اتخذت الحرب الأهلية في افغانستان منحى جديداً بابعاد الحزب الاسلامي بزعامة رئيس الوزراء قلب الدين حكمتيار مؤقتاً عن الساحة السياسية والعسكرية في حين دخلت الدولة الافغانية بزعامة الرئيس برهان الدين رباني وحلفائه في حرب طاحنة ومكشوفة مع مقاتلي حزب الوحدة الشيعي الموالي لطهران وحليف رئيس الوزراء. وقد تسببت الأيام الأولى من هذه المواجهة في سقوط مئات القتلى والجرحى من الجانبين. حزب الوحدة الموالي لطهران والمنقسم على نفسه بين مؤيد للدولة جماعة أكبري ومعارض لها جماعة مزاري وجد نفسه "مكشوف الظهر" اثر انسحاب حليفه الحزب الاسلامي حكمتيار من مواقعه في جيهارسياب جنوبكابول الامر الذي أوقع حزب الوحدة بين مطرقة الحكومة الافغانية المعادية له وسندان حركة الطالبان الاسلامية التي اجتاحت مواقع حليف في الجنوب. ولم تُفلح تهديدات الحكومة الايرانية لنظيرتها الافغانية في تنحي الاخيرة عن مهاجمة معاقل الحزب الشيعي في جنوب غرب كابول. وتقدر مصادر حزب الوحدة عدد العائلات القاطنة هناك بستين الف عائلة وتذكر انها قادرة على تجنيد ستين ألف مقاتل من هذه العائلات للدفاع حتى "آخر قطرة من دمائنا عن مواقعنا"، كما عبّر عن ذلك زعيم الحزب عبدالعلي مزاري. اللهجة التهديدية الخطيرة التي استخدمها عبدالعلي مزاري بعد يومين من معاركه مع الحكومة الافغانية وتلويحه بقصف معاقل الحكومة في وسط كابول وجاريكار معقل مسعود وبغمان معقل سياف بصواريخ سكود البعيدة المدى أثارت الخوف والرعب نظراً لما يمكن ان تلحقه هذه الآلة التدميرية الجديدة بمناطق سكانية مكتظة الأمر الذي يهدد بوقوع اصابات هائلة في الأفراد وخاصة المدنيين. ولا ريب فإن حزب الوحدة عرض العام الماضي صواريخ سكود في العرض العسكري السنوي الخاص به ويقول مزاري: "لدينا عشرون صاروخ سكود وثلاث منصات لاطلاقها ولقد طلبت فنيين من الجنرال دوستم لتجهيزها". ومما أعان حزب الوحدة في معاركه انهماك الحكومة في قتال شرس مع حركة الطالبان الاسلامية وذلك في معاقلها في جنوب غرب كابول حيث حققت الحركة تقدماً ملحوظاً باتجاه معاقل الدولة الأمر الذي شتت جهود الدولة ويمكن ان يسمح لحزب الوحدة بالتقاط انفاسه في كابول. يبقى ان الفصل الجديد الآخر هو اقتراب حركة الطالبان ودخول عدد من مسلحيها الى مواقع حزب الوحدة في العاصمة.