كشف الحارث ادريس, ممثل حزب "الأمة" السوداني في بريطانيا وغرب أوروربا, ل "الوسط" ان كوادر الحزب خارج السودان بدأت "حملة دولية واسعة" للضغط على الحكومة السودانية كي تسمح لزعيم حزب "الأمة" السيد الصادق المهدي بمغادرة السودان للعلاج في الخارج. وكان الصادق المهدي, آخر رئيس وزراء منتخب, أمضى في سجن كوبر 22 شهرا بعد انقلاب الفريق عمر حسن البشير في 30 حزيران يونيو 1989, ومن سجن كوبر انتقل المهدي الى الاقامة الجبرية في منزل الشيخ محجوب في ضاحية الخرطوم. وبعد خروجه من المعتقل استجوب مرتين, واتهم في تموز يوليو الماضي ب "التخابر مع دولة اجنبية" لقلب نظام الحكم ليعاد ويطلق سراحه بعد أيام عدة. وتزامنت حملة حزب "الأمة" مع دعوة وجهت حديثاً الى الصادق من قبل رابطة الأحزاب الاشتراكية والديمقراطية الافريقية لحضور مؤتمرها السادس في داكار. وتطرح حملة حزب "الأمة" في الخارج والدعوة التي تلقاها الصادق قضية الحجر على حرية المعارض الوحيد داخل البلاد, بعد اختفاء محمد ابراهيم نقد زعيم الحزب الشيوعي السوداني, منذ اشهر عدة, واحتمال مغادرة سيد أحمد الحسين, الرجل الثاني في الحزب "الاتحادي الديمقراطي السوداني" لتلقي العلاج. ووجود الصادق في مدينة ام درمان, خصوصاً انه اختار نهج المعارضة السلمية من داخل البلاد, وإذا كان وجود الصادق في مدينة ام درمان واختياره المعارضة السلمية داخل البلاد , اعطيا الحكومة السودانية مبرراً للقول بأنها تحترم الرأي المعارض, إلا ان خروج المعارض الأول من البلاد سيكرس اللون السياسي الواحد للسلطة التي حلت الاحزاب غداة انقلاب البشير. في المقابل فإن خروج الصادق سيكسب المعارضة زخماً تحتاجه في الوقت الراهن,خصوصاً بعد ظهور تباين بين أطرافها المنضوية في "التجمع الوطني الديمقراطي". كذلك سيكون خروج الصادق مناسبة لحزب "الأمة" كي يعيد بناء نفسه في الخارج بعد ان تعددت الاصوات التي تدعي التحدث باسمه وتمثيله.