وافقت المعارضة الطاجيكية والسلطات في دوشانبه على اجراء أول محادثات مباشرة بينهما للخروج بطاجيكستان من أزمتها الداخلية على أن تستضيف موسكو الاجتماع بحضور مسؤولين من ايران ودولة ثالثة. وأبلغت مصادر مطلعة "الوسط"، في أعقاب محادثات نائب وزير الخارجية الروسي أناتولي ادامشين مع المسؤولين الايرانيين وزعماء المعارضة الطاجيك، ان الأخيرين وافقوا على اقتراح المسؤول الروسي بعد أن كانوا يصرون على عقد اجتماع المصالحة الوطنية في طهران أو اسلام آباد. وقالت المصادر ان هذا الاجتماع من المقرر ان ينعقد في 16 من الشهر الجاري في العاصمة الروسية. وأجرى ادامشين في طهران محادثات بدت ناجحة بالنسبة الى أطراف الصراع في دوشانبه وحتى بالنسبة الى الايرانيين الذين دخلوا على الخط بقوة بعد أن تلقى الرئيس هاشمي رفسنجاني في مطلع السنة الجارية رسالة خطية من الرئيس الطاجيكي رحمن نبييف دعاه فيها للمشاركة في مشروع المصالحة. والمعروف ان لطهران تأثيراً على المعارضة الطاجيكية نظراً الى علاقاتها الوثيقة بقادة حزب النهضة الاسلامي الذين تستضيفهم باستمرار، فيما لا يخفي المسؤولون الايرانيون انحيازهم لجماعات المعارضة. لكن الأوساط الايرانية المتشددة انتقدت موافقة زعماء المعارضة الطاجيكية على حضور اجتماع موسكو بدلاً من طهران أو اسلام آباد، ودعت المسؤولين الايرانيين للضغط عليهم وهم في طهران كي لا يعطوا موسكو فرصة للمناورة لمصلحة الحكم الشيوعي في دوشانبه، فيما بذلت وزارة الخارجية الايرانية، بتعليمات مباشرة من الرئيس رفسنجاني، جهوداً لاقناعهم بإبداء قدر أكبر من المرونة في المحادثات سواء مع المسؤولين الروس في طهران أو مع أركان الحكم الطاجيكي في الاجتماع المقرر عقده في موسكو. وأعرب ادامشين عن رغبة موسكو في التعاون مع طهران لحل أزمات آسيا الوسطى وعلى رأسها الأزمة في طاجيكستان، وقال ان الحل العسكري عقيم في التوصل الى حل، ودعا الى ان يستخدم البلدان ايران وروسيا نفوذهما لدى المعارضة والحكومة الطاجيكية، موضحاً ان لروسيا وايران مصالح استراتيجية في طاجيكستان يجب ان تدفعهما للعمل معاً حتى يستتب الأمن والسلام في طاجيكستان. وقال عبدالله نوري أحد زعماء حزب النهضة الاسلامي ان حزبه ملتزم ما تم التوصل اليه باشراف المسؤولين الايرانيين. وتناولت محادثات المسؤول الروسي مع ولايتي توسيع التعاون الاقليمي في اطار منظمة الدول المطلة على بحر الخزر - قزوين - الأمر الذي يعتبره مراقبون بأنه كفيل بأن يعيد السلام الى آسيا الوسطى. وفي الاطار نفسه بحث وزيرا خارجية كل من الصين والهند، مع ولايتي ورفسنجاني خلال زيارتين منفصلتين لطهران، اعادة الاستقرار الى منطقة آسيا الوسطى. وعلمت "الوسط" ان طهران اقترحت صيغة محورية مع بكين ونيودلهي لايجاد تكتل يؤمن بروز نظام اقليمي - دولي جديد في المنطقة عبر تنشيط طريق الحرير.