استقبل الشارع المصري بأحزابه وتياراته السياسية طلب القاهرة الانضمام الى الاتحاد المغاربي بشيء من الفتور، نظراً الى تكرار التجارب الوحدوية والتجمعية التي لم تنجح. وفسر وزير الخارجية المصري عمرو موسى طلب الانضمام المفاجئ بأنه "خطوة في اتجاه دعم التعاون بين الدول العربية في شمال افريقيا والتشاور تجاه مختلف التطورات والأوضاع في المنطقة العربية والمتوسطية ... والرغبة في ان يكون الاتحاد سبيلاً لبناء الوحدة العربية ... والسعي نحو اتحاد عربي اوسع يشمل دولاً اخرى عربية في افريقيا". ولوحظ ان توقيت الانضمام جاء بعد قمة الدار البيضاء الاقتصادية. وفي الوقت الذي تدرس فيه الدول الخليجية ورقة قدمتها مصر الشهر الماضي لتطوير "اعلان دمشق" بهدف تفعليه وتنفيذه. وعلى غرار التأكيدات المصرية عند تأسيس مجلس التعاون العربي في 16 شباط فبراير 1989 لوحظ ايضاً تأكيد موسى ان الانضمام الى الاتحاد المغاربي "ليس تكتلاً ضد احد وإنما خطوة في مسيرة التعاون ... فهناك رؤية واحدة بين مصر والدول المغاربية تجاه العديد من المشكلات". ولا تعتبر مصر على صعيد آخر عنصر التوقيت غير موات فهي لا ترى المشاكل بين الدول المغاربية والتوترات داخل الاتحاد والتكهنات بقرب انهياره كتجربة وحدوية عربية تدعو الى تجنب الانضمام بل على العكس. فالوزير المصري رأى ان "هناك بالطبع مشاكل بين بعض دول الاتحاد. لكن المشاكل موجودة في كل مكان وليس مقصورة على الاتحاد المغاربي"، واعتبر ان هناك ضرورة "لاحتواء هذه التوترات، ووضع حد لها". "الوسط" التقت مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية السفير بدر همام الذي حضر مع موسى اول اجتماع وزاري مغاربي في الجزائر بعد عودته وسألته عما تعنيه المشاركة في الاتحاد المغاربي بالنسبة الى مصر فقال: ان "هذه المشاركة جاءت لقناعة مصر بأنها دولة وسطية تقع بين المشرق والمغرب العربي ولها مصالح مع الدول المشرقية والمغاربية على السواء، كما ان اكتساب العضوية على غرار المتبع في التجمعات الاخرى امر طبيعي خصوصاً ان هناك علاقات متميزة بين مصر وهذه الدول". ولفت همام ايضاً الى ان "المشاركة المصرية غير موجهة ضد احد كما يحلو للبعض تأويل المواقف"، وأضاف "ان مصر الآن في نقطة قريبة من التجمع المغاربي تمكنها من متابعة اعماله، خصوصاً ان لنا مصالح مشتركة مع دول الاتحاد". وعبر عن دهشته من التساؤلات والافكار الاكبر من حجمها التي اخذت تتداول على الساحة بسبب مشاركة مصر في اجتماع الجزائر، وقال: "المشاركة بصفة مراقب، كما في تجمع الاسبان - على سبيل المثال - حيث توجد دول خارج التجمع تحضر اجتماعاتها كمراقب"، وزاد: "صفة المراقبة لا يترتب عليها اي التزام على الدولة التي تكتسبها، فالمقصود هو زيادة التنسيق". وكشف عن ان طلب مصر اكتساب العضوية سيعرض على قمة الاتحاد المغاربي التي ستعقد في ليبيا في شهر نيسان ابريل المقبل وليس في القمة التي ستعقد في الجزائر الشهر المقبل.