كلما اقترب موعد قمة المجلس الأوروبي 24 حزيران - يونيو المقبل في كورفو، اقتربت فرص تعيين رئيس الوزراء البلجيكي جان - لوك دوهان، رئيساً للمفوضية الأوروبية خلفاً لجاك ديلور. بالطبع لا يمكن الحسم نهائياً الآن حول اسم الرئيس الجديد للمفوضية، فهناك، اضافة الى دوهان الذي لم يعلن عن ترشيحه بصفة رسمية، مرشحان رسميان هما: المفوض الأوروبي المسؤول عن العلاقات الاقتصادية الخارجية السير ليون بريتان ورئيس الوزراء الهولندي المستقيل رود لوبيرز الذي أعلن عن نيته في ترؤس مفوضية بروكسيل فور انتهاء الاقتراع للانتخابات العامة الهولندية الشهر الماضي، ويبدو أنه يلقى دعماً بريطانياً، في حال عجز بريتان عن توفير إجماع على شخصه. وإذا كانت الأوساط الأوروبية تجمع على كفاءة بريتان في خلافة ديلور وعلى قوة شخصيته التي برزت خلال مفاوضات الغات، وكذلك على التبدل الايجابي الذي طرأ على قناعاته الأوروبية، فإن جنسيته البريطانية وانتماءه التقليدي الى حزب المحافظين يشكلان حاجزاً صعب الاختراق أمام اجماع أوروبي عليه، لا بل ان التصريحات الأخيرة التي صدرت عن البرتغال وفرنسا حسمت الى حد ما استبعاد تعيينه. ومشكلة رود لوبيرز الذي دافع عن تصور للاتحاد الأوروبي يستند الى حرية التبادل قبل تعزيز الاتجاه الفيديرالي، كما ظهر من خلال رئاسته للمجلس الأوروبي خلال إقرار معاهدة ماستريخت، انه لا يلاقي القبول الكافي من قبل الثنائي كول - ميتران المحرك الفعلي للمشروع الأوروبي. وليس من باب الصدفة، انه باشر فعلياً "معركته" الأوروبية من مدينة آخِن اكس لاشابيل الالمانية. اما جان - لوك دوهان الذي أثبت فعالية سياسية، من خلال ترؤسه المجلس الأوروبي في النصف الثاني من العام الماضي، فيعتبر بالتالي الأوفر حظاً. وتتقاطع التجربة الفيديرالية البلجيكية الجديدة، مع التجربة الأوروبية المقبلة، اضافة الى انه ينتمي الى بلد "صغير" والى الاتجاه السياسي الديموقراطي - المسيحي ويتقن لغات عدة ويعتبر على ما يبدو المرشح المفضل للثنائي ميتران - كول.