فجأة ومن دون مقدمات اعتذر حارس مرمى النادي الأهلي احمد شوبير عن عدم تمكنه من الاستمرار ضمن صفوف منتخب مصر لكرة القدم والاكتفاء باللعب للأهلي. قال شوبير - في اعتذاره - "انه يريد أن يكون الحارس الأول ويرفض أن يلعب دور البديل". لم يكن قرار شوبير مفاجأة للمقربين منه لأنهم يدركون ان استمراره على القمة لا يمكن ان يستمر الى الأبد، اما القرار فكان مفاجأة لمشجعي كرة القدم، الذين تعودوا ان يجدوا شوبير تحت الثلاث خشبات دائماً. والواقع ان أحمد شوبير 34 عاماً تعرض لظروف نفسية سيئة في العامين الماضيين، سواء داخل النادي الأهلي أو مع المنتخب اذ كانت هناك نية لابعاده في الموسم الماضي واجباره على الاعتزال، تماماً كما حدث مع لاعبي الأهلي السابقين طاهر أبو زيد وعلاء ميهوب وربيع ياسين ومحمود صالح، على أساس ان عمره يتقدم ولا بد من اعطاء الفرصة لمن يصغرونه سناً مثل مصطفى كمال وكريم مغني وغيرهما. لكن المسؤولين في الأهلي تراجعوا عن اتخاذ هذا القرار حتى الآن اذ انهم يتعرضون لحملة شعواء من محبي النادي كتلك التي واجهوها عند إقالة طاهر أبو زيد ورفاقه. تحامل شوبير على نفسه وزاد من ساعات تدريبه حتى لا يجلس على مقاعد الاحتياط. وفعلاً لم يأخذ تابان سوتو الحارس اللوسوتي اي فرصة للعب في المباريات التي خاضها الأهلي أخيراً الى ان تقرر اعادته الى بلاده حتى يأخذ أبناء النادي من الشباب فرصتهم. وبينما كان شوبير يفكر في تحقيق الرقم القياسي من اللعب، اتخذ طه اسماعيل المدير الفني السابق للمنتخب قراراً باستبعاد اللاعبين الذين تزيد أعمارهم على 28 عاماً... وكان شوبير من بين هؤلاء بالطبع. جن جنون الحارس العتيق وانتقد قرار طه اسماعيل بل وهاجمه وقال بالحرف الواحد لا يشرفني أن أعود الى المنتخب في وجود هذا الجهاز وسأعود بعد أن يرحل. ولم تمض الا أيام حتى تمت اقالة طه اسماعيل وبعد أن تولى الهولندي راوتر مسؤولية المنتخب المصري لكرة القدم كان شوبير في مقدمة اللاعبين الذين تم اختيارهم ولكن لم يدم شهر العسل طويلاً لأن هناك حارساً آخر هو لاعب الزمالك نادر السيد تألق نجمه وثبت اقدامه وأخذ يفرض وجوده بشدة فاقتنع به الخبير الهولندي واعتمد علىه وهذا لم يعجب شوبير فآثر ان ينسحب من المنتخب حتى لا يكون احتياطياً لنادر السيد. والسؤال الذي يطرح نفسه... هل سيعود شوبير الى المنتخب؟ للاجابة عن هذا السؤال وغيره اجرينا الحوار الآتي مع شوبير. شوبير يتحدث لماذا قررت الانسحاب أمام نادر السيد؟ - الموقف لا يحتاج كلمة انسحاب ولكن كل فرد تمر عليه لحظات وأيام يرى انه غير قادر على الانسجام. في الوقت الحالي أشعر بعدم الرغبة في اللعب للمنتخب وهذا حقي خصوصاً اذا كان هناك من يشغل مكاني ويقتنع به الجهاز الفني وأعتقد بل أنني متأكد انه لو كان في قراري خطأ من وجهة نظر الهولندي راوتر لتمسك بي، ولكنه لم يفعل ومن ثم فأنا من حقي أن احفظ لنفسي كرامتها. هل تعني ان في جلوسك على مقاعد الاحتياط انتقاصاً من كرامتك؟ - نعم فعندما أكون أساسياً فهذا يعني ان الجهاز الفني يقدرني ويدرك قيمة وجودي في حراسة المرمى، وأرى ان عدم التمسك بي على هذا النحو هو تفريط في حق المنتخب كله وليس في حقي كفرد. لماذا؟ - لأنني لست حارساً للمرمى فقط ولكني رئيس للمنتخب لم يقف لحظة عند دوري كلاعب. ومن الكابتن إذن في الوقت الحالي؟ - المدير الفني مقتنع بزميلي حسام حسن وشقيقه ابراهيم لتولي هذه المهمة وهذا حقه اما حقي فأحتفظ به لنفسي. يرى البعض ان اعتذارك عن عدم اللعب للمنتخب يعتبر هروباً؟ - هروب من ماذا؟ انني الحارس الأول في المنتخب منذ أكثر من عشر سنوات حصلت على لقب احسن حارس في بطولة الأمم الافريقية الاخيرة في تونس وألعب أساسياً في النادي الأهلي أكبر أندية مصر... فكيف أهرب؟ يقولون انه كان يجدر بك أن تكون الى جوار نادر السيد؟ - نادر السيد أخ أصغر وعلاقتي به ممتازة، وليس بيني وبينه أي خلافات على الاطلاق، وأكنّ له كل تقدير واحترام، وأراه أفضل حراس مصر الآن بل انه من أحسن الحراس الذين عرفتهم الملاعب المصرية منذ سنوات طويلة، ولو سأله أحد عن أقرب الناس اليه فسيقول أحمد شوبير لأنني فعلاً أحبه. اما مسألة أن أكون الى جواره فهذه فكرة خاطئة لأن نادر ليس صغيراً الى هذا الحد وأصبح قادراً على ان يحرس مرمى المنتخب بجدارة. وأين المشكلة إذن؟ - لا توجد مشكلة على الاطلاق مع زملائي اللاعبين، ولكنه خلاف في وجهات النظر فقط مع الجهاز الفني. ولكن يبدو ان هذا الجهاز سيستمر في تولي مسؤوليته لفترة طويلة نسبياً؟ - فليستمر! وأنت؟ - الله أعلم. وعموماً كفاني ما قدمته للكرة في مصر وللنادي الأهلي خلال السنوات الماضية. الى متى ستستمر في الملاعب؟ - سأستمر في الملاعب حتى أشعر انني غير قادر على العطاء. وما أشعر به الآن هو انني في حالة طيبة. أما ما يردده البعض أن عمري تجاوز الپ34 عاماً وان قدرتي على العطاء تضاءلت فهؤلاء واهمون لأن أعظم الحراس هم الذين اعطوا في هذه السن ومنهم مثلي الأعلى دينوزوف الحارس الايطالي العملاق الذي قاد ايطاليا الى كأس العالم 1982 وهو في الأربعين من عمره. ثم لماذا أذهب بعيداً. إن ثابت البطل ابن النادي الأهلي لم يعتزل الا بعد ان بلغ السابعة والثلاثين. ولكن ثابت وافق على أن يلعب احتياطياً لك لسنوات في الأهلي وفي كأس العالم في ايطاليا 1990؟ - ثابت أخ عزيز ولكن لكل لاعب مفاهيمه وفلسفته. المهم الاقتناع هل صحيح انك ترفض ان تكون احتياطياً؟ - أي لاعب في مكاني يرفض أن يتجاهله مدرب أو جهاز فني. ولو أقنعني المدرب بأنه يجب ان أكون احتياطياً سوف أوافق على الفور. ولو أقنعني بأن اعتزل فسأعتزل. المهم الاقتناع. ولكن هناك من يقولون انك تغار من زميلك نادر السيد؟ - اسألوا نادر عن مشاعري نحوه لتعرفوا الحقيقة. من هو احسن حارس في مصر الآن؟ - نادر السيد. وشوبير؟ - وهل يصح ان يقوّم شوبير نفسه. ما هي مشاريعك المستقبلية؟ الأهلي هو بيتي الذي تربيت فيه، وأعطاني كل ما أنا فيه من شهرة ومال، وفريقي يحتاج الى جهودي وسأستمر معه طالما انني الحارس الأول. اما اذا شعرت أن مستواي يتراجع، وهناك من سيحل محلي فسيكون هذا هو توقيت الاعتزال. ولماذا تنتظر حتى يأتي من يحل محلك؟ - هذا هو دوري. وهذه هي المسؤولية الملقاة على أكتافي. هناك من يعتقدون انني أقف في طريق أبناء النادي الصاعدين وهؤلاء مخطئون وواهمون لأن الانسان القوي هو الذي سيتحدى الصعاب ويثبت وجوده في اصعب المواقف، وانني أذكّر من يتهمونني بالانانية بوضعي عندما كنت احتياطياً لاكرامي وثابت البطل. لقد كان مستوى اكرامي والبطل متقارباً لسنوات عدة ومن شدة التقارب كان الجهاز الفني يشرك هذا في مباراة وذاك في مباراة تالية، وظللت اكثر من ست سنوات لا ألعب حتى احتياطياً أتدرب فقط، وكان هدفي هو أن أحرس مرمى الأهلي وجاءتني الفرصة ونجحت لأني كافحت، وهنا أناشد كل لاعب صاعد ان يظل في حالة تأهب مستمرة حتى يأخذ فرصته. وكرة القدم ليست فيها واسطة، فالناجح يفرض نفسه دائماً. لم تجب عن السؤال؟ - لن انتظر وسأعتزل في الوقت المناسب. ما هي طموحاتك؟ - ان احطم كل الأرقام القياسية للاعبي مصر الدوليين. انني اكثر لاعب أدى مباريات دولية وأكثر لاعب لعب لناديه وأكثر لاعب فاز بألقاب. وهل تعتبر نفسك نجماً؟ - الحمد لله. مثل الخطيب وطاهر أبو زيد؟ - من هذه الناحية الدنيا حظوظ وحب الجماهير شيء من عند الله ومن ناحيتي أحمد الله على ما أنا فيه. حققت الكثير هل حققت كل ما تتمنى في الكرة؟ - نعم حققت مع الأهلي الفوز بالدوري 8 مرات والكأس 10 مرات وبطولة افريقيا خمس مرات ومع المنتخب حققت الكثير والحمد لله. ما أهم انجازاتك مع المنتخب؟ - اللعب في كأس العالم طبعاً. اذا كنت حققت كل هذا وبلغت ال 34 عاماً. فلماذا لا تعتزل؟ - لأنني أحب الكرة وأشعر انني ما زلت قادراً على المشاركة في صنع المزيد من الانجازات. يمكنك ان تفعل ذلك من خلال العمل ادارياً أو مدرباً؟ - هذا يمكن أن أفعله في وقت لاحق أما الآن فالوضع المناسب لي هو أن أبقى لاعباً ما دمت قادراً على ذلك. هل ستعتزل إذا فاز الأهلي بالدوري هذا الموسم؟ - من الخطأ أن أربط بين اعتزالي وفوز فريقي ببطولة، لأن هذا قد يعني ان أبقى في الملاعب رغماً عن أنفي، ولكن اذا تصادف توقيت القرار مع الفوز بالبطولة فأهلاً ومرحباً. ما هي أغلى بطولة للدوري مع الأهلي شاركت في صنعها؟ - بطولة العام الماضي لأنها جاءت بعد ثلاث سنوات من المعاناة والتعب ولو كنا فقدنا تلك البطولة لتعرض الفريق لأخطر أزمة في تاريخه. هل صحيح أنك كنت معرضاً للإقالة في الموسم الماضي؟ - سمعت هذا ولكن أعتقد أن ذلك ليس صحيحاً. أيهما اخطر... الزمالك أم الاسماعيلي؟ - الزمالك طبعاً. لماذا؟ - لأنه المنافس التقليدي والحقيقي للأهلي. هل لك أصدقاء من بين لاعبي الزمالك؟ - بلا مبالغة أكثر اصدقائي في الزمالك. من هو المهاجم الذي تخشاه أكثر من غيره؟ - مهاجمو الزمالك عموماً والعجوز مهاجم الاسماعيلي. ما هو الفريق الأقرب الى قلبك بعد الأهلي؟ - الزمالك. من هو أفضل مدرب تعاملت معه؟ - لا داعي للاحراج.