باريس - أ ف ب - بعد 15 او 20 عاما ستحل الاجنحة الطائرة محل الطائرات في شكلها الكلاسيكي ومن الممكن ان نشهد ذات يوم في السماء آلات نصفها طائرة ونصفها الآخر صاروخ. وليس من المتوقع ان يرى الركاب اي تغيير بارز، لا سيما ان الطائرات العاملة اليوم يمكنها ان تبقى قيد الاستخدام لسنوات عدة بعد العام الفين. ويرى الخبراء انه وبعد 30 عاما على اول رحلة لطائرة "كونكورد" في 1969 والذي بدا وكأنه يعلن بداية دخول الطائرات الاسرع من الصوت الى قطاع النقل المدني لا شيء يسمح اليوم بتوقع انتاج نماذج جديدة مستوحاة من هذه الطائرة الفرنسية - البريطانية، لا سيما ان استخدام "كونكورد" مدنيا لم يتحقق على النطاق الواسع المنشود للكلفة المرتفعة المرتبطة به. وتعمل الشركات الكبرى لصناعة الطيران بالتأكيد على مشاريع من هذا النوع. وفي هذا المجال يدرس الاوروبيون، ومن بينهم "ايروسباسيال" الفرنسية، في اطار "البرنامج الاوروبي للابحاث حول الطائرات الاسرع من الصوت" امكان صنع طائرة عرضها 42 متراً وطولها 90 متراً قادرة على القيام برحلة عشرة آلاف كيلومتر وتحلق بسرعة هائلة وان تنقل 250 شخصاً. لا يستطيع أحد ان يؤكد ان هذه الطائرة سترى النور، لا سيما ان اعمال تطوير مشروع سابق ل"ايرباص" لصنع طائرة مع حلول العام 2005 اكبر من طائرة "بوينغ 747 - 400"، الاكبر في العالم اليوم، تأخرت بسبب التشكيك في مردوديته. وعلى المستوى التكنولوجي ينتظر ان يكون اي نموذج جديد من الطائرة الاسرع من الصوت نسخة اكبر واكثر تطورا من "كونكورد" ولا يمكن انتظار حصول تقدم كبير في هذا المجال قبل العام 2030 مع ولادة طائرات تتجاوز سرعتها خمسة آلاف كيلومتر في الساعة. وقال جان كلود بيلون مهندس المشروع التمهيدي في شركة "ايروسباسيال" الفرنسية انه ما زال يتعين "تجاوز العديد من الحواجز الفنية ان على صعيد المواد التي يمكنها ان تتحمل حرارة تتجاوز ال500 درجة مئوية او على صعيد المحركات. وينبغي لهذا النوع من الطائرات استخدام محركات "توربو" تعتمد تكنولوجيا مستقاة من تكنولوجيا الصواريخ". ومن الممكن ان يلي ذلك خطوات اخرى منها استخدام اجهزة القذف الموجهة التي تجهز بها حاليا الصواريخ ثم اللجوء الى تكنولوجيا مستوحاة من الطبيعة: فعلى غرار العصافير التي تغير تقوس اجنحتها ومساحتها طبقا لاحتياجاتها للطيران او للانقضاض على فريسة فإن طائرات المستقبل يفترض ان تصبح قادرة على تعديل اجنحتها طبقا لظروف رحلتها. اما المرحلة المقبلة المنتظرة فهي صنع طائرات مجهزة بانظمة دفع قادرة على العمل داخل طبقات الهواء وفوقها ويمكنها خارج الجو ان تبلغ سرعة فضائية 28 الف كيلومتر في الساعة. وتنطلق هذه الطائرات من مطار عادي مدفوعة بمحركات. وخلالالرحلة يحل محرك صاروخي محل المحرك العادي ليصعد بها فوق الطبقات الجوية قبل ان تهبط مجددا الى مكان يقع في الطرف الآخر من الكرة الارضية.