عدل المسرحي السوري الأصل شريف الخزندار، لأسباب لم يتمّ الافصاح عنها بعد، عن التعاون مع نضال الأشقر التي كان من المتوقّع أن تؤدّي بطولة مسرحيّته "جوليا دومنا" في باريس، ضمن تظاهرة ضخمة يخصّصها "بيت ثقافات العالم" للحركة الابداعيّة في لبنان، مسرحاً وشعراً ورواية وموسيقى. لكنّ الأشقر، مديرة "مسرح المدينة" البيروتي الذي كان شريكاً في انتاج العمل، جاءت إلى باريس، وأحيت الأمسية الافتتاحيّة للمهرجان قبل أيّام حسب البرنامج المعلن عنه، فقرأت قصائد عربية من اختيارها. وأعلن الخزندار عن اتفاقه مع الممثّلة البارزة ميراي معلوف لتأدية دور جوليا دومنا، ابنة بسّيانُس كاهن حمص، وزوجة الامبراطور الروماني، الليبي المولد 146م، سَبتيمُس سفيروس الذي حكم بين 193 و 211 ميلاديّاً. والنصّ المستقى من عناصر تاريخيّة، كتبه المخرج مع رفيقة دربه فرنسواز غروند على شكل مأساة كلاسيكية تسترجع - في ضوء الراهن أحياناً - محطّات من تاريخ ذلك الثنائي الذي جعل العرب يحكمون أكبر أمم الدنيا آنذاك. ميراي معلوف ممثّلة معروفة عربياً وعالميّاً، بدأت حياتها الفنيّة مع منير أبو دبس في فرقة "المسرح الحديث"، قبل أن تنتقل إلى باريس وتنضمّ إلى فرقة بيتر بروك، أكبر مسرحيي النصف الثاني من هذا القرن. برزت معلوف تحت ادارة بروك في مسرحيّات عدّة بينها "منطق الطير" للعطّار، وخصوصاً مسرحيّة "المهابهاراتا" المقتبسة عن الملحمة الهنديّة الشهيرة. وآخر ظهور لها على الخشبة الباريسية كان في مسرحية شكسبير "الملك جان" 1992 التي قام باخراجها الفرنسي برنار سوبيل. وعندما حاولت العودة إلى المسرح اللبناني، لم تنجُ من فخ المسرح الاستهلاكي مع مسرحيّة "خبيصة" 1994. يشترك مع معلوف في التمثيل كلّ من دارينا الجندي وأرواد إسبر اللتين تتناوبان على تأدية دور وصيفة الامبراطورة. كما تحمل الملابس والديكور توقيع فرانسواز غروند. أما موعد الافتتاح فبقي على حاله: 3 أيّار مايو المقبل، على أن تقدّم المسرحيّة نفسها باللغتين العربيّة نصّ أرواد إسبر والفرنسية. ولم يفصح الخزندار عن احتمالات عرض "جوليا دومنا" لاحقاً في بيروت.