كأنها "فقاعة صابون" تسير على عجلات أربع، هذا ما تفتّق عنه خيال المصمم سوتوريس كوفوس الذي صرف أشهراً ليصمم سيارة للاستعمال في المدينة تكون بديلة من سيارات التاكسي السوداء التقليدية المشهورة في مدينة لندن. لقد أثبتت الأبحاث والدراسات التي جرت للحد من أزمة السير في المدن، ان متوسط المعدل اليومي للكيلومترات التي يقطعها تاكسي لندن الأسود، هو 110 كيلومترات، وان التاكسي يكون في 80 في المئة من حالات تنقله حاملاً راكباً واحداً فقط. المصنع الياباني لسيارات "مازدا" قرر إجراء المسابقات ومنح الجوائز لمن يصمم بديلاً من التاكسي الأسود، يكون عملياً ويعني بحاجة الاستعمال في المدن. "فقاعة الصابون" عكف سوتوريس كوفوس، الذي درس لمدة سنتين في "المعهد الملكي للفنون" في بريطانيا، على التصميم والرسم واجراء التجارب حتى خرجت من تحت يديه "فقاعة الصابون" هذه. الظاهر في تصاميم كوفوس أنه تأثر كثيراً بعربات نقل الركاب في مدن الشرق الأقصى. حيث العربة كناية عن مقعد واحد مركّز على دولابين ومتصل بدراجة هوائية تسحبه خلفها، وفي أحيان كثيرة تستبدل الدراجة برجل يركض في شوارع الأحياء الضيقة وعلى الطرقات العامة. سيارة لراكب واحد "فقاعة الصابون" تتسع لراكب واحد فقط، يجلس خلف السائق. طولها الاجمالي 2400 ملم ووزنها لا يتجاوز 600 كلغ، وهي مزودة بمحرك تتراوح قوته بين 45 و50 حصاناً نارياً، يعمل بالشحن الكهربائي أو بالهيدروجين، أو بواسطة غازات طبيعية مضغوطة. حجم السيارة الصغير يسهل عليها التنقل داخل المدن ويحدّ من الازدحام، كما أنها تستطيع قطع مسافة أكثر قليلاً من 130 كلم قبل الحاجة الى شحن بطاريتها إذا كان محركها يعمل بالكهرباء، أو قبل تزودها بالوقود إذا كان محركها يعمل بالغازات. ومن المنتظر أن يكون سعرها بحدود 4000 جنيه استرليني. سائقو تاكسي لندن الأسود سخروا من هذه "السيارة - اللعبة" كما وصفها أحدهم، ولما سئل عن امكانية الاستعاضة عن سيارته التاكسي السوداء بإحدى هذه "الفقاعات" أجاب: "مكان هذه اللعبة في حدائق الأطفال وليس في شوارع لندن". من يدري قد يكون هذا السائق مخطئاً "فتغرق" شوارع لندن عام 2000 ب "فقاعات الصابون".