جددت الحكومة الليبية تبعاً لما ذكره محاميان لهما صلة بملف لوكربي، عرضها لارسال المواطنين الليبيين، عبدالباسط المقراحي والامين خليفة فحيمة المتهمين بتفجير طائرة "بان اميركان" في الحادي والعشرين من كانون الاول ديسمبر 1988 فوق بلدة لوكربي في سكوتلندا الى مالطا لكي يحاكما هناك. وقال بلاتو كاشيرس الذي سبق له ان عمل مستشاراً قانونياً للحكومة الليبية، ان العرض نقل الى منظمة عائلات لوكربي لكي تتخلى عن اصرارها على محاكمة الرجلين في الولاياتالمتحدة او سكوتلندا. وكان مجلس الامن اصدر في الايام الاخيرة من الادارة الاميركية السابقة قراراً يقضي بوجوب اجراء المحاكمة في احد البلدين فقط. ومالطا، وهي البلد الذي قيل ان مؤامرة نسف الطائرة حيكت فيها، عضو في الكومنولث البريطاني ولها نظام قضائي مشابه لذلك المعمول به في انكلترا وسكوتلندا. كذلك اكد لي كرايندلر الذي يمثل عائلات لوكربي ان العرض الليبي وصل في الثاني عشر من تموز يوليو لكن المجموعة التي يمثلها رفضته على رغم ان ليبيا عرضت ايضاً تقديم "مئات الملايين من الدولارات" تعويضات لتلك العائلات اذا دين الليبيان او احدهما بالتهمة. ويذكر ان مجموعة كرايندلر ومجموعتين اخريين في الولاياتالمتحدة وبريطانيا رفعت دعوى على الشركة المؤمنة على "بان اميركان" للمطالبة بالتعويض بحجة اهمال الشركة في اجراءاتها الامنية. لكن الافراد لا يستطيعون رفع دعاوى على دول اجنبية مستقلة مثل ليبيا. وتقول طرابلس انها ستدفع التعويضات اذا دين الليبيان في اي محاكمة لهما في مالطا، من مبلغ البليون دولار من الارصدة الليبية التي جمدتها الولاياتالمتحدة عام 1986 كجزء من العقوبات التي فرضتها بحجة ان الجماهيرية تؤيد الارهاب الدولي. ولو قبلت العائلات هذا العرض لعملت من اجل رفع هذا الحظر عن ليبيا. الا ان العرض الليبي ادى الى حدوث انقسام في صفوف عائلات ضحايا لوكربي. فالمجموعة التي يمثلها كرايندلر وهو محام يهودي يمثل قسماً من عائلات الضحايا وفي مقدمهم اليهوديات ستيفاني بيرنشتاين وسوزان كوهن وروزماري وولف، مصممة على ما يبدو على "معاقبة ليبيا" لانها دولة عربية اسلامية. لكن مصادر في وزارة الخارجية الاميركية تقول ان المجموعات الاخرى ووزارة الخارجية نفسها تفضل تسوية المشكلة ديبلوماسياً وربما تبعاً لاصول العرض الليبي. اذ رجح مصدر في الخارجية الاميركية ان تفضل المجموعات التي لا يمثلها كرايندلر اجراء المحاكمة في مالطا والتعويض من الحكومة الليبية.