لم تنعقد القمة المغاربية في آخر موعد محدد لها يوم 5 شباط فبراير الجاري، كما كان مقرراً فأجلت مرة أخرى الى موعد غير محدد. وفي اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد المغاربي الخمس في تونس اتفق الوزراء على "تأجيل" القمة مرة اخرى. على رغم الالحاح التونسي على عقدها. وانتقلت الرئاسة من تونس الى الجزائر من دون ان تنعقد القمة، وهو ما يحصل للمرة الاولى في تاريخ الاتحاد، اذ كانت القمة في البداية تعقد في أول الولاية الرئاسية لكل دولة تتولاها ثم اصبحت تنعقد في آخر الولاية بمناسبة انتقال الرئاسة من دولة الى اخرى. ويبدو أن الجزائروموريتانيا عارضتا عقد القمة في آخر موعد، فالأولى بررت ذلك بأن اوضاعها الداخلية عموماً واختيار رئيس جديد خصوصاً، تفرض عليها الاهتمام بمواضيع أخرى في هذه المرحلة. واستندت الثانية الى تنظيم انتخابات محلية عندها لتطالب ب "التأجيل"، لكن من دون تعيين موعد جديد. ومن جملة الاسباب التي أثارتها موريتانيا قرب شهر رمضان بينما كان الموعد المحدد يسبق شهر الصيام بحوالي أسبوع. أما ليبيا فأكدت أن العقيد القذافي لن يحضر الا في طائرته خرقاً للحصار. وهناك احساس في الاوساط الشعبية في تونس بخيبة أمل وبأن الاتحاد الذي أقيم في شباط فبراير 1989 في مراكش يعيش فترة صعبة. ولا تزال تونس تأمل باستضافة قمة مقبلة بعد شهر رمضان الا ان الواضح هو ان الاتحاد يمر بفترة عدم اهتمام في مختلف الدول التي يتشكل منها أو على الاقل غالبيتها.