سدّدت المعارضة الافغانية بزعامة رئيس الوزراء الأفغاني قلب الدين حكمتيار ضربة عنيفة ضد الرئيس الأفغاني برهان الدين رباني ورجله القوي الجنرال أحمد شاه مسعود، وذلك عندما جرّت المعارضة حزب الوحدة الاسلامي الشيعي الموالي لطهران الى الدخول في المعارك ضد مسعود بعد أن اقتصر دور حزب الوحدة كحليف سياسي لحكمتيار طوال الأشهر التسعة الماضية، واستطاعت قوات المعارضة الاستيلاء على مواقع استراتيجية داخل العاصمة، منها قبة سكود جنوب غربي العاصمة وتختزن في داخلها مخلفات الجيش الروسي من الأسلحة والذخائر بعد انسحابه من افغانستان في شباط فبراير 1989. كما استولت المعارضة على قبة تاج بيك وقصر دار الأمان ومباني الجامعة. وكانت المعارضة وجهت ضربة لقوات رباني ومسعود باستيلائها على مدينة خنجان الاستراتيجية على الطريق الرئيسي الذي يربط كابول بقندوز في شمال البلاد على الحدود مع طاجكستان، وبهذا تمكنت من فصل مناطق العاصمة التي يسيطر عليها رباني عن المناطق الافغانية الأخرى بقطعها الطرق الرئيسية الأربعة المؤدية الى العاصمة، وما يلفت الانتباه في استراتيجية المعارضة هو تركيزها على تشديد الحصار على كابول بهدف اسقاطها. وتوقّع مصدر من "الاتحاد الاسلامي" بزعامة عبد رب الرسول سياف حليف الرئيس الأفغاني سقوط رباني ومسعود، في حال استمرار ضغط المعارضة لمدة شهر. وقال ل "الوسط" ان المؤشرات تذهب في هذا الاتجاه. شراسة المعارك التي لم تشهد العاصمة مثيلاً لها منذ معارك كانون الثاني يناير الماضي ومحاولات حكمتيار ودوستم اسقاط رباني تدفع الى الاعتقاد بأن تغييراً كبيراً ينتظر العاصمة لمصلحة أحد الطرفين وقد خلفت هذه المعارك حتى الآن وفقاً لمصادر حكومية في كابول 1200 قتيل و3500 جريح.