أكد نائب رئيس "جمهورية اليمن الديموقراطية" السيد عبدالرحمن الجفري أن لا مجال للحديث مع النظام في صنعاء الا في نقطة واحدة هي وقف اطلاق النار وانسحاب قواته الى المناطق التي أتت منها. وأشار الى أن اهم ما يشغل المسؤولين في عدن هو وقف النزف والسعي الى بناء نظام جديد يكون نموذجاً للآخرين. ورأى الجفري في حوار مع "الوسط" ان اعلان ولادة "جمهورية اليمن الديموقراطية" احدث خللاً في التوازن السياسي لمصلحة الجنوب وينتظر احداث خلل في التوازن العسكري. وان الرئيس علي عبدالله صالح "لن يستمر في السلطة طويلاً بعدما قام باجراءات وخطوات عملية أدت الى الانفصال وقضت على حلم كل اليمنيين". وكشف ان بعض قادة الحزب الاشتراكي عارضوا مبدأ الانفصال ومن بين هؤلاء جارالله عمر عضو المكتب السياسي وعدد من زملائه وهنا نص الحوار: ما هي أبرز المهمات التي كلفت القيام بها كنائب للرئيس في "جمهورية اليمن الديموقراطية"؟ - مسؤولياتي هي ما يكلفني الأخ الرئيس القيام به. نحن في هذه المرحلة أهم ما يشغلنا ان نوقف نزف الدم وبالتالي البدء ببناء النموذج في جمهورية اليمن الديموقراطية الى أن يأتي نظام في صنعاء يفهم العصر وبالتالي نستطيع ان نتكلم على الوحدة، وتلك هي المهمة الأساسية. كيف سيتوقف النزف بعد المعارك الطاحنة والشتائم المتبادلة؟ - ما نزف قد نزف، مهمتنا منع استمرار النزف، وأعتقد بأن العقل لا بد أن يدرك ان الحسم العسكري في نزاع سياسي كهذا اصبح مستحيلاً، ولا بد أن يدرك أي عاقل - اذا كان هناك عقال في صنعاء - ان ما جرى بعد 27 نيسان ابريل عكس الصورة نهائياً، وأصبح من المستحيل الاستمرار في الوحدة في ظل نظام كنظام صنعاء والذي اثبت انه لا يتقن شيئاً غير القتل. ونعتقد بأن تكوين جمهورية اليمن الديموقراطية على قاعدة التعددية الحزبية والديموقراطية، وفي هذه المرحلة على اساس ان تشكل ادوات الدولة بالوحدة الوطنية ومن كل الاتجاهات في البلاد... ان مثل هذا التوجه سيحدث بلا شك توازناً سياسياً، لكنني لا اعتقد بأن نزف الدم سيتوقف ما لم يحدث توازن بين الطرفين المتنازعين، توازن سياسي وآخر عسكري ولو بشكل نسبي. وأعتقد بأن التوازن السياسي حدث، بل اختل لمصلحتنا لأن النظام في صنعاء يقوم على اتجاه واحد وهو دموي ويرفض الآخر، والنظام في عدن يقبل بالآخرين ويؤكد على الوحدة الوطنية. والتوازن العسكري لم يتحقق بعد، لكنني اعتقد بأننا نستطيع أن نحدث هذا التوازن مستقبلاً ولو بحدوده الدنيا. نحن على يقين بأن علي عبدالله صالح مهما أوتي من سلاح ورجال لن يستطيع ان يحسم الأمر عسكرياً، وسنقاتل قتالاً ضارياً. وكيف ستقبلون الميزان العسكري لمصلحتكم بعد كل ما حققته القوات الشمالية في جبهات مختلفة؟ - بعد إحداث التوازن السياسي وبعد اعلان جمهورية اليمن الديموقراطية بدأت معنويات الناس ترتفع في البلاد. قبل ذلك كانوا يعتقدون أن النظام سيستمر كما هو. ولكن عندما أدرك الناس أن هذا النظام للجميع ويقود قضية عادلة، وأن الرئيس علي عبدالله صالح قصد أن ينقل المعركة الى داخل اراضيهم، ارتفعت معنوياتهم وبدأ الكثير من ابناء اليمن الديموقراطية يتجهون الى ساحة القتال وهناك إعداد جيد لقوى كثيرة لنقذف بها في المعركة على دفعات. لم يكن بودنا القيام بذلك لأننا ضد الاقتتال، ولكن عندما تجبر لا بد من ان تتصدى ولا بد أن تكون مواقفنا صلبة وواضحة. اننا دعاة وحدة، وهم أجبرونا على اقامة حكومة اليمن الديموقراطية نتيجة لصلفهم وغرورهم. وأنا على ثقة بأن أبناء اليمن الديموقراطية قادرون على كسر شوكة الغرور هذه. تحدثت عن إجراءات بدأت تتخذ لتعزيز صمودكم، ما هي الاحتياطات التي اتخذت لمنع القوات الشمالية من التقدم الى عدن؟ - مقومات الصمود، هي مقومات اي صمود في التاريخ، الارادة والرجال والامكانات، ونحن نملك هذا كله، ان لدينا ارادة تدافع عن حق، وهي تعطينا القوة اكثر من قوة الآخر وان كانت الكثرة معه حين تكون معه. نقطة واحدة عندما تقول الى أن يأتي نظام في صنعاء يفهم الوحدة لستم مستعدين للعودة الى الوحدة، هل نفهم من كلامك أن لا حديث مع النظام في صنعاء؟ - هناك مجال للحديث مع النظام الحالي في صنعاء في نقطة واحدة هي وقف اطلاق النار والانسحاب لتعود قواته من حيث أتت. اما اذا أتى عقلاء في صنعاء ليوقفوا هذا الجنون فستكون قلوبنا وعقولنا مفتوحة لهم. هل تعتقد بأن هناك امكاناً لقلب النظام في صنعاء في المرحلة الحالية؟ - أنا واثق من ذلك، لأن شعبنا في الجمهورية المجاورة شعب يؤمن بالوحدة ويؤمن بالعصر، وقد قاصى من هذا الظلم، واتضح له الآن ان تصرفات علي عبدالله صالح هي التي أدت الى الانفصال وهذا الدمار والقتال. لا اعتقد بأن علي عبدالله صالح سيستمر في السلطة بعد هذا الأمر. من كان مقتنعاً بفكرة الانفصال في الحزب الاشتراكي؟ - الأخ الرئيس علي سالم البيض الذي يملك تجربة واضحة ورؤية صائبة، في حين بقي بعضهم يدرس بدائل اخرى. ماذا كانت البدائل التي طرحت؟ - كانت تتنازعهم أشياء مختلفة، بعضهم يقول ان له انصاراً في المناطق الشمالية، وبعضهم يقول اننا وحدويون وكيف نعلن قيام جمهورية، لذلك كانت الناحية النفسية مؤثرة. وماذا كانت المخاوف الأخرى؟ - بعضهم تخوف من عدم حصولنا على اعتراف على الساحة الدولية. وهل هذا التردد يفسر غياب شخصيات عن الاضواء؟ - مثل من؟ جارالله عمر ويحيى الشامي وغيرهما. - ألتقي الأخ جارالله عمر يومياً، له رأي مختلف بلا شك، لقد طرح رأيه وقال: لكنني لا اعترض على آراء الآخرين ولا أريد ان أعرقل امور الآخرين ودعوا الأمور تسير. ومن أيد موقف جارالله؟ - بعض الأخوان أيده. قلت ان بعضهم أبدى مخاوفه من عدم حصولكم على اعتراف دولي، الى أي مدى هناك ثقة بنجاحكم في هذا المسعى؟ - انه أمر طبيعي وقادم لا محالة، اننا نتعامل مع الدول، وهي تتعامل معنا كأمر واقع. قد نحلم بالوحدة الحقيقية التي تؤمن بالنظام والقانون، لكن الحقيقة شيء والحلم شيء آخر. انها ليست مسألة عواطف، بل انها مصالح دول. هل سبق اعلان ولادة جمهورية اليمن الديموقراطية اتصالات مع قوى اقليمية ودولية؟ - الإتصالات مع الدول العربية والصديقة موجودة قبل الاعلان. نجحتم في اقامة تكتل وطني، لماذا انسحبت منه حركات؟ - كان للأخ عمر الجاوي رأي آخر ونحن نحترم رأيه، وإن كنا نختلف معه. كان رأيه ان نقيم مجلساً وطنياً للانقاذ يدعو الى وقف اطلاق النار ويتحدث الى الجماهير ويتصل بالحكومات الدولية للضغط على صنعاء وإجبارها على وقف اطلاق النار. وأنا لا اعتقد بأن هذا الكلام جميل عملي وممكن تطبيقه. هل ستشارك كل القوى في الحكومة الجديدة؟ - كل القوى السياسية في جمهورية اليمن الديموقراطية سيكون الباب مفتوحاً أمامها للمشاركة في السلطة. ان الحكومة الجديدة برئاسة المهندس حيدر أبو بكر العطاس ستكون حكومة وحدة وطنية. من جانبنا أبلغنا الرئيس البيض اننا كرابطة ابناء اليمن جئنا لنتقاسم مأساة وليس غنائم، ولذلك فإن مصلحة البلد هي الأولى وليست لحزبنا أية شروط للمشاركة في السلطة. لقد وضعنا ثقتنا في الأخ حيدر أبو بكر العطاس الذي يملك كفاءة رجل دولة ولا يحتاج الى شهادة من أحد، ولقد تركنا له حرية اختيار الوزراء حسب كفاءاتهم. هل ستلجأ الحكومة الجديدة الى الغاء كل القوانين الاشتراكية كقانون الاسرة وقانون الاسكان والتأميم وغير ذلك؟ - هناك قوانين صدرت في أيام الوحدة، وهناك دستور، والاعلان قال ان الدستور الحالي سيعدل طبقاً لوثيقة العهد والاتفاق. وما جاء في الوثيقة سيطبق. والاخوان في الحزب الاشتراكي أعلنوا سلفاً انهم سيعيدون لكل ذي حق حقه. والاتفاق الذي وقّعناه أخيراً مع الاشتراكي حدد هذا الأمر سواء من خلال تعويض المتضررين أو إيجاد حلول عادلة. قد تعاد بيوت الى اصحابها. لقد تغيرت كثيراً عقلية الاخوان في الحزب الاشتراكي. هل كلامك عن التغيير في توجهات قادة الاشتراكي يعني ان هناك ادارة جديدة للبلاد تختلف عن تلك التي سبقت الوحدة؟ - نعم كله سيتغير، أقصد العقلية والاسلوب، وليس الاشخاص. لقد اتفقنا مع الاشتراكي على الغاء كل المؤسسات القديمة، وقررنا ان نقبل لفترة استثنائية بأن يكون للاخوة في الاشتراكي ممثلون في الجبهة الوطنية للانقاذ التي يبلغ عدد اعضائها 111، وستضم شخصيات وطنية وإجتماعية. كما أعلنا أننا سنجري انتخابات محلية وعامة طبقاً لوثيقة العهد والاتفاق. وبالتالي يتم الفرز بين معارضة وسلطة، وتكون حكومة الوحدة الوطنية قد قامت بخطة محددة لتخليص البلاد من الكابوس الذي تعيشه تمهيداً لاعادة بناء الدولة. وماذا عن القيادات السياسية الموجودة في الخارج مثل السيد عبدالقوي مكاوي وسالم صالح محمد وآخرين؟ - كلهم سيعودون الى عدن قريباً جداً. أثير أكثر من تساؤل عن مغزى وجود علي سالم البيض في حضرموت لماذا لا يقيم في العاصمة في هذه الفترة؟ - الرئيس سيكون في حضرموت، وسيكون في عدن، وبين كل أهله في كل منطقة يستطيع الوصول اليها، لقد انتقل الرئيس الى حضرموت لسهولة الاتصال بالعالم. هناك الكثير من الوفود تأتي اليه، وكذلك رسل وموفدون من شتى انحاء العالم. هل انتم واثقون بأنكم قادرون على استعادة المناطق الجنوبية التي احتلت؟ - مئة في المئة سنستعيدها بالقوة أو بالسلم.