غوارديولا مُستاء من ازدحام جدول الدوري الإنجليزي    الهلال يضرب الأخدود برباعية في دوري روشن للمحترفين    المملكة تفعّل قواعد «التسويات المالية» لمواجهة الفساد    رسمياً .. النصر يضم الكولومبي "جون دوران"    ولي العهد يقود مسيرة تعزيز الانتماء.. إلزام الطلاب بالزي السعودي كرمز للهوية الوطنية    إحباط تهريب 198 كجم «قات» بمنطقتي عسير وجازان    نائب رئيس مجلس الوزراء وزير داخلية الإمارات يغادر الرياض    وزير الخارجية ونظيره الأمريكي يبحثان العلاقات الثنائية بين البلدين    أمير الرياض يعزّي في وفاة الأميرة وطفاء بنت محمد آل عبدالرحمن آل سعود    الأمم المتحدة: الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة «هائلة»    المملكة تضيء معرض القاهرة بالثقافة والترجمة    الفتح يتعاقد مع حارس النصر "العقيدي" على سبيل الإعارة    مسؤولة بالاحتياطي الفدرالي تدعو لمواصلة خفض أسعار الفائدة لحين تراجع التضخم    تعادل سلبي بين الفيحاء والتعاون في دوري روشن    «سيوف» السعودية تخطف التوقيت الأفضل في ال«جذاع»    موسكو: «البريكس» لا تخطط لإصدار عملة موحدة    مخيم "مشراق 2″يختتم فعالياته التوعوية تحت شعار "شتاؤنا غير مع تواصل"    التوعية ودعم الشباب.. أبرز توصيات ورشة "إعمار الأرض" بالأحساء    تدريب 15 طالبة جامعية على نظم المعلومات الجغرافية بالشرقية    تعليم شرق الدمام" يكرم الفائزين بمسابقة تحدي القراءة العربي    تعرف على تفاصيل «المصافحة الذهبية» للجهات الخاضع موظفوها لسلالم الخدمة المدنية    «صفقة السبت».. إطلاق 3 أسرى إسرائيليين مقابل 90 فلسطينيا    الأستاذ يحيى الأمير.. "وجدت نفسي تلميذًا بين يدي الطبيعة ومواسم الحصاد كانت تأسرني"    حرس الحدود بالمنطقة الشرقية ينقذ امرأة من الغرق أثناء ممارسة السباحة    خطيب المسجد النبوي: ثقوا بربكم الرزاق الشافي الغني عن الخلق فهو المدبر لأموركم    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 55 لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة    "هيئة العقار" تُعلن تمديد فترة استقبال طلبات الانضمام للبيئة التنظيمية التجريبية للشركات التقنية العقارية    دور برنامج خادم الحرمين الشريفين في إثراء تجربة المستضافين في ندوة بمكة اليوم    رحيل الموسيقار ناصر الصالح    تقييم جديد لشاغلي الوظائف التعليمية بالمملكة من 5 درجات    رياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار على تبوك والمدينة ومكة    ارتفاع اسعار النفط    الخليج يعزز هجومه بالنمساوي «مورغ»    «سلمان للإغاثة»: تدشين مشروع أمان لرعاية الأيتام في حلب    هل سمعت يوماً عن شاي الكمبوتشا؟    دهون خفيّة تهدد بالموت.. احذرها!    للبدء في سبتمبر.. روسيا تطلق لقاحاً مضاداً للسرطان يُصنع فردياً    رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا حادثة اصطدام الطائرتين في واشنطن    القاتل الثرثار!    وفاة ناصر الصالح    العنزي يحصل على درجة الدكتوراة    هل تنجح قرارات ترمب الحالية رغم المعارضات    برقية ولي العهد إلى الرئيس السوري الجديد.. خطوة إستراتيجية نحو استقرار المنطقة    التراث الذي يحكمنا    نيابة عن أمير قطر.. محمد آل ثاني يقدم العزاء في وفاة محمد بن فهد    لماذا صعد اليمين المتطرف بكل العالم..!    مصحف «تبيان للصم» وسامي المغلوث يفوزان بجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على الأميرة وطفاء بنت محمد آل عبدالرحمن آل سعود    تجمع القصيم الصحي يفوز بأربع جوائز في ملتقى نموذج الرعاية الصحية السعودي 2025    "مفوض الإفتاء بمنطقة حائل":يلقي عدة محاضرات ولقاءات لمنسوبي وزارة الدفاع    مستشفى خميس مشيط للولادة والأطفال يُنظّم مبادرة " تمكين المرض"    الديوان الملكي: وفاة الأميرة وطفاء بنت محمد آل عبدالرحمن آل سعود    المفتي للطلاب: احذروا الخوض في منصات التواصل وتسلحوا بالعلم    تعزيز العلاقات البرلمانية مع اليابان    عشر سنبلات خضر زاهيات    أهم الوجهات الاستكشافية    خطورة الاستهانة بالقليل    حسام بن سعود يستعرض مشروعات المندق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مذبحة "الهيكل الشمسي" في سويسرا انتحار جماعي أم جريمة قتل كبرى ؟
نشر في الحياة يوم 17 - 10 - 1994

ترى ما الذي حدث فعلاً في الأسبوع الماضي في سويسرا وكندا حيث تم العثور على جثث 53 شخصاً من أتباع ما يعرف ب "طائفة الهيكل الشمسي"؟ وما هي الملابسات التي أدت الى موت الضحايا الذين عثر على جثثهم وسط انقاض تلك المزارع والبيوت الريفية في شيري احدى ضواحي فريبورغ في سويسرا، وفي سلفان احدى ضواحي فاليه في سويسرا أيضاً ثم في مرتفعات مورين قرب مدينة مونتريال في كندا؟ هل كان ما حدث انتحاراً جماعياً أم جريمة قتل كبرى؟ وهل هناك أي علاقة بين زعماء هذه الطائفة وتجارة الاسلحة او "غسل" أموال المخدرات.
انطلقت صفارات الانذار بعد منتصف ليل الاربعاء 5/10/94 من سيارات فرق الاطفاء والشرطة التي جاءت من مراكزها الاقليمية في فريبورغ سويسرا، متوجهة بسرعة قصوى الى قرية شيري سكانها 270 نسمة، بعدما تلقت اتصالاً بأن حريقاً ضخماً شب في احد المنازل هناك.
بعد 3 ساعات، استطاع رجال الاطفاء السيطرة على النيران التي استطاعت ألسنتها تقريباً التهام مزرعة المنزل وبدأت تأخذ مجراها الى الدخل، حيث وجدوا في احدى غرف البناء مالكه ألبرت جياكوبينو ميتاً في سريره وقد لف رأسه بأكمله بكيس بلاستيكي اخترقته رصاصة مسدس. ثم ما لبثوا ان اجتازوا اسطبلات الخيل المتصلة بالبناء فوصلوا الى موقف للسيارات تحت الأرض ليجدوا في نهايته باباً يؤدي الى غرفة اجتماعات وبركة من الدم. فخلف حواجز الخشب، اكتشف المحقق اندريه بييه باباً سرياً يؤدي الى غرفة حمراء صغيرة، وفي داخلها تنتشر 18 ضحية من رجال ونساء اضافة الى طفل لا يتجاوز العاشرة من عمره، بعضهم كان يرتدي لباساً طقوسياً أحمر وأسود، وآخر كان بلباس أبيض وذهبي، كما كان معظمهم يربط يديه خلف ظهره، وقد اطلق النار على رأسه او رقبته، وكان عشرة بينهم يضعون اكياساً بلاستيكية حول رؤوسهم. وكان المكان "ملغوماً" بقنان من البنزين حوالى مئة غالون موقتة للانفجار. وقال ناطق باسم الشرطة السويسرية: "لو ان هذه القناني انفجرت لكان انفجر واحترق كل البناء".
بعد ساعات ثلاث على حادثة شيري، نجحت قنان مماثلة معبأة بالبنزين بالانفجار وباضرام النيران في ثلاث شاليهات للتزلج في غرانج - سور - سالفان بقرية ألبين التي تبعد مئة ميل جنوب شيري، حيث التهمت ألسنتها حياة 25 شخصاً بمن فيهم أربعة أطفال.
وقبل وقوع المذبحة المزدوجة في سويسرا بيوم واحد، كانت نيران مماثلة تودي بحياة رجل وامرأة في شاليه في مرتفعات مورين على بعد 50 ميلاً من مدينة مونتريال في كندا. وكانت الضحيتان تحملان ميداليتين مكتوباً عليهما حرفي "تي. سي." "تامبل سولار" الهيكل الشمسي.
انتحار ام جريمة؟
والسؤال هنا: هل كان ما حدث انتحاراً جماعياً ام جريمة قتل كبرى؟
يؤكد المقربون من الضحايا في سيون انهم تعرفوا على بعض المقتنيات الشخصية لجوزيف دي مامبرو 70 عاماً الذي كان يعتبر "الزعيم الديني" للطائفة. كما انهم تعرفوا على جثته بين الضحايا ليس من مجرد مظهره فحسب بل ومن خاتمه المنقوش وسلسلته الذهبية وسوارته الجلدية التي كان يلبسها وهي مقلوبة. لكن الشرطة لا تعتبر موته أمراً واقعاً الى ان يثبت التشريح الجنائي الطبي ذلك. أما ابنه بلاي دي مامبرو فلم يعثر له على أثر حتى هذه اللحظة.
اذن، اذا كانت جثة دي مامبرو بين جثث الضحايا فمن الذي خطط لهذه المذبحة؟ هل هو لوق جوريه 46 سنة الذي يعتبر المنظر العقائدي للطائفة؟
في الرابع من تشرين الأول اكتوبر الجاري وقبل ساعات قليلة على هذه الدراما احضر لوق وجوزيف دي مامبرو حداداً لفتح باب منزلهما الريفي في سلفان. وأكد الحداد "انهما كانا في حالة من الذعر على ما يبدو". لكن الشرطة لا تعرف ما اذا كان لوق بين الضحايا ام انه هرب.
وبين الجثث الخمس وعشرين التي عثر عليها في سلفان كانت عشر حرقت الى درجة لا يمكن معها التعرف عليها بينما تم التعرف على الخمس عشرة الاخرى بصعوبة بالغة.
ومن الواضح ان بعضاً من الثلاثة وعشرين شخصاً الذين كانوا في شيري راحوا ضحية اغتيال كما يقول القاضي اندريه بييه الذي يتولى التحقيق في المذبحة. واثر اتصاله مع البنوك قال ان هناك بعض الوثائق التي ستكشف عن "مفاجآت مذهلة". ولكن لا يوجد بين هذه الوثائق اي وثيقة تؤكد الاتجار في الاسلحة مع ان القاضي لا يستثني هذه النظرية. وقبل أيام وصل الى سويسرا ثلاثة من ضباط الشرطة الكندية للانضمام الى التحقيق.
اما بالنسبة الى الضحايا الذين تم العثور عليهم في المزرعة المحروقة في شيري فقد تم التعرف على ثلاث عشرة جثة من بين الجثث، أربع منها لافراد عائلة واحدة. ولدى المحققين فكرة عن هوية الجثث الست الاخرى ولكن ليس هناك اي دليل اطلاقاً حتى الآن على هوية أربع من الجثث. كذلك لم تعلن السلطات عن اسم أحد.
وكشفت الاختبارات ان شخصاً واحداً على الاقل كان على قيد الحياة عندما شبت النار في شيري. ومع ان نظرية الانتحار واردة فان التحقيق يتابع أيضاً احتمال القتل الجماعي.
وتجري الآن عمليات تحقيق واستقصاء دقيقة جداً في ميدان المذبحة، كما ان عمليات التحليل المخبرية لا تزال مستمرة لمحاولة التعرف على هوية اكبر عدد ممكن من الضحايا.
ويبدو أن طلقات نارية عدة اطلقت. اذ اكد القاضي في الأسبوع الماضي "اننا لا نعرف حتى الآن الطبيعة التي حدثت بها هذه الدراما". فمثلاً كان بادياً في احدى الجثث آثار جروح في الرأس نجمت عن رصاصتين ولكن الكيس البلاستيكي الذي كان فوق الرأس لم يكن فيه أي فجوات اطلاقاً. كذلك عثر على عدد من الضحايا وقد خنقوا بحبال من الاشرطة اللاصقة.
من هي هذه الجماعة؟ وما هي أهدافها؟ وكيف تجمع اعضاءها؟
تقول ابنة الزوجين الكنديين اللذين قضيا في مجزرة شيري في سويسرا: "قال لي والدي مرة انهما سيرحلان الى كوكب فينوس، وانه لا يجب ان يقلق احد عليهما".
وهذه الابنة، التي تبلغ الآن 25 عاماً كانت عضواً في هذه الجماعة قبل اكثر من عشر سنوات. وتعتبر ان "الحركة" المذكورة كناية عن مهرب و"متنفس"، فهي لم تر والديها منذ سنتين، أي منذ أن ذهبا الى سويسرا ولم يعودا منها الى كندا.
وكما تقول، فإن جوزيف دي مامبرو الكندي هو الزعيم الروحي في هذه الحركة ومحاسبها في آن. فكان يتقاضى مبالغ شهرية ضخمة من الأعضاء. وهو كما وصفته، قصير القامة، ستيني، شعره أبيض ويلبس نظارات. مظهره عادي ولا يدعو الى الشك. "كان يرتدي في معظم الاحيان ثياباً جلدية وبإشارة صغيرة من يده يحصل على كل ما يريد". ثم اضافت ان الترتيب الاداري او الطبقي داخل هذه الجماعة ليس معقداً: اذ كان هناك "المعلّمون غير المرئيين، وكان دي مامبرو في المرتبة الثانية من بعدهم، وهو الذي كان يتولى ايصال رسالتهم الى الأعضاء".
كان دي مامبرو القرار النهائي في القضايا المالية وكان يستعمل لوق جوريه في معاملاته التجارية وصفقاته التي لا تحصى.
ويبدو ان دي مامبرو كان يتقاضى شهرياً من اشتراكات الاعضاء حوالي خمسين الف دولار. وتقول الشابة التي أصرّت على عدم ذكر اسمها، انها كانت ما زالت طالبة، وعلى الرغم من ذلك كانت مضطرة للاسهام شهرياً بمبلغ لا يقل عن مئتي دولار؟ فكان الاعضاء يساهمون بما لا يقل عن ثلث رواتبهم بينما كان جوزف يملك عقارات ضخمة في كيبيك كما في أوروبا والولايات المتحدة وأوستراليا. وكان يبشر بنهاية العالم القريبة، ويدّعي انه ذو شخصيات متعددة تتقمص فيه، فطوراً يكون اوزيريس وتارة موسى. ولكل من هذه الشخصيات المتقمصة عشيقة مختلفة اما المفضلة فكانت "ماريز".
كان يعرف جوزيف كيف يسيطر على الجماعات، اذ ان هوايته هي ممارسة سياسة "فرّق تسد". فكان الاعضاء ينقسمون على بعضهم بسرعة بسبب الغيرة التي يثيرها في ما بينهم. اما الأعضاء الذين يختارهم، فكانوا من الأثرياء والاقوى نفوذاً في المجتمع.
وتقول المرأة الشابة "اذا دخل علينا ولم يسلّم على احد من الحضور، يكون هذا الأخير من "المغضوبين عليه" لفترة من الزمن. اما والدي فكان يملك ثروة لا بأس بها، وعندما دخل هذه الحركة، وضع كل امكاناته بتصرف جوزيف الذي وعده بأنه سيكون من عداد المختارين. كان دي مامبرو طلب عام 1992 من والدي أن يتبعاه الى سويسرا، وهذا ما فعلاه بغباوة. ومنذ ذلك الحين كنت أكتفي بسماع صوتيهما على الهاتف وكنت أعرف انهما لا يقولان لي الحقيقة بل يخفيان اشياء كثيرة، اذ داخل هذه الحركة كل شيء كان سرياً".
صحيح انها حزنت عند سماعها نبأ وفاة والديها لكنها تعترف بأنها حضّرت نفسها لهذه الفاجعة منذ البداية اذ كانت تنتظرها. "كانوا دائماً يرددون داخل هذه الحركة ان النهاية قريبة وانهم سيغادرون الأرض للذهاب الى كوكب فينوس، كذلك كانوا يرددون انه عليهم مساعدة الذين لا يجرؤون على "الذهاب" من تلقاء ذاتهم".
رأي علمي
كيف يمكن تفسير الآلية النفسية التي تؤدي الى مثل هذا النوع من المجزرة؟ يقول الدكتور لازلو لوقا الطبيب النفسي المشهور في جنيف: "في هذه الشيع والطوائف هناك عدد من خطوط الحدود على المستوى النفسي. فقادتها منفصلون وبعيدون كل البعد عن الواقع، وهم يدفعون أتباعهم الذين يكونون أقل اضطراباً عقلياً منهم نحو الهستيريا الجماعية التي تتراوح ما بين رؤية أو تصور رؤية القديسين وبين تخيل رؤية يوم القيامة والموت وانتهاء العالم. وكلما زادت الهستيريا كلما زادت الضغوط على الجماعة، الى أن ينهمك جميع أفرادها في حالة من الانفصال والعزلة الكاملة عن الواقع التي تتميز بالانهيار النفسي وفقدان كل اتصال بالواقع".
ومن الواضح ان اتباع مثل هذه الطوائف يعانون من انفصام الشخصية. فهم أناس لا يصلحون للحياة المهنية مع أن كثيرين منهم يعملون في قطاعات مختلفة. لكنهم لا يستطيعون التسامح مع الأعراف الاجتماعية والبيئة العملية العادية التي تثير لديهم مشاعر الاحباط والانزعاج، ولهذا فهم يفضلون خصوصية تلك الطوائف.
وتكون النتيجة كما يقول الدكتور لوقا هي أنهم يجدون أنفسهم في "مجتمع زائف كلياً... ويكتسبون مشاعر عداء ومقت للعالم الحقيقي... ويبدأون العيش في عالم من الخيال. لكن اعتمادهم النفسي على بعضهم يشجعهم ويحثهم على الموت معاً لكي يحققوا الخلاص".
مذكرات توقيف
وقد أكد القاضي بيلار انه صدرت مذكرة اعتقال دولية للقبض على لوق جوريه وجوزيف دي مامبرو. لكنه لم يذكر شيئاً عن صدور مذكرة مماثلة لاعتقال كاميليا بيليه 68 سنة التي توصف بأنها ثالث أهم شخصية في الطائفة.
يضاف الى ذلك انه اتضح قبل يومين ان القنابل الحارقة التي استخدمت في المنازل التي كان يستخدمها قادة الطائفة في كندا هي من النوع نفسه الذي استخدم في سويسرا.
في هذه الأثناء بدأ بنك سوسياتي دي بانك سويس تحقيقه الخاص الداخلي كما تم تجميد احد الحسابات في بنك كاروجيه التابع له في جنيف. كذلك اكدت الشرطة الكندية انها بدأت التحقيق في عمليات غسل الأموال التي لاعضاء الطائفة علاقة بها. إذ ان جوزيف دي مامبرو كان يملك وحده أكثر من ستين بناية ومنزلاً في اوروبا واوستراليا وكندا.
اضافة الى سويسرا وكندا يبدو ان الطائفة لها صلات في اوستراليا. إذ تحدثت صحيفة صانداي تلغراف اللندنية عن رسالة "وداع" بعثها احد اعضاء الطائفة وفيها يتحدث عن "صلاة جماعية على صخرة ايرس في اوستراليا" التي يقدسها الابرجينيون سكان اوستراليا الاصليون.
وقد بدأت خيوط التحقيق تعطي بدايات للصورة العامة. وهي تؤكد ان الطائفة كانت تتألف من فرعين: فرع روحاني وهو الأساس واليه كان ينتمي ضحايا شيري، وفرع مالي يدعمه واليه كان ينتمي ضحايا سلفان.
وفي مذبحة سويسرا ما يعيد الى الأذهان المذابح المماثلة التي حدثت في انحاء أخرى من العالم خلال العقود الأخيرة. انظر الاطار.
والشيء الذي يبعث على الاستغراب هو تكرار هذه الحوادث غير المنطقية وغير العقلانية التي تنطوي على العنف في مجتمعنا الذي يدعي انه مجتمع حديث ومتحضر.
قائمة بالحوادث الأخرى الشبيهة بحادث سويسرا
1 13 تشرين الثاني نوفمبر 1978
جونزتاون - غيانا
923 شخصاً من أتباع ما يعرف بطائفة "هيكل الشعب" يقتلون أنفسهم. اذ تناول معظمهم شراباً ممزوجاً بحامض السيانيد بينما أطلق بعض أتباع الطائفة النار على بعض اتباعها الآخرين بأمر من زعيمها جيم جونز وهو اميركي أسود ادعى انه يجسد السيد المسيح ولينين وأنه ابن روحي للزعيم الصيني ماوتسي تونغ. وقد عثر على جونز بعد ان قتل برصاصة في رأسه.
2 3 حزيران يونيو 1983
سميث فيل - اركنساس
الولايات المتحدة
وقعت معركة بالأسلحة النارية بين قوات الشرطة وأتباع منظمة اطلقت على نفسها اسم "حشد التشريع" كانت تعترض على الضرائب ونظام الحكومة الحديثة بصورة عامة. وأودت المجابهة الى مقتل شخصين هما زعيم المجموعة غوردون كاهل وقائد الشرطة المحلي.
3 13 ايار مايو 1985
فيلادلفيا - بنسلفانيا
الولايات المتحدة
قتلت قوات الشرطة 11 شخصاً من أتباع طائفة اسمها "الحركة" عندما اقتحمت مقر الطائفة بعد يوم من محاصرته.
4 19 ايلول سبتمبر 1985
جزيرة ميندانو - الفيليبين
انتحر حوالى ستين من أفراد قبيلة "آتا" بتناول السم بناء على أوامر زعيمهم الديني داتو منغايانون لكي يتمكنوا "من رؤية الذات الالهية".
5 1 تشرين الثاني نوفمبر 1986
واكاياما - غرب اليابان
عثر على جثث سبع نساء والى جانبها رسالة تقول انهن قتلن انفسهن بعد موت زعيمهن الروحي كيوهارو مياموتو.
6 آب اغسطس 1987
كوريا الجنوبية
العثور على 32 شخصاً من أتباع الكاهنة بارسون جا التي زعمت انها الهة، قتلى قرب العاصمة سيول. وذكرت الشرطة ان معظمهم ماتوا نتيجة تناول السم.
7 19 نيسان ابريل 1993
واكو - تكساس
انتهاء الحصار الذي ضربته قوات الشرطة وعملاء مكتب التحقيقات الاتحادي اف. بي. آي على مقر اتباع طائفة ديفيد كوريش لمدة 51 يوماً باشتعال المباني ومقتل 85 شخصاً من اتباع الطائفة، بينهم عدد من الأطفال وزعيم الطائفة أيضاً.
لمحة عن لوق جوريه: الزعيم الأيديولوجي للطائفة
لوق جوريه بلجيكي ولد في افريقيا في 18 تشرين الاول اكتوبر 1947. درس الطب في جامعة بروكسل لكنه لم يمارس المهنة الا قليلاً وفضل المداواة بأسلوب الطب البديل واعتمد في ذلك على الأطباء الشعبيين في الفيليبين، في محاولة شخصية لوضع ما وصفه بأنه "تركيبة خاصة" لعلاج الانسان من كل مرض وبلاء.
وبعد ذلك ادعى انه عاش خبرة خاصة تجاوزت حدود المعرفة البشرية و"اكتشف ما وراء الكون" و"الحياة الروحية العليا".
وفي اوائل الثمانينات افتتح لوق عيادة للمعالجة المِثْليّة قرب أنيميس وعمل مع مؤسسة "الطريق الذهبية" في جنيف وهي مجموعة سرية للابحاث الروحية.
وفي عام 1984 حدث خلاف بينه وبين اتباع طائفة "الهيكل الاصلاحية" فترك الطائفة وأسس "الطائفة العالمية الشريفة للتقاليد الشمسية". وبدأ اتباعه ينتشرون في سويسرا وفرنسا وكندا، كما بدأ اولئك الاتباع يفدون من فرنسا وبلجيكا للاستماع الى محاضراته في جنيف ولوزان. وببلاغته المعهودة اقنع اولئك الاتباع أنه كان يمر في "مرحلة تحول" وان البشرية جمعاء تستعد للمرور في هذا "التحول الجذري".
وفي عام 1987 اعلن من خلال احد برامج الاذاعة السويسرية "أننا نعيش في ظل حكم النار وأننا سنرى استهلاك كل شيء. ولهذا فنحن نمر الآن في ثورة عظيمة ستشهد فيها عقولنا تغييرات مادية حقيقية خفيّة مما يعني ان الانسان سيبدأ التصرف بطريقة مختلفة ازاء الأحداث".
وكان جوريه يقتبس من اقوال السيد المسيح ويعلن ان القيامة ستحين قريبا - حتى حدوث المذبحة الاخيرة في شيري وسلفان بسويسرا ومرتفعات مورين في كندا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.