نفت ايران بشدة الاتهامات الاميركية لها بنصب صواريخ هوك في جزيرة سيري عند مضيق هرمز. وأكد مسؤولون ايرانيون لپ"الوسط" ان الأنباء التي تحدثت عن قيام ايران بنصب صواريخ عارية عن الصحة وهي تدخل في اطار معركة سياسية واقتصادية مفتوحة تشنها الولاياتالمتحدة ضد ايران. وقال آية الله احمد جنتي أحد كبار زعماء المؤسسة الدينية الحاكمة المعروف بانتقاداته الحادة واللاذعة احياناً لتطبيقات الرئيس هاشمي رفسنجاني برنامج الاصلاح الاقتصادي ان الولاياتالمتحدة وبعض الدول الاخرى تشن حرباً على ايران لاجبارها على تغيير موقفها الرافض لعملية التسوية في الشرق الأوسط. وأوضح جنتي الذي كان يتحدث ل "الوسط" ان مسألة الصواريخ ضجة مفتعلة "فنحن لسنا بحاجة الى الصواريخ للدفاع أمام التهديدات الاسرائىلية وعندنا ما يكفي من وسائل نرد بها على أي عدوان محتمل". ولم يذكر جنتي ما هي تلك الوسائل، لكنه أشار الى الأسلوب الايراني التقليدي في الاعتماد على الحشود البشرية، وقال: "اثبتت ظاهرة الحشود الايرانية فاعليتها أيام الثورة وأثناء فترة الحرب المفروضة وسنرد بالقوى البشرية الايرانية على اعتداءات الآخرين". واكد جنتي حرص ايران على علاقات متطورة مع جميع دول الخليج العربية، وقال "ندافع عنهم لو تعرضوا للعدوان ولا نهدد أمنهم على الإطلاق". وكانت أنباء روجتها الادارة الاميركية ذكرت ان ايران تنصب صواريخ "هوك" في جزيرة سيري ومن خلالها يمكن السيطرة على الملاحة عبر الخليج. وتقع معظم عواصم المنطقة في مدى الصواريخ لو نصبت بالفعل في الجزيرة الايرانية. وتتهم الولاياتالمتحدةايران بالعمل على تهديد طرق الملاحة البحرية وإظهار نفسها كأهم قوة عسكرية في المنطقة. وقال آية الله جنتي المهتم بملف العلاقات الايرانية - الخليجية وبرنامج الرئيس هاشمي رفسنجاني الاقتصادي من زاوية تطبيقه ان ايران ترى مصالحها في استقرار منطقة الخليج والحفاظ على الملاحة الدولية. وأشار الى اتفاق وقعته شركة النفط الوطنية الايرانية حديثاً مع شركة النفط الاميركية "كونوكو" المسجلة في هولندا وقال ان الاتفاق الذي يقضي بتمويل تطوير حقول للنفط والغاز في جزيرة سيري الايرانية يكفي ليؤكد صحة ما تقوله ايران من انها لم تقم بنصب الصواريخ في الجزيرة. وقد تزامن الحديث عن الصواريخ مع انتقادات اميركية رسمية للاتفاق والذي بموجبه تمول شركة "كونوكو" تطوير الحقول الايرانية بمقدار مليار دولار تسدد من الانتاج "من 5 الى 8 سنوات". وقالت الادارة الاميركية ان هذا الاتفاق وان كان لا يعد مخالفة قانونية إلا انه يتناقض مع سياسة الولاياتالمتحدة تجاه ايران. ويعتقد كبار المسؤولين الايرانيين ان الولاياتالمتحدة ماضية هذه الأيام في خطة لتخريب علاقات ايران مع عدد من الدول الصناعية ودول المنطقة. وكان مبعوث ياباني رفيع المستوى زار طهران لحثها على تغيير موقفها من التسوية وللحصول على تأكيدات بأن ايران لا تعمل على زعزعة أمن منطقة الخليج واستقراره ولا تدعم الارهاب. وأمضى ماتسوناجا يومين من المحادثات الصعبة مع المسؤولين الايرانيين خرج بعدها من طهران ليعلن ان اليابان وافقت اخيراً على منح ايران المرحلة الثانية من قرض قيمته 150 مليار ين 1.58 مليار دولار لانجاز مشروع سد كارون العظيم الذي رصدت له ايران 200 مليار ين. وكانت اليابان قد امتنعت عن تقديم 45 مليار ين قيمة المرحلة الثانية من القرض التي استحقت الصيف الماضي، وذلك بسبب الضغط الاميركي، وأبلغ مسؤولون ايرانيون "الوسط" ان الموافقة اليابانية تعد انتصاراً لسياسة ايران التي وصفوها بأنها سلمية. ولم يحدد اليابانيون الذين دعوا الولاياتالمتحدة الى دعم اتجاه ايران نحو مشاريع اقتصادية سلمية كبرى، موعداً لتقديم المرحلة الثانية من القرض إلا ان طهران بدت مرتاحة من نتائج محادثات المبعوث الياباني. وتجدر الاشارة الى ان الحرس الثوري الذي خاض اصعب مراحل الحرب العراقية - الايرانية يقوم بمشروع انشاء السد ضمن مخطط يرمي الى تدجينه وزجه في مشاريع اقتصادية.