أبدى عدد من رؤساء وفود الدول الاعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبيك" تفاؤلهم بأن الاتفاق الذي توصلوا اليه في فيينا، بعد اربعة ايام من المفاوضات الصعبة، سيؤدي الى تعزيز أسعار النفط في الاسواق الدولية. ويقضي هذا الاتفاق بخفض سقف الانتاج الاجمالي بواقع مليون برميل عن مستوى السقف المقرر في تشرين الثاني نوفمبر الماضي يومياً بحيث اصبح السقف الجديد للانتاج هو 23.581 مليون برميل يومياً، ابتداء من الاول من آذار مارس 1993. وضغطت اوبيك على الكويت التي كانت ترفض في البداية خفض انتاجها كسائر الدول الاخرى على اساس الحصة التي حددت لها في تشرين الثاني نوفمبر الماضي وهي 1.5 مليون برميل في اليوم الواحد. وكانت تريد ان يرتكز الخفض على المستوى الحالي لانتاجها اي حوالي مليوني برميل في اليوم الواحد. وأعلن البيان الختامي انه نظراً الى وضع الكويت والتضحيات التي قدمتها بقبول المستوى الانتاجي الذي اعطي لها وافقت "اوبيك" على ان تحصل الكويت في اول تموز يوليو 1993 على حصة انتاجية لها متساوية مع حصة دول اخرى في المنظمة لها القدرة الانتاجية نفسها والحصة التاريخية نفسها. وقد اوضح الوزير الكويتي علي البغلي في مؤتمر صحافي انه يطالب بمساواة مع الامارات العربية التي لها حصة 2.161 مليون برميل في اليوم. وقال ان الكويت قبلت بهذه التضحية بخفض انتاجها موقتاً بحوالي 400 الف برميل في اليوم، "في سبيل الاتفاق ومن أجل وحدة صف المنظمة" لأنه يرى ان تخفيض 400 الف برميل تشكل خسارة مالية للكويت لا يعوضها ارتفاع الاسعار دولارين او ثلاثة دولارات نتيجة التوصل الى اتفاق. وقد كلفت لجنة مؤلفة من وزير النفط القطري عبدالله بن حمد العطية ووزير النفط الليبي عبدالله سالم البدري وامين عام المنظمة الدكتور سوبروتو مهمة مراقبة انتاج دول المنظمة والتزامها حصصها الانتاجية الجديدة بالاتصال الدائم مع الدول الاعضاء. وأوضح الوزير القطري مهمة اللجنة بالقول انها "لجنة لمراقبة الانتاج، وهي تتولى مهمة المراقبة للربع الثاني ابتداء من اول آذار وحتى نهاية حزيران يونيو المقبل بدلاً من شركة المراقبة التي كانت تتولى المهمة من قبل. واضاف انه في حال تجاوز اي دولة حصتها الانتاجية يحق للجنة ان ترفع تقريرها الى مجلس وزراء "اوبيك" وان تطلب عقد اجتماع طارئ او ان تتشاور مع رئيس المنظمة الوزير الفنزويلي اليريوبارا. ورأى وزير النفط الايراني غلام رضا اغازاده انه "اذا احترمت الدول الاعضاء حصص الانتاج المخصصة لها فسيتم تعزيز الاسعار بشكل كبير". ورأى محلل في شركة اوروبية "ان الاتفاق ايجابي". يشار الى ان حصة السعودية ستنتقل من 8.4 مليون برميل في اليوم الواحد الى 8 مليون، في حين ان حصة ايران ستصبح 3.34 ملايين برميل في اليوم الواحد مقابل 3.49 مليون في السابق. واوضح سوبروتو ان اتفاق فيينا سيؤدي، عملياً، الى سحب 1.4 مليون برميل في اليوم من الاسواق. واعلنت الجزائر التي دعمت الاتفاق انها تعتبر ان حصتها التي حددت في تشرين الثاني نوفمبر 0.76 مليون برميل في اليوم الواحد هي نقطة انطلاق في تحديد اي حصة جديدة. ورفض العراق من جهته القبول بالاتفاق واعلن اعتماده الحصص التي حددت قبيل حرب الخليج. وقد تم خفض الانتاج العراقي بما بين 100 الف و400 الف برميل في اليوم الواحد في الاتفاق حول توزيع الخفض على الدول الاعضاء. وقال سوبروتو ان ذلك "لن يؤثر على الاسواق أبداً" لان الصادرات العراقية لا تزال خاضعة لحظر تفرضه الاممالمتحدة.