حضرة رئيس التحرير، أولاً: لن ابدأ رسالتي بالديباجة المعروفة بأن مجلة "الوسط" هي حيادية وتأخذ طريق الوسط كما يفعل بعض القراء، وذلك لأن الحقائق الدامغة تقول بعكس ذلك. لولا ضيق الزاوية لذكرت عشرات الملفات التي لم تتوخ فيها المجلة الحياد المطلوب منها واخرها قضية الدكتور نصر حامد ابو زيد. ثانياً: مندوبكم في القاهرة محمد الشاذلي كان منحازاً بشكل واضح حينما كتب من القاهرة في عددين منفصلين 177 - 178 كتابات هي ابعد ما تكون عن الوسطية، بل انه خدم الدكتور اكثر من محاميه. ففي العدد 177 كان موضوع الغلاف ابو زيد وفي صفحة 12 وما بعدها ذكر فقط وجهة نظر "المجرم" او المتهم ولم يتطرق الى الجهة الاخرى فأين الوسطية في ذلك؟ في هذا العدد اجري مقابلة مع الدكتور وزوجته ومحاميه ومحامي زوجته ونجيب محفوظ!! ثالثاً: في العد 178 توقعنا ان نقرأ عن الجانب الآخر لنعرف حججهم وما يقولون، فماذا وجدنا؟ مقابلات مع "مثقفي مصر" يعارضون فيها "انتهاك الضمائر" ومن هم؟ نجيب محفوظ مرة ثانية، احمد الخواجه، سعدالدين وهبه، شاهين الابنودي، القعيد اصلان، رفعت السعيد، شهاب وكلهم يمثلون تياراً واحداً وينحصرون في زاوية ضيقة. هل هؤلاء كل مثقفي مصر؟ اين علماء الأزهر، اين العلماء والمثقفون النزهاء؟ هل خلت مصر الستين مليوناً الا من مخرج فيلم كانت له صولات وجولات مع القضاء المصري؟! وغيره من اصحاب الفكر المنحرف الغريب على المجتمع مصر الاسلامي؟ لو انني رئيس تحرير لما قبلت مثل هذه التحقيقات المتحاملة التي توضح وجهة نظر واحدة فقط لا غير. انني لست مع أبو زيد ولا ضده، ولكني احترم القضاء المصري الذي عرف بالنزاهة. وانا شخصياً لا ناقة لي ولا جمل، ولكن يحز في نفسي ان تنحاز هذه المجلة التي رفعت لواء الوسطية في اول عدد صدر لها فتوخينا الخير منها. اشعر بالغبن من قبل هذه المجلة التي سوف الغي اشتراكي فيها اذا لم ار تحقيقاً منصفاً يعبر فيه ممثلو التيارات الثقافية المصرية كلها عن وجهات نظرهم، وليس شرذمة من ذوي التفكير العلماني والتصور الغربي المنحرف عن ثقافتنا وتراثنا الخالد. اتحدى رئيس التحرير ان ينشر هذه الرسالة، ودمتم. الدكتور محمد عبدالله أبو عزام الدمام - السعودية المحرر: كعادتها ترحب "الوسط" بالرأي المغاير، وتفتح صدرها للنقد الهادئ والرصين، لذا تستغرب ان يضعها الدكتور محمد ابو عزام امام "الامتحان" و"يتحداها" في نشر رسالته النقدية، فكان من الطبيعي ان يعكس بأمانة حالة الغليان الثقافي التي شهدتها القاهرة فور صدور حكم التفريق، وحركة التضامن العفوية مع الباحث المصري وزوجته كما عبرت عنها قطاعات واسعة في المجتمع المدني. كل المفكرين المصريين الذين اتصل بهم مكتبنا، ممن يملكون موقفاص نقدياً في كتابات ابو زيد، واجهونا بالرد نفسه: ساليوم ندافع عن حريج زميلنا وغداً حين يستعيد كرامته نعبر عن اختلافنا الفكري معه". ونحن نطرح السؤال معكوساً على الدكتور ابو عزام: الا يبدو هو المنحاز من خلال رسالته، والمنطلق من افكار مسبقة تلغي الآخر، رافضاً شرعية كل المثقفين المشاركين في الملف الذي أثار حفيظته؟ مع العلم ان النقاش لم ينته مع نشر الملف الذكور، فهناك كما اشرنا مساهمات نقدية ستردنا تباعاً، وسننشرها في الوقت المناسب. واذا كان الدكتور أبو عزام من قراء "الوسط"، فلا شك انه لاحظ في الماضي، ولا بد انه سيلاحظ في المستقبل، مدى التنوع في الآراء فوق صفحاتنا، ومدى انفتاحنا على وجهات النظر المتناقضة، ضمن حدود الرصانة والاحترام المتبادل. فالحضارة - كما يعرف صديقنا - تفاعل وتباين وتأليف وسجال، وليست انحيازاً، وأفكاراً جاهزة، ومواقف مسبقة ... كما تعبر رسالته.