رعى ملك المغرب الحسن الثاني وملك اسبانيا خوان كارلوس "مهرجان المعتمد بن عباد" الذي أقيم في مدينة مراكش من 6 الى 8 كانون الاول ديسمبر الجاري ومثلهما في فعاليات المهرجان وزير الشؤون الثقافية المغربي عبدالله أزماني ووزيرة الثقافة الاسبانية كارمن البورش، وأعطي المهرجان صورة حوار حضاري عربي ايبيري لأن المعتمد بن عباد ولد في مدينة باجة في البرتغال حالياً وحكم مملكة اشبيلية وقرطبة وأمضى اواخر حياته اسيراً في أغمات ضاحية مراكش بعد انهيار حكم ملوك الطوائف على يد المرابطين وقائدهم يوسف بن تاشفين الذي استطاع صد الهجوم الاسباني على ممالك الطوائف الأندلسية المتنازعة. وفضلاً عن البعد الحضاري للمهرجان تميز ببعده الأدبي والفني باعتبار ان المعتمد بن عباد كان شاعراً، اشتهرت قصة حبه لاعتماد الرميكية التي احبها لجمالها وذكائها على رغم انها تنتمي الى عائلة متواضعة الشأن، وقال فيها شعر الحب طوال حياتهما الزوجية التي انتهت الى منفى اغمات المتقشف. قراءات مشخصة وفي هذا المجال قدم المهرجان قراءات مشخصة لقصائد المعتمد بن عباد من مراحل شعره الثلاث: الملك والحب والمنفى، وأدت هذه القراءات الممثلتان اللبنانية نضال الأشقر والمصرية سهير المرشدي ورافقهما غناء المغني الكلاسيكي المراكشي محمد علي. عني المحاضرون في المهرجان بدراسة عصر المعتمد وعلاقته بيوسف بن تاشفين وأثر شعره وقصة حياته في آداب عصره وحضوره اللاحق في الأدبين العربي والاسباني وفي الآداب الاوروبية، وممن شارك في المحاضرات: عبدالهادي التازي، أحمد العلوي، ناديا ظافر شعبان، صلاح فضل، محمد بن عبود، محمد مفتاح، ديمتري نورولوف، الطيب دليرو، بدرو مارتينيث، سحر سالم، ادونيس، الطيب صالح، عفيف البهنسي، شاكر مصطفى، ريتشارد هيتشكوك، أحمد ابراهيم الفقيه. وأثارت الأمسية الشعرية التي قدمت في قاعة بلدية مراكش لغطاً، اذ بعدما صعد المنبر الشعراء بلند الحيدري وشاعران اسبانيان ومحمد علي فرحات جاء الدور للشاعر اليمني المقيم في بريطانيا عبدالله العذري فأدى مقطعاً من قصيدة بطريقة صوتية وتمثيلية مبالغ فيها، ثم وقف ليعلن امام الحضور انه زار اسرائيل وشعر هناك بدافع الى الكتابة لم يشعر به بعد الزيارة. وكان لهذا التصريح الذي لا علاقة له بالأمسية الشعرية صدى سلبياً فامتنع سائر الشعراء والشاعرات عن القاء قصائدهم وأعلن هذا الامتناع باسمهم الشاعر المصري أحمد الشهاوي.