سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إسرائيل تتهم مصر بقيادة حملة دولية لإدانتها... والقاهرة متمسكة بموقفها . أولبرايت تنتقد سورية وتدافع عن إسرائيل "نووياً": التزامها معاهدة منع الانتشار يأتي مع السلام الشامل
انتقدت وزيرة الخارجية الأميركية، مادلين أولبرايت، سورية في معرض ردها على أسئلة "الحياة" في أعقاب مخاطبة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقالت: "ما وجدناه بالنسبة للسوريين أنه كلما توضحت مواقفهم لا تضيق الفجوات". وشددت أولبرايت على أهمية المسار الفلسطيني - الإسرائيلي من المفاوضات، مؤكدة اعتزامها زيارة المنطقة بعد أن يزورها منسق عملية السلام السفير دنيس روس الأسبوع المقبل. وقالت إن الأسابيع الستة المقبلة ستشهد عملاً "مكثفاً" على المسار الفلسطيني. وربطت أولبرايت بين آفاق التحاق إسرائيل باتفاق منع انتشار الأسلحة النووية وبين آفاق عملية السلام الشامل في المنطقة في تبريرها معارضة الولاياتالمتحدة لضغوط على إسرائيل في هذا المنعطف واثناء مؤتمر مراجعة المعاهدة الذي بدأ في الجمعية العامة أول من أمس الاثنين. وسألت "الحياة" أولبرايت عن مبررات معارضة أميركا التحاق إسرائيل بمعاهدة تدعو إلى التزام عالمي بها، فقالت: "في اعتقادنا ان المهم هو عملية سلام شاملة، وأثناء الأسابيع الستة المقبلة سنقوم بعمل مكثف جداً على المسار الفلسطيني". وتابعت ان لقاءات الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك في واشنطن "أظهرت انهما يريدان احراز التقدم إلى الأمام. والسفير دنيس روس سيتوجه إلى المنطقة. وأنا أيضاً سأذهب إلى المنطقة لاحقاً لتقويم مدى الاستعداد لقمة. ونحن سنكثف جهودنا". وأضافت، إشارة إلى مطالبة إسرائيل بالالتحاق بمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية: "المسألة هي ان هذا يجب أن يحصل في الإطار الشامل" للعملية السلمية. وأوضحت أولبرايت ان "القمة" المرجوة التي تحدثت عنها والتي ستقوّم امكانات عقدها هي "لقاء فلسطيني - إسرائيلي مع الرئيس كلينتون"، وليست "قمة تشمل سورية". ولدى سؤالها عن سورية، اكتفت أولبرايت بالقول: "ما وجدناه بالنسبة للسوريين انه كلما توضحت مواقفهم لا تضيق الفجوات" بينهم وبين الإسرائيليين. وأثناء مخاطبتها الجمعية العامة، قالت أولبرايت: "إن الولاياتالمتحدة مستمرة في العمل من أجل التزام عالمي بمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية في جنوب آسيا وما وراءها". وأضافت: "ان القرار الذي تبنته الجمعية العامة عام 1995 اعترف بأن عملية سلام أوسع هي التي تحسن احتمالات وامكانات قيام منطقة خالية من كل أسلحة الدمار الشامل". انتقاد إسرائيل ولم يأت انتقاد إسرائيل من الأطراف العربية فحسب، وإنما جاء أيضاً في خطابات عدة أمام مؤتمر مراجعة المعاهدة الذي يرأسه السفير الجزائري عبدالله البعلي. فسفير البرتغال الذي تحدث باسم الاتحاد الاوروبي انطونيو مونتييرو، دعم اقامة منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الاوسط وقال "اليوم، ومن هذا المنبر، نجدد دعوتنا للدولة الوحيدة في المنطقة التي لم تلتحق بمعاهدة منع انتشار الاسلحة النووية بأن تفعل ذلك وان تضع منشآتها النووية تحت الرقابة الكاملة". وتحدثت وزيرة خارجية المكسيك روزاريو غرين، نيابة عن البرازيل ومصر وايرلندا ونيوزيلندا وجنوب افريقيا والسويد، وشددت على مركزية قيام منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط وضرورة التحاق جميع دول المنطقة بالمعاهدة بلا استثناء. وفيما تجنب عدد من رؤساء الوفود الى المؤتمر ذكر اسم اسرائيل عند الدعوة الى التزام جميع الدول المعاهدة بلا استثناء، ذكرت اسرائيل بالاسم في عدد من الخطابات، كما في الوثيقة التي اعدتها الامانة العامة للامم المتحدة. وكانت المجموعة العربية برئاسة مندوب دولة الامارات السفير محمد سمحان، الشهر الماضي، توجهت الى الامين العام للفت الانتباه الى عدم ذكر اسرائيل بالاسم في الوثيقة، فوقع الاستدراك والتصحيح. وقال رئيس مؤتمر مراجعة المعاهدة السفير عبدالله البعلي، الى "الحياة" ان هناك "الحاحاً ليس فقط من الدول العربية وعديد من الدول في حركة عدم الانحياز، وانما ايضاً من دول اوروبية، تطالب بانضمام اسرائيل الى المعاهدة ووضع المنشآت والمرافق النووية تحت ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية". واعتبر ان ذلك "طبيعي، اذ يوجد قرار لعام 1995 يطلب من جميع الدول التي لم تنضم الى المعاهدة ان تفعل ذلك". واشار الى ان ثلاث دول عربية انضمت منذ 1995 الى المعاهدة، هي عمان ودولة الامارات العربية والاردن، وان اسرائيل وحدها في منطقة الشرق الاوسط التي لم تنضم للمعاهدة. وأكد البعلي ان "الدول العربية ستلح على ان تسمى اسرائيل بالاسم في الوثيقة النهائية، وان يطلب منها بشكل واضح الانضمام الى المعاهدة، مما سيكون لأول مرة تسمى بالاسم، اذا حصل ذلك. ولكن هل سيحصل؟ هذا امر آخر. فالامر سيناقش اثناء المؤتمر". وحملت اسرائيل على مصر بسبب الدور الذي تقوم به مع الدول العربية في تسمية اسرائيل كدولة نووية واعتبر نائب وزير الدفاع الاسرائيلي، افرايم سنيه، ذلك "محاولة" مصرية "لتدمير" السياسة الاسرائيلية النووية القائمة على رفض تأكيد او نفي امتلاكها السلاح النووي. وفي القاهرة، اكدت مصادر سياسية ل"الحياة" إن مصر متمسكة بموقفها الداعي الى ضرورة انضمام اسرائيل لمعاهدة منع الانتشار النووي وان الموقف المصري "التقليدي" المعلن منذ العام 1991 تحت اسم "مبادرة مبارك" هو ضرورة إخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل. واوضحت المصادر ان القاهرة لا تخجل من قيادة حملة دولية في جميع المناسبات لتأكيد مبادرتها ومن بينها اجتماعات نيويورك الحالية مؤتمر الاممالمتحدة لمراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي مشيرة الى عضوية مصر في مجموعة دول "الاجندة الجديدة" التي تكونت قبل عامين لإلزام القوى النووية الخمس الكبرى في العالم بالعمل الجاد والفوري على إزالة ترسانتها النووية والدخول في مفاوضات فيما بينها لنزع السلاح النووي. اكدت المصادر أن القاهرة تلح في طلب انضمام اسرائيل الى الاتفاقية التي وُقعت عام 1995.