ينوي الرئيس بيل كلينتون ان يكشف، خلال الشهر الجاري، مبادرة اميركية جديدة تهدف الى حظر نشر اسلحة الدمار الشامل في العالم. وقد تبلغت اكثر من دولة مضمون هذه المبادرة. وترتكز المبادرة الاميركية الى المواقف التي اتخذها الرئيس السابق جورج بوش لتعزيز الوسائل المتبعة على مراقبة التسلح في العالم، وتكريس اهتمام اكثر للمناطق التي تتسارع فيها خطط تطوير وانتاج وامتلاك اسلحة نووية، وهي الشرق الاوسط والخليج العربي وجنوب آسيا الهند وباكستان وكوريا الشمالية. وسيدعو كلينتون في مبادرته الى التوقيع على معاهدة دولية تنص على حظر اجراء تجارب نووية، تطبيقاً للتعهدات التي قطعها على نفسه خلال حملته الانتخابية، اذ كان اعلن في 3 تموز يوليو الماضي ان الولاياتالمتحدة ستتوقف عن اجراء اية تجارب نووية بعد ايلول سبتمبر 1994، في حال توقفت الدول النووية الاخرى عن اجراء مثل هذه التجارب. وكانت ادارة الرئيس بوش رفضت وقف اجراء التجارب النووية، ولم تتراجع عن موقفها الا في اشهرها الاخيرة، بعد ضغوط مجلس النواب. وفي ما يخص الشرق الاوسط ستطالب مبادرة كلينتون بمنع ايران من انتاج اسلحة دمار شامل، ومواصلة الرقابة الدولية على العراق، واتخاذ وسائل كفيلة بمنعه من تطوير وانتاج اسلحة دمار شامل في المستقبل. وتشيد المبادرة بالمفاوضات المتعددة الاطراف للرقابة على التسلح والامن الاقليمي في الشرق الاوسط، وتعتبرها وسيلة للتوصل الى اتفاقات اقليمية للرقابة على التسلح، متفرعة عن الاتفاقات الشاملة التي سيتم التوصل اليها بين اسرائيل وجاراتها العربية. وستصادق مبادرة كلينتون على المبادرة التي اصدرها الرئيس السابق بوش والقاضية بوقف انتاج مادتي البلوتونيوم والاورانيوم المشبعتين اللتين تستخدمان في انتاج اسلحة نووية. كما سيعرب عن استعداده للسماح للجان دولية بمراقبة المفاعلات النووية الاميركية، وتأييده الولاياتالمتحدة تمديد فترة "معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية" الى اجل غير مسمى، وذلك عندما يحين موعد تجديدها عام 1995. وقد ابدى مسؤولون في الحكومة الاسرائيلية ارتياحهم لبنود مبادرة كلينتون نظراً الى انها تتجاهل ذكر اسرائيل على رغم امتناعها عن التوقيع على معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية. فضلاً عن قيام الادارة الاميركية بالتشاور مع السفير الاسرائيلي في واشنطن ايتمار رابينوفيتش في شأن بنود المبادرة قبل اطلاع دول اخرى على مضمونها، خلافاً للادارة الاميركية السابقة التي امتنعت عن التشاور مع اسرائيل قبل اصدار مبادرتها الخاصة بوقف سباق التسلح في الشرق الاوسط في ايار مايو 1991. وتتوقع الاوساط الرسمية الاسرائيلية ان لا يوجه كلينتون اية مطالب مباشرة الى اسرائيل، وترى ان الطلب الخاص بتمديد فترة معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية الى اجل غير مسمى ليس موجهاً بالتحديد الى اسرائيل، على رغم انها لا تزال ترفض التوقيع على المعاهدة. ولكن هذه الاوساط كشفت في الوقت نفسه ان مساعد وزير الخارجية الاميركي روبرت غالوتشي ذكر خلال اجتماعات عقدها مع مسؤولين اسرائيليين انه يتوجب على اسرائيل التوقيع على هذه المعاهدة.