ينتظر الخليجيون بلهفة كل عامين المسابقة الرياضية التي تجمع المنتخبات الكروية لدولهم منذ العام 1970. ويعلم الخليجيون جيداً ان دورة كأس الخليج العربي التي مضى على دورتها الأولى ستة وعشرون عاماً هي أول مناسبة رسمية تجمعية بين دول منطقة الخليج العربية. وتقوم المنتخبات الكروية الخليجية قبل موعد كل دورة بأشهر بتكثيف الاستعدادات الفنية وحشد الامكانات لتأهيل اللاعبين بغية تحقيق البطولة الخليجية الغالية. وفي دورة مسقط الحالية التي تنطلق في 15 تشرين الأول اكتوبر وتختتم في 28 منه، والتي يعتبرها النقاد الرياضيون من أصعب الدورات الخليجية، سيكون التنافس قوياً للغاية، ذلك ان جميع الفرق المشاركة الامارات، البحرين، السعودية، قطر، عمانوالكويت قد شهدت مستوياتها الفنية ارتفاعاً ملحوظاً أهلها للكثير من المنافسات القارية والدولية، وفي ضوء ذلك لن يتكرر ما حدث في الدورات السابقة من هزائم ساحقة بفارق أربعة أهداف او خمسة كما حصل أحياناً. ذلك ان الجميع أصبح يشارك وهدفه الرئيسي من المشاركة احراز كأس الدورة. ويعتقد المراقبون ان دورة الخليج بما بثته في الفرق الخليجية من حماسة منقطة النظير ساهمت بدور فعال في تطور الكرة الخليجية وفي علو كعبها. فكرة البطولة سياسية وقد كشف الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة عسيرجنوب السعودية، وهو صاحب فكرة البطولة، في لقاء تلفزيوني سابق معه أسرار نشأة البطولة، مؤكداً ان تلك الحقبة كانت تشهد تهديدات ايرانية للبحرين ودعاوى ان البحرين جزء من الأراضي الايرانية، فرأى الأمير خالد ان انخراط البحرين في تجمع خليجي ينفي هذه الدعاوى، فعرض الفكرة على العاهل السعودي الراحل الملك فيصل بن عبدالعزيز فاستحسنها ووجّه ابنه الأمير خالد الفيصل - وكان المسؤول عن الشباب والرياضة في العام 1968 - للعمل الجاد على الفكرة وتسخير الامكانات لها، وكان اختيار البحرين لاقام البطولة الأولى على أرضها تأكيداً لهذا التوجه، وقد تولى تنفيذ الفكرة من الجانب البحريني الشيخ محمد بن خليفة رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم حينذاك. وحصل المنظمون على موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم لاقامتها، وانطلقت أول بطولة في البحرين العام 1970، واستقر الرأي على ان تقام مرة كل سنتين. دورة الخليج وراء انضمام قطر للفيفا وكادت قطر ان تحرم من المشاركة في دورة الخليج الأولى لأن الاتحاد القطري لكرة القدم لم يكن عضواً في الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، ولا تقبل الفيفا ان ترعى تجمعاً رياضياً لا يكون جميع أعضائه المشاركين أعضاء فيه، وهو ما حدا بالمسؤولين القطريين الى الانضمام فوراً الى الفيفا. وأصبح الاتحاد القطري لكرة القدم عضواً فعالاً ونشطاً في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وشاركت قطر الى جانب البحرين، السعودية والكويت في أول دورة واحتلت المركز الأخير. سجل البطولات السابقة البطولة الأولى اقيمت البطولة الأولى في دولة البحرين بين 27 آذار مارس و3 نيسان ابريل 1970 واقتصر الاشتراك فيها على أربعة منتخبات هي الكويت، البحرين، السعودية وقطر وحققت الكويت المركز الأول وجاءت البحرين في المركز الثاني والسعودية في المركز الثالث وقطر في المركز الرابع. سجل في البطولة 19 هدفاً وأحرز اللاعبان الكويتيان محمد مسعود وجواد خلف لقب هداف البطولة برصيد ثلاثة أهداف لكل منهما. البطولة الثانية استضافتها السعودية في الرياض بين 10 آذار و27 منه 1972 وشاركت الامارات لأول مرة فارتفع عدد المنتخبات الى خمسة وحقق منتخب الكويت البطولة بعد تفوقه على السعودية بفارق الأهداف، وشهدت البطولة انسحاب البحرين في المباراة الأخيرة فشطبت جميع نتائجها. سُجل في البطولة 25 هدفاً وأحرز اللاعب السعودي سعيد غراب لقب هداف البطولة برصيد 5 أهداف. البطولة الثالثة: احتضنتها دولة الكويت بين 10 آذار و29 منه 1974 واشتركت سلطنة عمان لأول مرة في البطولة وقسمت المنتخبات الى مجموعتين وفاز منتخب الكويت بالكأس للمرة الثالثة على التوالي بعد فوزه على السعودية 4/صفر فاحتفظت بكأس البطولة. سجل في هذه البطولة 45 هدفاً وأحرز لاعب الكويت جاسم يعقوب لقب هداف البطولة برصيد ستة أهداف ونقلت احداث هذه البطولة عبر التلفزيون. البطولة الرابعة أقيمت البطولة الرابعة في قطر بين 26 آذار و15 نيسان 1976 وشهدت مشاركة منتخب العراق للمرة الأولى، وحقق منتخب الكويت الكأس للمرة الرابعة بعد فوزه على العراق 4/2، اما السعودية فشاركت بمنتخب رمزي في هذه البطولة التي سجل فيها 84 هدفاً. وللمرة الثانية فاز جاسم يعقوب بلقب الهداف برصيد تسعة أهداف. البطولة الخامسة أقيمت في العراق بين 23 آذار و9 نيسان 1978 وأحرز منتخب العراق الكأس لأول مرة بعد لقاء فاصل مع السعودية حسمه لصالحه 2/صفر. سجل في البطولة 70 هدفاً. وفاز بلقب الهداف اللاعب العراقي احمد راضي برصيد 10 أهداف. البطولة السادسة اقيمت في ابو ظبي بالامارات العربية المتحدة بين 19 آذار و4 نيسان 1980. وشهدت البطولة انسحاب منتخب العراق بعد ان لعب خمس مباريات وأحرز منتخب الكويت لقب البطولة التي سجل فيها 38 هدفاً، اما لقب الهداف فقد فاز به أربعة لاعبين: ماجد عبدالله السعودية، يوسف السعوية الكويت، ابراهيم زويد البحرين وسالم خليفة الامارات برصيد أرفعة أهداف لكل منهم. البطولة السابعة استضافتها سلطنة عمان بين 9 آذار و28 منه 1984. وفاز بقلب البطولة منتخب العراق للمرة الثانية بعد فوزه على قطر في المباراة الفاصلة 4/3 بضربات الترجيح. سجل في البطولة 46 هدفاً. أحرز لاعب العراق احمد راضي لقب الهداف برصيد ستة أهداف. البطولة الثامنة جرت فعالياتها في دولة البحرين 1986 وأحرز منتخب الكويت الكأس للمرة السادسة. سجل في هذه البطولة 53 هدفاً وفاز اللاعب فهد خميس من الامارات بلقب الهداف برصيد ستة أهداف. البطولة التاسعة أقيمت في الرياض بين 2 آذار و18 منه 1988. وشهدت هذه البطولة افتتاح استاد الملك فهد الدولي. وأحرز منتخب العراق الكأس للمرة الثالثة وسجل في البطولة 34 هدفاً وفاز بلقب الهداف كل من اللاعب زهير بخيت الامارات وأحمد راضي العراق برصيد أربعة أهداف لكل منهما. البطولة العاشرة اقيمت في دولة الكويت بين 20 شباط فبراير و9 آذار 1990 وشهدت البطولة اعتذار السعودية عن المشاركة وانسحاب منتخب العراق من البطولة في مباراته مع الامارات. وأحرز منتخب الكويت لقب البطولة التي سجل فيها 21 هدفاً وفاز اللاعب حمد ابراهيم من الكويت بلقب الهداف برصيد خمسة أهداف. البطولة الحادية عشرة استضافتها قطر بين 27 تشرين الثاني نوفمبر و10 كانون الأول ديسمبر 1992. وتم فيها حرمان منتخب العراق من المشاركة بعد أحداث الخليج. وأحرز منتخب قطر البطولة التي سجل فيها 30 هدفاً. وفاز اللاعب مصطفى مبارك من قطر بلقب الهداف برصيد ثلاثة أهداف. البطولة الثانية عشرة أقيمت في ابو ظبي في الامارات في تشرين الثاني 1994. احرز منتخب السعودية اللقب لأول مرة، وفاز اللاعب محمود صفوفي قطر بلقب الهداف أحرز بالقرعة بعد ان تساوى مع اللاعب السعودي فؤاد أنور برصيد أربعة أهداف لكل منهما. سيطرة المدرسة البرازيلية إذا تفحصنا سجل تدريب المنتخبات الخليجية خلال الدورات الاثنتي عشرة نجد ان المدربين في الدورات الأولى كانوا عرباً، وربما لم يكن ذلك بدافع القناعة الكروية بل كانت بدايات الكرة في المنطقة على أيد عربية سلمت الأجهزة الفنية لها، ثم توجهت المنتخبات الى مدربين عالميين للاشراف عليها. ففي الدورة الأولى أشرف على تدريب المنتخب البحريني حمادة الشرقاوي مصري، وأشرف مواطنه طه الطوخي على تدريب الكويت، ومحمد حسين خيري سوداني على تدريب قطر، فيما أشرف الانكليزي جورج سكيرد على تدريب المنتخب السعودي. وفي الدورة الثانية استمر الشرقاوي في تدريب البحرين، وخيري في تدريب قطر، وجاء طه اسماعيل مصري لتدريب السعودية، ومحمد صديق شحتة مصري لتدريب الامارات، وأشرف اليوغوسلافي الشهير بروشتش على تدريب الكويت. وفي الدورة الثالثة استمر شحاتة والشرقاوي، فيما درب المصري محمد عبده الوحش السعودية، وممدوح خفاجي مصر عمان، ومواطنه حلمي حسين قطر. ولم يغب المدرب العربي عن أي بطولة من البطولات، ففي الدورة الرابعة درب ممدوح خفاجي عمان، وفي الخامسة درب السوداني حسن عثمان قطر، كما درب العراقي عمو بابا منتخب بلاده، وفي السادسة استمر عمو بابا، اضافة الى التونسي المنصف اللثي مدرب عمان، وفي السابعة قابل عمو بابا خمسة برازيليين: ساباستياو البحرين، زاغالو السعودية، خوزيه روبرتو الكويت، باولوهيكي عمان، وايفرستو قطر، اضافة الى الايراني حشمت مهاجراني مدرب الامارات. وفي البطولة الثامنة أشرف ثلاثة مدربين عرب على فرقهم هم السعودي خليل الزياني، والكويتي صالح زكريا، والعراقي عمو بابا. وتجدر الاشارة الى ان المدرسة البرازيلية كانت مسيطرة على الأجهزة التدريبية في الفرق الخليجية. وقد تعاقب مدربون على تدريب أكثر من فريق على غرار البرازيلي ماريو زاغالو الذي درب المنتخبين الكويتي والسعودي والايراني حشمت مهاجراني الذي درب المنتخبين الاماراتيوالعماني، والبرازيلي كارلوس البرتو باريرا الذي درب المنتخبات الكويتيةوالاماراتية والسعودية. مباراة الافتتاح لصالح البلد المضيف غالباً منذ انطلاق دورة كأس الخليج لكرة القدم في البحرين العام 1970 جاءت جميع نتائج مباريات الافتتاح لصالح الدولة المضيفة باستثناء مباراة الافتتاح بين السعودية والكويت في الدورة الثانية فقد انتهت بالتعادل، ومباراة الافتتاح بين عمان والحرين في الدورة السابعة وقد انتهت بخسارة الأولى، ومباراة الافتتاح بين البحرينوالعراق في الدورة الثامنة وقد انتهت بالتعادل السلبي. دورة الخليج وراء انضمام قطر للفيفا كانت قطر ان تحرم من المشاركة في دورة الخليج الأولى لأن الاتحاد القطري لكرة القدم لم يكن عضوا في الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، ولا تقبل الفيفا ان ترعى تجمعا رياضيا لا يكون جميع اعضائه المشاركين اعضاء فيه، وهو ما حدا بالمسؤولين القطريين الى الانضمام فوراً الى الفيفا. وأصبح الاتحاد القطري لكرة القدم عضواً فعالاً ونشطاً في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وشاركت قطر الى جانب البحرين، السعودية والكويت في أول دور واحتلت المركز الأخير. السياسة تتدخل أحياناً كانت السياسة وراء اقامة الدورة، كما أشرنا سابقاً، وبقيت السياسية أحياناً كثيرة تتحكم في مساراتها. فالانسحاب العراقي من البطولة السادسة في أبو ظبي كان بقرار سياسي من الرئيس العراقي صدام حسين. والانسحاب العراقي من البطولة العاشرة كان بقرار مشابه. ومنع المنتخب العراقي من المشاركة في بطولات الدورة عقب غزو العراق للكويت وذلك بدءاً من الدورة الحادية عشرة التي اقيمت في الدوحة 1992 كان لأسباب سياسية. وكان اعتذار المنتخب السعودي عن المشاركة في الدورة العاشرة المقامة في الكويت 1990 بسبب تعويذة الدورة التي ترمز الى خلاقات سياسية قديمة. ترتيب المنتخبات في كأس الخليج الدورة البطل الوصيف الثالث الأولى الكويتالبحرين السعودية الثانية الكويت السعودية الامارات الثالثة الكويت السعودية قطر الرابعة الكويتالعراققطر الخامسة العراقالكويت السعودية السادسة الكويتالبحرينالامارات السابعة العراققطر السعودية الثامنة الكويتالامارات السعودية التاسعة العراقالامارات السعودية العاشرة الكويتقطرالبحرين الحادية عشرة قطرالبحرين السعودية الثانية عشرة السعودية الامارات البحرين