استؤنفت في جنيف مفاوضات السلام بين الأطراف المتحاربة في البوسنة - الهرسك، وسط جدل متزايد حول رفع الحصار الصربي عن ساراييفو. وكانت المفاوضات علّقت في أول آب اغسطس الجاري بعدما قاطعها الرئيس البوسني المسلم علي عزت بيكوفيتش مشترطاً لاستئنافها انسحاب قوات الصرب من جبليّ ايغمان وبيلاشنيتسا الاستراتيجيين المطلّين على ساراييفو. وأكدت قوة الحماية الدولية ان الصرب اكملوا انسحابهم من الجبلين في اعقاب تهديدات من واشنطن وحلف الاطلسي بشن غارات جوية على مواقعهم. لكن نائب الرئيس البوسني ايوب غانيتش اتهم الصرب بتشديد الحصار على ساراييفو ونشر تعزيزات عسكرية جديدة في مناطق اخرى حول المدينة. وكان زعيم صرب البوسنة رادوفان كاراجيتش اعلن ان ساراييفو "لم تعد تخضع للحصار"، وأن قوافل الاغاثة الانسانية ستدخل المدينة من دون عقبات. وعشية استئناف مفاوضات جنيف، اعلن بيكوفيتش قبوله "موقتاً" خطة تقسيم البوسنة الى ثلاث دويلات على أساس عرقي، معتبراً انها "الخيار الوحيد لوقف الحرب المدمّرة" التي يهدد استمرارها بخطر "اكتساح تيارات فاشية البوسنة - الهرسك". وقال ان المجتمع الدولي "ليس مستعداً لتدخل عسكري"، وحذر من المبالغة في تقويم تأثير التهديد بتوجيه ضربات جوية الى مواقع الصرب. ويتوقع ان تتناول المفاوضات تحديد المساحة والحدود للجمهوريات القومية الثلاث المسلمة والكرواتية والصربية التي سيتألف منها الاتحاد الكونفيديرالي المقترح. وأعدت هيئة الرئاسة البوسنية خطة تتضمن خريطة تمنح المسلمين ما لا يقل عن 40 في المئة من اراضي البلاد، وتركز على إزالة آثار سياسة "التطهير العرقي". وقال بيكوفيتش: "في حال أنشئت دولتان صربية وكرواتية فان الجمهورية البوسنية الاسلامية ستبقى نواة يمكن ان تتشكل حولها مجدداً البوسنة - الهرسك". وعرضت ايطاليا استقبال 450 جريحاً بوسنياً في مستشفياتها، وذلك اثر إجلاء 39 مريضاً وجريحاً في حال خطرة من ساراييفو الى لندن وستوكهولم، وسط جدل على قائمة اعدتها الاممالمتحدة لاجلاء 41 شخصاً بينهم اربعة اطفال فقط.