أصبح ماجد عبدالله اسطورة في الملاعب السعودية على غرار الكاميروني روجيه ميلا نجم مونديال ايطاليا، والألماني رودي فولر، بعدما تمكن هو البالغ من العمر 37 سنة من قيادة فريقه النصر إلى الاحتفاظ بزعامة الكرة السعودية للعام الثاني على التوالي بهدفين كان احدهما اسطورياً إذ تلاعب فيه بدفاع الهلال وحارسه قبل أن يسكن الكرة في الشباك. وكان هذا اللاعب الممشوق القامة قرر صيف العام الماضي التوقف عن لعب الكرة على المستوى الدولي بعد مشاركته في بطولة كأس العالم 1994، كما كان يفكر بالاعتزال نهائياً، إلا أن كبار مشجعي النصر مارسوا عليه ضغوطاً هائلة ثنته عن القرار وعاد إلى الملاعب قبل شهرين فقط. وفي مباراة العودة أمام الاتفاق سجل ماجد "هاتريك" ثلاثة أهداف ضمن لها النصر لفريقه فاتحاً صفحة جديدة في تاريخه الكروي، ثم واصل قيادة النصر في ما تبقي من مباريات الدوري وقاده للوصول إلى المباراة النهائية أمام الهلال المرشح الأكبر للفوز، على اعتبار أنه أفضل الفرق من الناحيتين الفنية والادارية، وقد أحرز قبل اسبوعين كأس ولي العهد، وكان المرشح الأوفر حظاً لجمع البطولتين لكن ماجد عبدالله وزميله محيسن الجمعان عادا إلى الوراء نحو 12 سنة، وبالتحديد إلى عام 1984 عندما قاد هذا الثنائي المنتخب السعودي لأكبر انتصارين تحققهما الكرة السعودية آنذاك: التأهل لنهائيات الألعاب الأولمبية في لوس انجليس ثم الفوز بكأس أمم آسيا. خبرة وحيوية وإذا كان الدولي صالح خليفة نجح آنذاك في تقديم التمويل السخي لهما في تلك السنة، فإن فهد الهريفي قد أدى الدور هذه السنة بتمريراته المتقنة التي سجل منها النصر هدفين، وأضاع مهاجماه اوهين كندي وابراهيم عيسى هدفين آخرين... وليس ذلك غريباً على الهريفي إذ كان الورقة الرابحة للمدرب الفرنسي جان فرنانديز الموسم الماضي في كسب البطولة، فكوّن مع ماجد ومحيسن ثلاثياً شل حركة الهلال تماماً بسرعة الاداء والمهارات الفردية التي تغلبوا بها على منافسهم الأكثر شباباً وحيوية معتمدين على تكتيك حذر رسمه مدربهم الموقت ورفيق رحلة ماجد في الملاعب ونصفه الثاني كما يقول عنه النصراويون يوسف خميس الذي كان واحداً من أبرع صانعي الألعاب في الملاعب السعودية. وقد لقبه المعلق العربي الشهير أكرم صالح آنذاك ب "شبح الملز" وهو الملعب الذي تقام عليه مباريات كرة القدم في الرياض حيث ركز على الدفاع والالتصاق بمهاجمي الهلال سامي الجابر وأحمد بهجا تم الارتداد السريع في الهجوم بكرات طويلة لماجد عبدالله المتمركز مع آخر مدافع هلالي فيما نفذ لاعبو خط الوسط النصراوي مهمات محددة تمثلت في الرقابة اللصيقة لمواطن القوة في الفريق وفي مقدمهم يوسف الثنيان فأدى ذلك إلى هبوط غريب في مستوى الهلال حاول مدربه سبستياو لازاوني احياءه باشراك بعض اللاعبين أمثال فيصل أبو اثنين وفهد الغشيان بدلاً من محمد لطف وسامي الجابر الذي غادر الملعب إلى المستشفى للعلاج من كسر في الكتف. لكن العامل المهم في المباراة التي كسبها النصر بثلاثة أهداف تمثل في حيوية الثنائي ماجد عبدالله ومحيسن الجمعان اضافة إلى التناغم بين لاعبي النصر. وقد أكد فوز النصر ان لقاءات الفريقين لا تحكمها المعايير الفنية فقط. مهرجان الختام وكانت المباراة النهائية التي شرّفها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز مهرجاناً كروياً وزع في نهايته جوائز الموسم على الفرق الرياضية المتفوقة وهم أبطال دوري الدرجة الأولى الصاعدون إلى الدرجة الممتازة الطائي التعاون... وأبطال كأس الملك النصر، الهلال، الرياض، الاتفاق حسب ترتيبهم وسط بهجة عارمة لدى النصراويين وكان ماجد عبدالله هو الكاسب الأول فيها حيث انهالت عليه الهدايا ومن بينها سيارة "رولز رويس". وخلاصة القول إن ماجد عبدالله بهذا النصر قد اسكت كل الاقلام التي طالبته في الفترة الأخيرة بالاعتزال، مؤكداً ان السنين لم تنل من حيويته وقدرته على العطاء وعلى مجاراة الشباب. وعقب المباراة علق ماجد عبدالله على النصر بقوله: "لقد قلت كل ما عندي في الملعب ولم يعد لديّ ما اضيفه في الصحافة"!!