بعد "مؤتمر الارض" الذي انعقد في البرازيل في اواخر العام الماضي، تفتحت الاعين اكثر على ضرورة حماية البيئة. وما كان علماء الطبيعة ينادون به وبالكاد يسمع، اصبح يدخل في سياسات الدول ومناهج الحكم فيها. منذ البداية، استحوذت على الخبراء هموم ايجاد طاقة بديلة من البترول، الذي ينفث من عوادم السيارات سمومه. جربوا الكحول ونجحوا... ثم بعيد ذلك اختبروا الغاز. وتوصلوا الى استنباط الطاقة من الشمس... الا انهم وجدوا ان استنباط الطاقة من تلك العناصر البديلة، عالي الكلفة مقارنة بالبترول، فبدأوا البحث من جديد عن البديل. خلال التجارب، التي كلفت ملايين الدولارات، اجمع المشتغلون بالبحث عن الطاقة البديلة، ان الكهرباء هي الحل الارجح. فصرف المصممون كل عنايتهم على مدى السنوات العشر الاخيرة لانتاج وتجريب السيارات التي تسير بفعل شحنات الكهرباء. الدانماركيون سبقوا الجميع. انزلوا الى الاسواق سيارة "إل. جيت3"، تسير على الكهرباء ثمنها حوالي عشرة آلاف جنيه استرليني تتسع لشخصين. طاقة تجوالها في الشحنة الواحدة 90 كيلومتراً، وسرعتها القصوى حوالي 70 كيلومتراً في الساعة. وشحن البطارية في سيارة "إل. جيت3" يستغرق اربع ساعات. من الانموذج الدانماركي تبين ان السيارة الكهربائية تصلح للمدن المكتظة وحدها. حيث يقتصر السير بها على بضعة كيلومترات في اليوم. وساعات التوقف الطويلة كافية لاعادة ارواء عطش البطارية للكهرباء. رينو والمرحلة المقبلة بعدما أيقن صنّاع السيارات ان السيارة الكهربائية اصبحت "حقيقة" تسير على دواليب اربعة... بدأوا يخصصون الموازنات الطائلة لتطوير اداء المحرك العامل على شحنات البطارية لزيادة سرعة دورانه وطاقته على الدفع. وبينما اعلن البريطانيون عن توصلهم الى تطوير محرك كهربائي، يستطيع ان يولد سرعة تبلغ 120 كيلومتراً في الساعة، وان السيارة التي تتسع لستة اشخاص ستصبح جاهزة عام 1994، كشفت "رينو" الحجاب عن ابتكارها الجديد "رينو إلكترو كامبوس"، وهي اول سيارة رياضية ذات مقعد واحد تسير بدفع الكهرباء ولا جميل البترول. و"رينو إلكترو كامبوس" هي طراز مطور عن طراز "رينو إلف كامبوس"، ادخلت عليه مبتكرات تقنية جديدة، جعلت النفاث خالياً من السموم الضارة بالبيئة. سرعتها تصلا لى 105 كيلومترات في الساعة وقدرتها على الثبات على الطرقات جيدة. حتى الآن الدلائل تشير الى نجاح التجربة، الا ان "رينو" التي اعلنت عن سيارتها الكهربائية الجديدة قبل غران بري موناكو للفورمولا واحد، تقرّ وتعترف بأنه قد يمضي وقت طويل، قبل ان تخوض سيارة كهربائية رياضية، سباقاً للسرعة. فما زال البترول سيد الاحكام.