أسفرت المباراة النهائية لكأس الأبطال بين أي سي ميلان وأولمبيك مرسيليا التي أقيمت على ملعب ميونيخ الدولي وحضرها 64444 متفرجاً عن مفاجأة قلبت كل التوقعات وأسقطت كل الحسابات وانتهت بفوز مرسيليا على ميلان بهدف تاريخي أحرزه بازيل بولي في الدقيقة ال 44 من الشوط الأول مشرِّعاً بذلك الباب أمام فرنسا لدخول "نادي الكبار" في كرة القدم بعد انتظار دام 37 عاماً. سقوط التقديرات والواقع ان معظم التقديرات التي سبقت المباراة النهائية كانت تصب في خانة ميلان وترجح فوزه بالكأس بنسبة عالية، وفي استطلاع قامت به مجلة فرانس فوتبول مع مدربي الأندية الأربعة والثلاثين التي شاركت في كأس الأبطال ونشرته عشية المباراة الفاصلة جاءت النتيجة على الوجه الآتي: 23 مدرباً رجحوا فوز ميلان. 6 مدربين رجحوا فوز مرسيليا. 3 مدربين لم يقطعوا برأي. ومدربان امتنعا عن الاجابة. إلا أن ميشال بلاتيني مدرب المنتخب الفرنسي السابق وأشهر لاعب كرة قدم في فرنسا أصرَّ على أن الكأس هذه السنة ستكون من نصيب مرسيليا مخالفاً معظم التقديرات معتمداً على حدسه أكثر من اعتماده على معطيات تقنية وقد صدق هذه المرة حدسه. أما الهولندي يوهان كرويف مدرب فريق برشلونة وأحد أعظم لاعبي كرة القدم في العالم، فقد توقع ان تكون المباراة مثيرة ورائعة ولم يرجح فوز أي من الفريقين لكنه لم يخفِ تعاطفه مع اللاعبين الهولنديين في ميلان. وجرت المباراة ولم تقع حرب النجوم كما كان متوقعاً وكان الشوط الأول من المباراة ممتعاً لأن اللعب كان مفتوحاً وقد أضاع مهاجمو ميلان في الدقائق الأولى فرصاً عدة وجاراهم مهاجمو مرسيليا، ولكن الضغط على مرمى الفرنسيين كان أشد، وقد تكفلت براعة الحارس بارتيز في الذود عن مرماه ورعونة التسديد لدى الايطاليين في انقاذ مرسيليا من كارثة حقيقية. ومع ان السيطرة دانت لميلان في الشوط الأول فقد نجح مرسيليا في احتواء الضغط، وإثر رمية ركنية نفذها أبيدي بيليه في الدقيقة ال 44 طار بازيل بولي لتلقي الكرة وسدد برأسه مسجلاً هدفاً رائعاً في مرمى ميلان فجَّر مشاعر الفرح المكبوتة في أعماق 26 ألفاً من مشجعي مرسيليا كانوا يحتلون مدرجات الملعب الأولمبي في ميونيخ وأقام 16 مليون فرنسي كانوا يتابعون المباراة على الشاشات الصغيرة ولم يقعدهم... محنة بابان وفي بداية الشوط الثاني حاول ميلان تعديل النتيجة دون جدوى، وبعد انقضاء عشر دقائق قام المدرب فابيو كابيللو بتبديل أول فحلّ جان بيار بابان قائد فريق مرسيليا السابق وقائد المنتخب الفرنسي الحالي محل روبرتو دونادوني، وبدا بابان عصبي المزاج متوتراً إذ كان في وضع لا يحسد عليه، فقد أبقاه المدرب على مقاعد الاحتياط 55 دقيقة، وكان عليه أن يلعب ضد زملائه السابقين في فريق مرسيليا الذي قاده الى احراز الدوري الفرنسي أربع مرات متتالية وان يواجه صيحات الاستنكار من مشجعي فريقه القديم الذين طالما هتفوا وصفقوا له من قبل، علماً انه سيكون الخاسر الأكبر في هذه المباراة أياً كانت النتيجة وسواء سجل أهدافاً أم لم يسجل.. وقد عانى هذا الوضع قبل بابان واحد من أشهر لاعبي كرة القدم في فرنسا هو ريمون كوبا الذي لعب لفريق ريمس ثم انتقل الى ريال مدريد الاسباني. وشاءت الأقدار أن تجمع بين فريقه القديم وفريقه الجديد في نهائي كأس الأبطال سنة 1959 وقد انتهت المباراة يومذاك ب 4/3 لصالح ريال مدريد. وكاد بابان يشتبك مع رفاق العمر بعدما رفع رجله عالياً أمام بارتيز حارس مرمى مرسيليا، وشيئاً فشيئاً بدأت المباراة تتثاءب وتتمطى بعدما فقد لاعبو ميلان توازنهم وبعدما نجح لاعبو مرسيليا في نصب مصيدة التسلل للحفاظ على هدفهم اليتيم، ومع ان بابان شكل بعض الخطورة على مرمى مرسيليا لكن الحظ لم يحالفه عندما سنحت له فرصتان للتسجيل. وعندما أطلق الحكم صفارة النهاية تنفس لاعبو مرسيليا ومعهم الشعب الفرنسي بأسره الصعداء، لأن فوزهم على ميلان وهو أقوى فريق في العالم حالياً ليس انتصاراً لبرنار تابي صاحب النادي أو لريمون غوتالز مدرب الفريق أو للاعبين فقط بل هو انتصار للشعب الفرنسي الذي انتظر هذه اللحظة 37 عاماً، ولعل الفرنسي الوحيد الذي أحزنه هذا الانتصار العظيم هو جان بيار بابان إذ فاته أن يحقق هذا الحلم يوم كان قائداً لمرسيليا، ويوم انضم الى ميلان المرشح الأقوى لاحراز كأس الأبطال فاته النصر، وهكذا خسر المباراة وخسر رصيده الكبير في قلوب الفرنسيين، وأوقع نفسه في محنة ليس من السهل أن يتجاوز ذيولها وانعكاساتها في المدى القريب. الثلاثية الضائعة وبخسارته أمام مرسيليا فوت ميلان الفرصة على ايطاليا كي تحقق الثلاثية في موسم واحد للمرة الثانية في تاريخ الكؤوس الأوروبية إذ سبق لإيطاليا أن حققت هذا الانجاز العظيم سنة 1990 عندما فاز ميلان بكأس الأبطال أمام بنفيكا البرتغالي وفاز جوفنتوس بكأس الاتحاد أمام فيورنتينا كما فاز سمبدور بكأس الكؤوس أمام اندرلخت، وكاد يتكرر الانجاز هذا الموسم لولا سقوط المرشح المضمون بعد فوز جوفنتوس بكأس الاتحاد أمام دورتموند وبارما بكأس الكؤوس أمام انفير. وفي محاولة للتقليل من أهمية انتصار مرسيليا قال أحد المعلقين الخبثاء: "لم يفز مرسيليا بالكأس ولكن ميلان خسرها، إلا أن ذلك لا يبدل شيئاً من الواقع... صحيح ان المباراة لم تكن مثيرة إلا في دقائقها الأولى، وصحيح انه لم يسجل خلالها سوى هدف يتيم خلافاً لنهائي كأس الاتحاد الذي شهد تسجيل أربعة أهداف في مرحلة الذهاب 3/1 لصالح جوفنتوس ضد دورتموند وثلاثة أهداف نظيفة لجوفنتوس في مرحلة الاياب، وخلافاً لنهائي كأس الكؤوس الذي سجلت خلاله أربعة أهداف 3/1 لصالح بارما ضد انفير إلا أن انتصار مرسيليا وهو الأول من نوعه لنادٍ فرنسي والأخير للمدرب ريمون غوتالز قد أتاح للبلجيكي العجوز 70 عاماً أن يضيف الى سجله الأوروبي كأساً جديدة علماً أنه أحرز كأس الكؤوس مرتين مع فريق اندرلخت البلجيكي وتسنى له أن يهزم فريق بايرن ميونيخ العريق يوم كان يلعب فرانز بكنباور في صفوفه، كما تسنى له أن يهزم فريق ليفربول في كأس السوبر الأوروبية التي تقام بين الفائز بكأس الأبطال والفائز بكأس الكؤوس عامي 1976 و1977. ويستطيع غوتالز أن يختم حياته الرياضية بعد إحرازه كأس الأبطال متوجاً بانتصار تاريخي يحلم به كل مدرب قبل تقاعده... السجل الذهبي للفائزين بكأس الابطال ريال مدريد 56 - 1955 اسبانيا ريال مدريد 57 - 1956 اسبانيا ريال مدريد 58 - 1957 اسبانيا ريال مدريد 59 - 1958 اسبانيا ريال مدريد 60 - 1959 اسبانيا بنفيكا 61 - 1960 البرتغال بنفيكا 62 - 1961 البرتغال اي سي ميلان 63 - 1962 ايطاليا انتر ميلان 64 - 1963 ايطاليا انتر ميلان 65 - 1964 ايطاليا ريال مدريد 66 - 1965 اسبانيا السلتيك 67 - 1966 اسكتلندا مانشستر يونايتد 68 - 1967 انكلترا اي سي ميلان 69 - 1968 ايطاليا فينورد روتردام 70 - 1969 هولندا اجاكس امستردام 71 - 1979 هولندا اجاكس امستردام 72 - 1971 هولندا اجاكس امستردام 73 - 1972 هولندا بايرن ميونيخ 74 - 1973 المانيا بايرن ميونيخ 75 - 1974 المانيا بايرن ميونيخ 76 - 1975 المانيا ليفربول 77 - 1976 انكلترا ليفربول 78 - 1977 انكلترا نوتنغهام فوريست 79 - 1978 انكلترا نوتنغهام فوريست 80 - 1979 انكلترا ليفربول 81 - 1980 انكلترا استون فيلا 82 - 1981 انكلترا هامبورغ 83 - 1982 المانيا ليفربول 84 - 1983 انكلترا جوفنتوس 85 - 1984 ايطاليا شنيوا بوخارست 86 - 1985 رومانيا بورتو 87 - 1986 البرتغال ايندهوفن 88 - 1987 هولندا اي سي ميلان 89 - 1988 ايطاليا اي سي ميلان 90 - 1989 ايطاليا النجم الاحمر 91 - 1990 يوغوسلافيا برشلونة 92 - 1991 اسبانيا اولمبيك مرسيليا 93 - 1992 فرنسا السجل الذهبي للكؤوس الاوروبية كأس الابطال كأس الكؤوس كأس الاتحاد المجموع انكلترا 8 ايطاليا 6 انكلترا 9 انكلترا 23 ايطاليا 7 انكلترا 6 اسبانيا 8 اسبانيا 20 اسبانيا 7 اسبانيا 5 ايطاليا 6 ايطاليا 19 هولندا 5 المانيا الاتحادية 4 المانيا الاتحادية 4 المانيا الاتحادية 12 المانيا الاتحادية 4 الاتحاد السوفياتي 3 هولندا 3 هولندا 9 البرتغال 3 بلجيكا 3 السويد 2 البرتغال 4 اسكتلندا 1 اسكتلندا 2 المجر 1 بلجيكا 4 رومانيا 1 البرتغال 1 يوغوسلافيا 1 اسكتلندا 3 يوغوسلافيا 1 تشيكوسلوفاكيا 1 بلجيكا 1 الاتحاد السوفياتي 3 فرنسا 1 المانيا الديموقراطية 1 يوغوسلافيا 2 هولندا 1 السويد 2 رومانيا 1 تشيكوسلوفاكيا 1 المجر 1 المانيا الديموقراطية 1 فرنسا 1