سفينة جلالة الملك (الرياض) إلى الخدمة في القوات البحريَّة لتكون أول سفينة تمتلكها القوات البحريَّة الملكية السعوديَّة، وفي أواخر 1381ه انضمت بعض القطع البحريَّة إلى بعض الدول العربيَّة والإسلاميَّة والصديقة، وبذلك تكوَّنت النواة الأولى للقوات البحريَّة الملكية السعوديَّة.
وفي بداية عام 1395ه بدأ التنفيذ الفعلي لمشروع التطوير للقوات البحريَّة الذي يشتمل على بناء المرافق الأساسيَّة مثل القواعد البحريَّة والسفن الحربية، وفي شهر ذي القعدة من 1399ه وصلت إلى المملكة العربيَّة السعوديَّة أول دفعة من سفن مشروع التطوير بقيادة أطقم سعودية، ثمَّ توالى بعد ذلك التطوير وجلب السفن المتطورة وقد شاركت القوات البحريَّة في العديد من التمارين مع الدول العربيَّة والإسلاميَّة.
الدفاع الجوي
تقف قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي الآن جنبًا إلى جنب مع كل من القوات البريَّة، والقوات الجويَّة، والقوات البحريَّة ضمن تنظيم الهيكل للقوات المسلحة الملكية السعوديَّة التي تتبع وزارة الدفاع. ولقد حظي الدفاع عن الوطن بالاهتمام الواجب منذ البداية الأولى لبزوغ فجر الدَّوْلة السعوديَّة الحديثة حيث كانت النواة الأولى فرقة من القوات النظامية وذلك عام 1384ه، ثمَّ تتابعت خطط تطوير القوات المسلحة العربيَّة السعوديَّة بأحدث معدات والأسلحة وقد كانت بداية نشأة الدفاع الجوي في عام 1375ه، الموافق 1955م، وفي عام 1386ه الموافق 1966م تقرَّر فصل الدفاع الجوي عن سلاح المدفعية، وأصبح سلاحًا مستقلاً بذاته وذلك بعد أن اتسعت تشكيلاته وزادت مهامه، وفي نفس العام تمَّت صفقة صواريخ الهوك الأساسية المتوسط المدى، كانت تلك بداية النقلة الكبيرة إلى معدات أكثر تطوَّرًا وتقنية. وفي عام 1404ه الموافق 1984م صدرت الأوامر السامية بأن يكون الدفاع الجوي قوة مستقلة رابعة باسم قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي وذلك نتيجة لازدياد مناطق مسؤولياتها وتشعب علاقتها مع أفرع القوات المسلحة الأخرى. إن مهمة قوات الدفاع الجوي هي تأمين الحماية الجويَّة للمملكة العربيَّة السعوديَّة، وذلك باستخدام أرقى ما وصلت إليه التقنية الحديثة من أنظمة للدفاع الجوي وذلك بالاشتراك مع القوات الجويَّة، حيث أثبتت التجارب أنَّه كُلَّما كانت قوات الدفاع الجوي قوية وفعالة، وتعزّزت السيطرة الجويَّة الذاتية أضعفت فرص العدو لإحراز أيّ مستوى من التفوق الجوي.
الخدمات الطّبية
اهتمت الدَّوْلة بالرِّعاية الصحيَّة منذ تأسيسها على يد المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز وكان ذلك باعثًا لتواصل الجهد للرقي بالقطاع الصحي في المملكة بشكل عام وفي القوات المسلحة بشكل خاص وتواصلت الجهود في وزارة الدفاع، حيث حققت الخدمات الطّبية قفزات نوعية تمثلت في زيادة المرافق الصحيَّة التي تقدم العلاج لأبناء القوات المسلحة وذويهم فأنشئت العديد من المستشفيات الكبيرة المتخصصة والمراكز الصحيَّة وتَمَّ تجهيزها بالمعدات والأجهزة الطّبية الحديثة التي تدار بأيدٍ سعودية ماهرة.
ولم تتوقف الخدمات الطّبية عند هذا الحدّ فلديها حاليًّا عدد من المشروعات الصحيَّة منها بناء مدينة متكاملة في مدينة الرياض بالإضافة إلى مشروعات لزيادة الطاقة السريرية في مستشفياتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.