تمكنت شركة "سكاي تكنولوجي"، وهي شركة أميركية يقع مقرها قرب مطار فورت ويرث في دالاس، من تصميم طائرة صغيرة بمقعدين أو أربعة مقاعد يمكن في الوقت نفسه استخدامها على الطرق العادية كسيارة. والجدير بالذكر أن سيارة بجناحين يمكن فصلهما ومحركين منفصلين كانت ظهرت في الثلاثينات وحلقت في الجو فعلاً لكنها لم تحقق أي نجاح آنذاك نظراً لوزنها الثقيل. طائرة تسير على الطرقات أما العربة الجديدة فتعرف باسم "السيارة الجوية". وكان يطلق عليها حتى الشهر الحالي اسم "السيارة الفضائية". وهي في الواقع ليست سيارة تستطيع الطيران وإنما هي طائرة تستطيع السير على الطرق بسرعة 160 كلم في الساعة دون استخدام المروحة أو الأجنحة. وخلافاً للتصاميم السابقة فإن السيارة الجوية لا تحتاج الى إزالة جناحيها أو طيّهما حين تكون على الطريق لأن الجناحين قصيران، ولكنهما مثل جناحي طائرة ديلتا العسكرية ينسابان على طول محاذاة الهيكل. وطول السيارة ذات المحرك الواحد أقل من ثلاثة أمتار ما يعني أنه يمكن للسائق إيقافها في أي مكان عادي لوقوف السيارات. ومن الابتكارات المهمة في هذا الاختراع أن المحرك نفسه يمكن استخدامه إما لتشغيل المروحة في الطائرة أو المحركين الهيدروليكيين على كل واحد من العجلتين الرئيسيتين. وعقب التجارب الناجحة بدأت الشركة في صنع نموذج بمقعدين ومحرك واحد قوته 180 حصاناً. ومن المتوقع أن تكون السرعة الاعتيادية لهذا النموذج 320 كلم في الساعة ولكنها لن تزيد في أي حال على 345 كلم في الساعة. أما النموذج اللاحق من هذه السيارة الجوية فسيكون بأربعة مقاعد بمحرك كمحركات سيارات السباق بقوة 475 حصاناً أو بمحركين منفصلين بالقوة نفسها. ومن المتوقع ان تصل السرعة القصوى لهذا النموذج الى 500 كلم في الساعة. أما السرعة في الجو للنموذجين فهي تتراوح ما بين ألف وألفي كيلومتر. وتتوقع الشركة للنموذج الأصغر الاقلاع في الجو بعد قطع مسافة 300 متر وأن يصبح على ارتفاع 15 متراً خلال 375 متراً. وقد أجرت الشركة تجارب على نموذج مصغر في النفق الهوائي لجامعة الدراسات الزراعية والميكانيكية في تكساس. أما المقصورة فتشتمل على لوحة للمفاتيح الجوية والأرضية معاً بما في ذلك صمامات يدوية للمروحة ودواسة يمكن الضغط عليها بالقدم لزيادة السرعة على الطريق، وموجّه للقيادة الجوية وفرامل للقيادة الأرضية وما الى ذلك من الأجهزة الأخرى كجهاز "تعشيق" المروحة أو وقف تشغيلها. رئيس الشركة يتحدث ويقول رئيس شركة سكاي تكنولوجي وكبير مهندسيها كينيث ويرنيك ل "الوسط" انه بدأ في اجراء التجارب على فكرة "الطائرة الأرضية" منذ عام 1965. وكان سبق له أن عمل مهندساً في شركة "بيل" لصناعة الطائرات العمودية هليكوبتر كما كان المهندس المسؤول عن طائرة أوسبري في - 22 وهي النسخة الأميركية المنافسة لطائرة هاريير البريطانية. ولدى ويرنيك عقود من الخبرة في هذا الميدان لأن هوايته منذ أن كان طفلاً هي بناء "لعب الطائرات" التي يمكن تشغيلها باللاسلكي. وهو يقول انه يمكن تسويق نموذج المقعدين من السيارة الجوية بسعر يقل عن سعر "سيسنا 152" وهي أشهر طائرات المقعدين الأميركية، وتسويق نموذج الأربعة مقاعد بسعر لا يزيد كثيراً على ذلك - حوالي ربع مليون دولار - وهو يرى أن ادخال تعديلات على قوانين مسؤولية الشركات المنتجة عن منتجاتها بشكل يؤدي الى خفض تكاليف التأمين سيساعد على بيع نموذج المقاعد الأربعة بحوالي مائة ألف دولار. ويتوقع أن تكون هذه السيارة الجوية مفيدة بشكل خاص بالنسبة الى قوات الشرطة ورجال الأعمال. كما أنه يتوقع أن يصل حجم مبيعاتها الى حوالي مئة مليون دولار في العام. إذاً كم تكلف عملية البدء في انتاج هذه السيارة الجوية على نطاق تجاري؟ يقول ويرنيك انه يمكن انتاج نموذج المقعدين لاثبات تطبيق الفكرة ونجاحها بحوالي مليوني دولار. لكن انتاج نموذج الأربعة مقاعد لعرضه في السوق يكلف ما بين خمسين ومئة مليون دولار. وهل لديه أي جهة على استعداد لتقديم المال؟ يجيب ويرنيك: "إذا كان هناك أحد لديه اهتمام.. فليتفضل على الرحب والسعة!".