"أتوري أركو إيزودورو بوغاتي" يكفي لفظ هذا الاسم حتى تلتمع في الذاكرة انجازات رجل خلب العالم بقدرته على الابتكار. كان ابن نجار، احترف صناعة المفروشات كابراً عن كابر. إلا ان حرفة والده لم تستهوه، كان ميله للسيارات وولعه في تصميمها لا حدّ له. في معرض "ميلانو" للميكانيك عام 1901، قدّم الصبي المراهق أحد تصاميمه، وفاز بالجائزة الاولى، وفي براءة الجائزة كلام تقديري من لجنة التحكيم، التي توسمت فيه مستقبلاً باهراً في عالم صناعة السيارات. وعلى الرغم من اهتمامه في تصميم السيارة العادية، إلا انه مال بشغف الى سيارات السباق. عام 1907 التحق بوغاتي بمصنع "دويتز" للسيارات في مدينة "كولون" الالمانية، حيث عمل قبله في المصنع نفسه غوتليب دايملر، ونيكولاوس أوتو، ويلهلم مايباخ. إلا ان عمله في "دويتز" لم يدم طويلاً فترك المصنع العريق عام 1909 على اثر خلاف بسبب وضع اسمه على طراز من تصميم "دويتز" من دون إذن المصنع. عام 1910 قرر بوغاتي تأسيس مصنع يحمل اسمه اختار موقعه في بلدة "مولشايم" قرب "ستراسبورغ" في منطقة الالزاس. واخذ اسم بوغاتي يلمع، فما كان يخرج من مصنعه كان متميزاً إن في التصميم أم الوزن الخفيف والسرعة، ولم يكن يضاهي سيارات بوغاتي على حلبات السباق زمنذاك، سوى سيارات "بنتلي". الا ان ثقل وزن سيارات "بنتلي" وضخامة هيكلها، جعل "بوغاتي" يتندّر: "أنا أصمم وأصنع سيارات سباق بينما يصمم "بنتلي" ويصنع شاحنات سباق". عام 1924 أنتج بوغاتي "طراز 35" فكان من أنجح سيارات السباق قاطبة فحقق انتصارات باهرة على حلبات ذاك الزمان، في حين ان "طراز 13" الذي صُنع قبل الحرب العالمية الاولى، لم يصب نجاحاً يذكر بسبب الحرب، وتغيّر اسمه الى "بريسيا" عام 1921 على اثر فوزه في سباق "بريسيا". حديقة "هايد بارك" في لندن، كانت مسرحاً لتجمّع ما يزيد على 80 من السيارات القديمة المميزة فانتادج لتنطلق مفتتحة النفق الذي يربط بريطانيا بالقارة الاوروبية. الى هذه المجموعة انضمت بوغاتي "طراز 35" التي أُحضرت خصيصاً من فرنسا للاشتراك في هذه التظاهرة وحملت رقم 13. انطلقت جميع السيارات على اثر اعطاء اشارة الانطلاق إلا بوغاتي رقم 13 التي رفض محركها ان يعمل وعاند كل محاولات تشغيله، ما حدا بصاحبها للاستنجاد بسيارات الصيانة لسحبها واعادتها الى فرنسا. أحد منظمي هذا المهرجان علّق قائلاً: "بوغاتي 35 سيارة جيدة لم تفشل مطلقاً ولكن الشؤم يكمن في رقم 13 الذي حملته".