وضع النظام العسكري في هايتي البلاد في اجواء تحضيرية وكأن الهجوم الاميركي المدعوم بقرار دولي وبمؤازرة من بعض دول اميركا اللاتينية وفي مقدمتها الارجنتين، سيقع قريباً على الرغم من التردد والانقسام الحاصل في ادارة كلينتون بالنسبة الى التدخل العسكري في تلك الدولة الكاريبية الفقيرة. وتقول مصادر الجنرال راوول سيدراس بأن قائد الجيش الهايتي يتوقع الهجوم العسكري بعد ذهاب اعضاء الكونغرس في اجازاتهم السنوية في منتصف هذا الشهر والتي ستعفي الرئيس الاميركي من ضرورة العودة اليهم لتبرير قراره بالتدخل العسكري، لذا أعطى الجنرال اوامره بتدريب معظم الشبان على استعمال السلاح للمشاركة في الدفاع عن البلاد، وتحولت اكثرية الاحياء في المدن الهايتية الى مخيمات للتدريب. وإذا كانت مصادر واشنطن لا تستبعد حصول اجتياح اميركي لهايتي في حال عدم رضوخ الجنرال سيدراس وبعض اركانه للوساطات السرية التي يقوم بها بعض دول البحر الكاريبي، فإنها تؤكد من جهة ثانية بأن الحماس للاجتياح قريباً قد خف في الأيام الاخيرة بعدما تصاعدت حدة الازمة بين كوبا والولايات المتحدة وبين جمهورية الدومينيكان وواشنطن، الأمر الذي أثار المخاوف بين مستشاري كلينتون بالنسبة الى تلك المنطقة القريبة جداً من أراضيها وعزز مواقف اولئك المطالبين بالتريث بانتظار وضوح الصورة.