عندما ظهرت مجلة "الوسط"، تحدثنا في مكاتب العمل كثيراً عن هذه المجلة الجديدة، ويوماً بعد يوم، ازداد اهتمامنا بالمجلة للموضوعات الحية التي تنشرها. لكن مع الأسف، بعد مرور عامين على اصدارها تأكد لدينا أنها مجرد مجلة أخرى لها أهداف خاصة، وتتميز بالانحياز التام لتوجهات معينة. ومن ذلك، المقالة المنشورة في العدد 116، بعنوان: "الأزهر: حملة مضادة على الكاسيتات وفتاوى التكفير". فقد غصّت المقالة بعبارات مثل: "فتاوى تكفير المجتمع وبعض المسؤولين والشخصيات العامة" و"المتطرفين" و"تجنيد الارهابيين" وغير ذلك مما نقرأه كل يوم في الصحف والمجلات المنحازة للسلطات الحاكمة التي يعتبرها المسلمون أنظمة لا تحكم بالقرآن الكريم والسنة المطهرة. وقامت المجلة بنقل عبارات لمشايخ ورسميين، وبنقل عبارات مبتورة لكتابات وأقوال بعض الكوادر الاسلامية، بشكل منحاز تماماً. فنقلت أقوال الدكتور محمد سيد طنطاوي والدكتور سيد رزق الطويل والدكتور محمد عصفور والدكتور حمدي زقزوق والشيخ جادالحق علي جادالحق والكاتب حسين أحمد أمين والمحامي خليل عبدالكريم والكاتب ابراهيم فتحي والدكتور أحمد شلبي والدكتور شريف حتاتة. ولم تنقل سوى جملة أو جملتين لمحمد عبدالسلام فرج وشكري مصطفى، وقولين لبعض شباب "الجهاد" نقلاً عن تحقيقات الشرطة!! حسب أبسط قواعد القضاء العادل، من حق المتهم أن يدافع عن نفسه، ولو كانت تهمته القتل. أما حسب قواعد الاعلام في بلادنا فإن النظام دائما على حق. وكل ما تسرّبه أجهزة المخابرات للصحافة هو كل الحقيقة .... المطلوب من الصحافة الحرة أن تكون موضوعية ومتوازنة في طرح المواضيع، وبالطبع فإن لها أن تطرح رأيها كما تشاء. ترى هل من حق الشاب العربي أن يطلب من صحافته مثل هذا الطلب؟! حسن عمر الشامي بيروت - لبنان المحرر: "الوسط" ليست ضد الاسلاميين كما تزعم وهي ترفض الاتهامات العشوائية جملة وتفصيلاً، ولو كنت متابعاً بدقة لما نشر وينشر في "الوسط" لتبينت أننا أجرينا غيرمقابلة مع قادة الجماعات الاسلامية في مصر، ونشرنا رسالة سرية سرَّبها الشيخ أحمد ياسين من السجن، كما نشرنا مذكرات رابح كبير، وفي الأعداد الأخيرة نشرنا مقابلات مع كبار رجال الدين في ايران وقادة حزب الله في لبنان، وتأكيداً لديموقراطيتنا نشرنا رسالتك التي تتهمنا بما نحن منه براء.