كان رضا عبدالعال أشهر لاعب في مصر منذ عامين عندما ساهم مع الزمالك في الفوز بالدوري لموسمين متتاليين. وزادت شهرة رضا، وتسلطت عليه الاضواء عندما فجّر قنبلة انتقاله الى الأهلي مقابل 625 ألف جنيه فأصبح بذلك أغلى لاعب مصري. وأنه أول لاعب ينتقل بمحض ارادته من المعسكر الأبيض الى المعسكر الأحمر، فقد ظل حديث الوسط الرياضي في مصر لفترة طويلة. وقد عبّرت جماهير الزمالك عن استيائها الشديد، من رضا وهاجمته في كل مكان يذهب اليه بينما سعدت جماهير الأهلي لأنها كسبت الورقة الرابحة في الفريق المنافس. وتوقع الجميع ان يكون رضا عبدالعال "فارس الأهلي" الذي سيقلب الموازين، لأنه كان احد اهم اسباب فوز الزمالك بالدوري عامين متتاليين، ولكن الذي حدث هو ان رضا لم يثبت وجوده، ولم يظهر بمستواه، وفشل مع زملائه الجدد في احراز بطولة الدوري، ثم فشل مع زملائه ايضاً في الفوز بكأس السوبر الأفريقية التي جرت في جوهانسبورغ مطلع هذا العام. ورغم تواضع مستواه ظلت جماهير الأهلي تبحث لرضا عبدالعال عن عذر من دون جدوى عندما استعاد الأهلي بطولة الدوري الموسم الماضي بعد غياب ثلاث سنوات، لم يكن لرضا دور بارز لأنه لم يشترك في عدد كبير من المباريات. والمثير للدهشة ان رضا الذي كان اساسياً في المنتخب المصري عندما كان في صفوف الزمالك، اصبح غير اساسي بعدما انتقل الى الأهلي. والسبب ان كلا من هاريس المدير الفني للأهلي وراوتر المدير الفني للمنتخب غير مقتنعين بمستواه. وبهذا اصبح اغلى لاعب مصري في حال يرثى لها، لشعوره ان طموحاته وآماله في تحقيقه المزيد من الشهرة والسمعة الحسنة مع أكبر أندية مصر تبددت او على وشك ان تتبدد. ماذا يدور في ذهن رضا؟ كيف يتعامل مع الظروف التي تواجهه؟ وما هي توقعاته للمرحلة المقبلة؟ ومتى يفكر في الاعتزال؟ حول هذه الاسئلة وغيرها التقت "الوسط" رضا عبدالعال وكان هذا الحوار. هل أنت نادم على انتقالك الى الأهلي؟ - عندما اتخذت القرار، لم اكن اتصور انني يمكن ان اندم. اما الآن فكثيراً ما أشعر انني اخطأت، ليس لأنني لا أحب الأهلي، فأنا اكن له كل حب وتقدير، ولكن لأن الظروف لم تكن في صالحي. كيف؟ - كنت أنعم بالراحة في نادي الزمالك بعدما انتقلت اليه من فريق مصر للأدوية وهو فريق مغمور وحققت امنية الشهرة ولكن في العامين الاخيرين كنت اشعر بأنني في الزمالك لا اعامل مثل زملائي. وسواء كنت محقاً في مشاعري تلك او غير محق، فإن الواقع كان يشير الى أنني لا اتمتع بالكثير من المزايا التي يتمتع بها سائر نجوم الفريق فقررت ان ارحل حتى ارتاح نفسياً وجاءت فرصة انتقالي الى الأهلي فرحبت بها. يقولون انك كنت في الزمالك تغالي في طلباتك المالية؟ - هذا غير صحيح، والصحيح هو أنني كنت اطالب بحقوقي ولو كنت وجدت معاملة حسنة من مسؤولي الزمالك لما اتخذت قرار الانتقال الى الأهلي. هل أنت "زملكاوي" أم "أهلاوي"؟ - انا لاعب محترف، كل رزقي من كرة القدم، وأي انسان في الدنيا يفكر دائماً في ان يوفر لنفسه ولأهله ولأسرته المستقبل الأحسن. لقد عانيت كثيراً في حياتي، وعشت سنوات كفاح، ولأن الله منحني ووهبني موهبة اللعب الجيد فمن حقي ان استفيد منها والا سأكون مجرما في حق أولادي ومن هذا المنطلق فإنني انتمي فقط الى النادي الذي العب له بصرف النظر عن شهرته. وهل هذا يعني انك يمكن ان تلعب لنادٍ آخر يدفع أكثر؟ - نعم، بشرط ان تكون الظروف مهيأة. ان الاحتراف هو الذي ينظم العلاقة بين اللاعب والنادي من خلال عوامل عدة منها المناخ والامكانات المتوفرة، انني ارفض مثلاً ان العب لنادٍ صغير بمال كثير من دون ان تتهيأ لي الظروف المناسبة. هل هبط مستواك، عما كان عليه في الزمالك منذ عامين؟ - لا يوجد في مصر لاعب واحد يستطيع ان يحتفظ بمستواه لفترة طويلة لأن اللاعب بشر اي انه يتأثر بالضرورة بالظروف المحيطة له ولهذا فإنني اعترف بأن مستوى لياقتي الفنية والبدنية هبط احياناً، ولكنه ارتفع في غالبية الأحيان ويظل أمر اشتراكي في المباريات في يد المدرب. يقولون ان مشاكلك كثيرة مع هاريس المدير الفني للأهلي؟ - لا أريد ان اعطي نفسي حق توجيه اي نقد للمدير الفني للأهلي ولكن للرجل وجهات نظر متباينة في أدائي، فهو تارة يشركني ويعطيني الثقة، وتارة لا يشركني رغم ان مستواي ممتاز على اساس انني غير مفيد. والواقع ان هذا يمزقني، ويؤثر في نفسيتي، حتى اذا ما اشتركت بعد غياب فإنني احاول ان اثبت وجودي فإذا لم أوفق تزداد حالتي النفسية سوءاً. إذن هاريس غير راض عنك؟ - قلت انه راضٍ احياناً، وغير راضٍ احياناً أخرى. لا يوجد مدرب يتخذ موقفاً سلبيا من لاعب يرى انه مفيد؟ - هذا صحيح. وما هي وجهة نظرك اذن؟ - اللاعب في حاجة الى ثقة مدربه. وعندما يشعر انه لا يتمتع بهذه الثقة فإن مستوى ادائه يهتز وأنا اعترف أنني لم احتفظ باتزاني في فترات طويلة. هذا الموسم لم تكن اساسياً في مباريات الدوري مع الأهلي! فما تعليقك؟ - اسألوا هاريس. واضح ان في الأمر شيئاً شخصياً؟ - لا اعتقد، لأن سلوكي محدد واحترم الجميع. ربما لا تلتزم بما يطلبه منك المدرب؟ - الغريب ان 90 في المئة من المباريات التي لعبتها كان مستواي جيداً باعتراف الخبراء والنقاد. هل توقعت ان يكون هذا مصيرك في الأهلي؟ - ابدا… لقد كنت اتصور ان شهرتي ونجوميتي ستزداد، لا سيما ان الأهلي يتمتع بأكبر شعبية في مصر، وتوقعت ايضاً ان اكون اساسياً، لا في فريق النادي فقط، ولكن في المنتخب ايضاً. وما هو الوضع الآن؟ - مؤسف! كيف؟ - لست أساسياً في الأهلي وبالتالي لست اساسياً في المنتخب، لأنه لا يمكن لمدرب منتخب ان يختار لاعب لا يشترك مع ناديه. هل سمعت رأي راوتر مدرب المنتخب فيك؟ - نعم… لقد قال عني اني لاعب محلي فقط، وانني لا أجيد القيام بواجباتي الدفاعية، ولا ارتد الى الخلف عندما تقطع الكرة. وما رأيك في هذا الكلام؟ - هذه وجهة نظر، ومع ذلك أود ان أشير الى ان لكل لاعب مميزات وعيوباً، ولا يوجد لاعب كله مميزات، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى انا لاعب وسط مهاجم، وليس من أهم ادواري ان اعود للمشاركة في الدفاع، ولا أدري كيف يوجه لي راوتر هذه الاتهامات. إذن الباب أصبح مغلقاً أمامك لدخول المنتخب؟ - بالتأكيد. وما هي توقعاتك للمرحلة المقبلة؟ - كما قلت من قبل، أنا لاعب محترف يجب ان اتدرب بقوة، وأن اقبل الوضع الحالي، وأن اسعى دائما الى الارتفاع بمستواي وبقدراتي الفنية، واتصور انني سأنجح في ان اثبت اقدامي من جديد، وسأفرض على كل من مدرب الأهلي ومدرب المنتخب الاعتراف بأن رضا عبدالعال لاعب له وزنه. يقولون انك لم تندمج مع لاعبين الأهلي الذي يتخذون منك موقفاً، لأنك قادم من الزمالك؟ - هذا الكلام تردد فعلاً، ولكن ما أود ان أؤكده هو ان كل زملائي في الأهلي يحبونني، ويتعاملون معي كأخ، وبالمناسبة هذه الظاهرة ليست موجودة في الأهلي بدليل ان هناك اكثر من لاعب انتقل الى النادي وعاش بين جدرانه كواحد من ابنائه، والامثلة كثيرة منها ياسر ريان، وأيمن شوقي، وجمال السيد ومحمود ابو الدهب وعمرو الحديدي... وغيرهم. وحتى الأفارقة يعيشون وكأنهم ابناء النادي. ان المشكلة ليست في اللاعبين. ما هي مشاعرك عندما ترى الزمالك يتألق؟ - لقد قضيت مع الزمالك أجمل سنوات عمري، ومن المؤكد انني افرح لكل نجاح زملكاوي. هل يمكن ان تعود الى الزمالك؟ - في حياة كل انسان مواقف، والمواقف السابقة والحالية تدفعني رغم حبي للزمالك الى رفض العودة اليه. ما هو أفضل فريق هذا الموسم؟ - الزمالك. ومن سيفوز بالدوري. - أتمنى ان يكون الأهلي. متى ستعتزل؟ - عندما أجد ان الطريق أمامي أصبح مسدوداً تماماً. وعموماً يجب ان أصمد هذا الموسم فقط.