يحفل الفصل الحالي بالمواسم والمهرجانات الثقافية والفنية في العالم العربي من جرش الى أصيلة المغربية التي ما زالت بعض علامات الاستفهام مطروحة حول برمجتها هذا العام. لكن تونس تحتل موقعاً خاصاً من هذا "الصخب الثقافي"، نظراً لتعدد التظاهرات فيها، وتنوعها، وتوزعها على أكثر من مدينة. وفي انتظار "مهرجان الحمّامات" في الشهر المقبل، يفتتح "مهرجان قرطاج" الموسم يوم 14 تموز يوليو، آذناً باشتعال الصيف التونسي بالامسيات والاحتفالات والعروض. شاءت ادارة "قرطاج" أن تفسح، في موسمها التاسع والعشرين، مكاناً واسعاً للباليه والرقص، فاصطدمت بعوائق مادية اضطرتها الى الاكتفاء باستعراض اللبناني وليد عوني مع "أوبرا القاهرة" وهو بعنوان "سقوط إيكاروس"، اضافة طبعاً الى حدث الافتتاح وهو عرض راقص من انتاج "الباليه الوطني التونسي" الذي تربح مديرته نوال اسكندراني هنا رهاناً جديداً. الاستعراض يحمل عنوان "تباينات"، ويجمع أعمال أربعة مصممي رقص: الاول كوبي ريكاردو نونياز، الثاني جزائري سبق أن تألق نجمه في تونس وبيروت رازا حمّادي، والثالث جامايكي من الولاياتالمتحدة دايفيد براون، أما الرابع فتونسي برز نجمه في السنوات الاخيرة عماد جمعه. وكانت ادارة المهرجان تطمح الى تنظيم تكريم استثنائي لفيروز، فأصيبت بخيبة أمل عندما اكتشفت أن ممثلي المطربة اللبنانية يضعون شروطاً مادية تعجيزية غير عابئين بالهم الثقافي، حسب أوساط مدير "قرطاج" حسن بوزريبة. للموسيقى والاغنية، مع ذلك، حصة الاسد من البرنامج: من الجاز فرق من فرنسا وهولندا... الى الطرب العربي الاصيل، من الفانك والروك الى الفلامنكو، ومن الاغنية السنغالية الى الاوبرا الايطالية. الموسيقي التونسي أسامة فرحات يقدم تجربته المازجة بين الموسيقى الشرقية والجاز ويؤدي قصائد لاحمد فؤاد نجم والصغير أولاد أحمد. من القدسالمحتلة تحضر كاميليا جبران وفرقة "صابرين". اللبنانية باسكال صقر تغني الحب من كلمات جورج جرداق وألحان وجدي شعيا "أنا شرقية". ويحضر شيوخ الطرب الاصيل من حلب أديب الدايخ، حسن حفار، عمر ومحد صابوني، مصطفى ماهر.... ويحيي لطفي بوشناق ذكرى المغني الاموي معبد. وفي البرنامج أيضاً سهرة التراث المغاربي الفرقة الرشيدية، حميدو، الصويري، ومغناة بعنوان "لمسة" تجمع باسم السلام 200 عازف ومغن من العالم أجمع... جمهور المهرجان هو أيضاً على موعد مع مسرحيات ثلاث: "قرطاج" تأليف المدني، إخراج محمد كوكه، "رحلة مع أشعار رامبو" مسرح الصمت من التشيلي، وأخيراً مسرحية "فاميليا" آخر أعمال الفاضل الجعايبي.