يبدو ان المفاجآت في نهائيات الكؤوس الاوروبية لكرة القدم قد فرضت نفسها وقبلت جميع التوقعات، ومما لا شك فيه ان هذه المفاجآت تجعل سكك التشويق في حالة توتر دائم، وتمنح اللعبة الاكثر شعبية في العالم نكهة خاصة ومميزة، نكهة الاثارة التي لا تعدلها اثارة. في مسابقة كأس الكؤوس كان النقاد وخبراء الكرة يتوقعون فوز ارسنال الانكليزي على سرقسطة الاسباني، لكن الرياح جرت بعكس ما تشتهي سفن هؤلاء ومراكب اولئك اذ افتتح خوان اسنيدر التسجيل لسرقسطة على ملعب البارك دو برنس في باريس في الدقيقة ال 69، وصال الفريق الاسباني وجال محاولاً ان يعزز هدف السبق الذي احرزه، لكن ارسنال الذي كان يلهث وراء التعادل استطاع ان يحقق أمنيته بواسطة بول هارتسون في الدقيقة ال 77. واضطر الفريقان ان يلعبا وقتاً اضافياً اتسم بالعقم، وفيما كان حكم المباراة يهم باطلاق صفارة النهاية للاحتكام الى ركلات الجزاء الترجيحية، حقق اللاعب المغربي الأصل نعيم، انجازاً مذهلاً عندما أطلق من وسط الملعب في اللحظات الأخيرة من الوقت الاضافي كرة ساقطة اخطأ دافيد سيمان حارس مرمى ارسنال القدير والمحنك في تقديرها فاستقرت في الشباك بعدما لامست اطراف اصابعه، وهكذا ذاق ارسنال لوعة الجحيم بكرة ساقطة من اللاعب نعيم... وفي نهائي كأس الاتحاد الاوروبي الذي جمع بين فريقين ايطاليين هما جوفنتوس متصدر الدوري وبارما وصيفه توقع معظم النقاد ان يكون النصر معقود اللواء لفريق جوفنتوس رغم خسارته في مرحلة الذهاب بهدف للاشيء سجله اللاعب دينو باجيو. لكن جوفنتوس تعثر في مباراة الاياب التي انهاها بالتعادل مع بارما بهدف لكل منهما. وتجدر الاشارة الى ان مباراة الذهاب التي لم يسجل فيها سوى هدف يتيم كانت قمة في الاداء الراقي والتمريرات الفنية والهجوم والهجوم المضاد والخطط الدافعية المحكمة فحبست انفاس المشاهدين ووفرت لهم المتعة والاثارة على حد سواء. أما مباراة الاياب فقد تميزت رغم توتر اعصاب اللاعبين ورغم الخشونة التي تخللتها بعض الاحيان بلمحات فنية لن ينساها المشاهدون، وبهجمات مبرمجة وصاعقة شنها فريق جوفنتوس محاولاً اختراق دفاعات بارما الحصينة التي صمدت اكثر من نصف ساعة امام اجتياح لا رحمة فيه ولا هوادة، وفي الدقيقة الثالثة والثلاثين سجل فيالي المتألق اثر تمريرة رائعة من توريشيللي هدفاً خارقاً في أعلى الزاوية اليمنى لمرمى بوتشي حارس بارما. وتابع جوفنتوس ضغطه على اعتبار ان هذا الهدف جرعة بسيطة لا يمكن ان تكسر حدة عطشه الى التسجيل، ولانه كان بحاجة الى هدف آخر يدخله منطقة الامان، وقد نجح غير مرة في تهديد مرمى بارما من دون ان يحالفه الحظ في ترجمة تهديداته المتلاحقة اهدافاً. وفي الشوط الثاني تمكن بارما من احتواء هجمات جوفنتوس الضارية وفي الدقيقة ال 54 انقذ بوتشي مرماه من هدف محقق سدده توريشيللي اثر تمريرة متقنة من روبيرتو باجيو، وخلافاً لمجريات اللعب استطاع اللاعب دينو باجيو في الدقيقة ال 55 بتسديدة من رأسه ان يسجل هدف التعادل الذي عقد مهمة جوفنتوس لاحراز اللقب اذ اصبح بحاجة الى هدفين لكي يحسم المباراة لصالحه. وكان لهذا الهدف وقع السحر على الفريقين معاً اذ كان حافزاً لجوفنتوس كي يجازف في الهجوم عله يحقق المعجزة بعدما لم يعد لديه ما يخسره، كما كان حافزاً لبارما كي يدعم خطوط دفاعه من جهة ولكي يطلق خط هجومه معتمداً على أسبريا كرأس حربة من جهة ثانية. وفي الدقيقة ال 68، بعد طلعة مشتركة بين روبيرتو باجيو وتوريشيللي وفيالي سجل هذا الاخير هدفاً ثانياً لم يحتسبه الحكم بداعي التسلل. وفي ربع الساعة الأخير رفع لاعبو جوفنتوس وتيرة الضغط، لكن بارما لعب خطة دفاعية ناجحة عطلت كل محاولات الاختراق، وهكذا انتهت المباراة بالتعادل. وأحرز بارما كأس الاتحاد الاوروبي بفضل هدفين سجلهما دينا باجيو لاعب جوفنتوس السابق ووزعهما بالتساوي على مباراة الذهاب ومباراة الاياب. وعوّض بارما هزيمته امام ارسنال العام الفائت في المباراة النهائية لكأس الكؤوس التي أقيمت في كوبنهاغن. ولم ينتظر جوفنتوس طويلاً كي يثأر لخسارته امام بارما في كأس الاتحاد، فلقن غريمه درساً قاسياً في لقائهما ضمن مباريات الدوري الايطالي بعدما أتخم شباكه بأربعة أهداف نظيفة، علماً ان التعادل كان يكفيه لاحراز بطولة الدوري لهذا الموسم. وقبل ان يصل هذا العدد الى أيدي القراء يكون عقد الكؤوس الاوروبية قدپاكتمل بتتويج آ. سي. ميلان أو أجاكس امستردام في مسابقة كأس الاندية ابطال الدوري، والتوقعات ترشح الفريقين بالتساوي لاحراز الكأس مع أرجحية بسيطة لأجاكس اذ سبق له ان هزم ميلانو مرتين في الدور الأول مرة ذهاباً 2/صفر ومرة اياباً بالنتيجة ذاتها... ولكن هل يمكننا ان نسقط عنصر المفاجأة في مثل هذه اللقاءات؟ ألم يكن النقاد يرجحون العام الماضي فوز برشلونة على ميلان... فاذا به يلقى هزيمة مذلة بعدما هز ميلان شباكه أربع مرات؟. السجل الذهبي لكأس الكؤوس 1961 فيورنتينا الايطالي 1962 اتلتيكو مدريد الاسباني 1963 توتنهام هوتسبر الانكليزي 1964 سبورتنغ ليشبونة البرتغالي 1965 وستهام يونايتد الانكليزي 1966 بوروشبا دورغوند الالماني 1967 بايرن ميونيخ الألماني 1968 آ. سي. ميلان الايطالي 1969 سلوفان براتيسلافا التشيكي 1970 مانشستر سيتي الانكليزي 1971 تشيلسي الانكليزي 1972 رينجرز الاسكتلندي 1973 آ. سي. ميلان الايطالي 1974 ماغدبورغ الالماني 1975 دينامو كييف السوفياتي 1976 اندرلخت البلجيكي 1977 هامبورغ الالماني 1978 اندرلخت البلجيكي 1979 برشلونة الاسباني 1980 فالنسية الاسباني 1981 ديناموتبيليسي السوفياتي 1982 برشلونة الاسباني 1983 ابردين الاسكتلندي 1984 جوفنتوس الايطالي 1985 ايفرتون الانكليزي 1986 دينامو كييف السوفياتي 1987 أجاكس أمستردام الهولندي 1988 كلوب مالين البلجيكي 1989 برشلونة الاسباني 1990 سميدوريا الايطالي 1991 مانشستر يونايتد الانكليزي 1992 فيردر بريمن الالماني 1993 بارما الايطالي 1994 ارسنال الانكليزي 1995 سرقسطة الاسباني السجل الذهبي لكأس الاتحاد الاوروبي 1972 توتنهام هوتسبر الانكليزي 1973 ليفربول الانكليزي 1974 فاينورد روتردام الهولندي 1975 بروشيا دونشنغلادباخ الالماني 1976 ليفربول الانكليزي 1977 جوفنتوس الايطالي 1978 ايندهوفن الهولندي 1979 بروشيا دونشنغلادباخ الالماني 1980 انتراخت فرانكفورت الالماني 1981 ايبسويتش تاون الانكليزي 1982 غوتبرغ السويدي 1983 اندرلخت البلجيكي 1984 توتنهام هوتسبر الانكليزي 1985 ريال مدريد الاسباني 1986 غوتبرغ السويدي 1987 باير ليفركوزن الالماني 1988 نابولي الايطالي 1989 جوفنتوس الايطالي 1990 انترميلان الايطالي 1991 أجاكس امستردام الهولندي 1992 جوفنتوس الايطالي 1993 انترميلان الايطالي 1994 بارما الايطالي