السيد رئيس تحرير مجلة "الوسط" المحترم تحية طيبة وبعد، في تحقيقه عن مهرجان لندن السينمائي والمنشور في عدد مجلتكم رقم 201، والموقع بقلم عمار الجندي، لا يتوانى الكاتب عن كيل تهم وترديد توصيفات جزافية. ومن خلال قراءة أولية للمقال نجد ان الكاتب قد وقع في المطب الذي أعاب به على الآخرين اذ يقول حرفياً "وآن الأوان لمواجهة صور علقت في البال بعدما استل "النقاد" يراعاتهم للاحتفاء بالمناسبة وفرغوا من تدبيج مقالات تفوح منها رائحة الترجمة الرديئة!". حسناً يدعونا الكاتب الى جديده، فاستلال "النقاد" يراعاتهم في تدبيج… الخ، يفترض بداهة ان يقدم العكس، لكن سرعان ما تأتي الجملة التالية مباشرة ونصها "والمناخ النقدي المعتل مسؤول عن بعض علل السينما العربية التي تمثلت بفيلمين مصريين "صبايا وبنات" للمخرج يسري نصرالله و"ليلة ساخنة" الذي وقعه الراحل عاطف الطيب". ويبدو ان عجالة "التدبيج" قد فوتت على الكاتب ذكر شريط الجنوب للناقد والمخرج اللبناني محمد سويد، وأيضاً التبس عنده عنوان فيلم "صبايا وبنات" بدلاً من "صبيان وبنات"، أما تحميل "المناخ النقدي المعتل…" هو بحد ذاته كلام عام وغير دقيق، ينطوي على اطلاق احكام مجانية وسائبة. ذلك ان النقد السينمائي، ومثلما هو معروف، شأنه شأن اي نقد ابداعي يأتي ضمن سياق لاحق وليس سابق، بعدي وليس قبلي، متشكل وليس مشكل للمنجز الفني، نتمنى من الكاتب مستعملين نفس كلماته "ان يوضح لنا كيف ان المناخ النقدي المعتل مسؤول عن بعض علل السينما العربية؟ وما هو دوره في حجب المساهمة العربية عن مثل هذه التظاهرة؟ ان علل السينما العربية خصوصاً السينما المصرية برأينا اساسه بنيوي، يعود الى مرحلة التشكل الأولى، اذ تداخلت في تكوين وتشكيل صورة هذه السينما عوامل وعناصر مختلفة، منها ما يرجع الى مرحلة ما قبل الاستقلال، حيث وجد رأس المال الحر في هذه الصناعة ما يغريه في الاستثمار، وهذا جاء ضمن سياق تأسيس ثقافة البورجوازية المدينية. ومنها ما تتحمله السياسات التي اتبعتها حكومات ما بعد الاستقلال في الحاق السينما ضمن قطاعها العام، باعتبارها جزء من عجلة ماكينتها الثقافية والسياسية. فيصل عبدالله لندن - بريطانيا