يعمل وزراء النفط لدول منظمة "أوبك" اليوم الخميس في فيينا على خفض انتاجهم 1.5 مليون برميل في اليوم، وفقاً لما اكده وزير النفط السعودي علي النعيمي ل"الحياة"، والذي أوضح ايضاً ان المنظمة سترفع سقف الانتاج الرسمي بما يراوح بين مليون و1.5 مليون برميل في اليوم. وتجدر الاشارة الى ان سقف الانتاج الرسمي للدول العشر في المنظمة، من دون العراق الذي هو خارج الاتفاق، حدد منذ كانون الثاني يناير 2002 ب21.7 مليون برميل في اليوم. لكن هذه الدول تتجاوز هذا السقف وتنتج حوالى 2.7 مليون برميل اضافي في اليوم. واوضح النعيمي ان اوضاع السوق حالياً متوازنة ومستوى الاسعار جيد، لكنه ابدى مخاوف بشأن الربع الثاني من السنة المقبلة حيث ينبغي تجنب حدوث فائض قد يخفض الاسعار، لذلك لا بد من خفض الانتاج، ورفع سقف الانتاج والالتزام بالحصص كما هي. ورأى ان احداث فنزويلا واحتمال الحرب على العراق والاضطرابات التي قد تحدث في بعض دول "اوبك" مثل نيجيريا، لن تؤدي الى نقص في الامدادات، لان المنظمة على استعداد دائم لتأمين الامدادات. واشار الى ان المنظمة حريصة على عدم وجود نقص مثلما هي حريصة على عدم حدوث فائض يخفض الاسعار. ووافق وزير النفط الكويتي الشيخ احمد فهد الصباح اثر وصوله الى فيينا نظيره السعودي في هذا الرأي. واوضح وزير النفط الجزائري السابق نور الدين آيت الحسين انها المرة الاولى التي تلجأ فيها المنظمة الى رفع انتاجها وخفضه في الوقت نفسه. وقال: "اذا رفع سقف الانتاج على اساس النسب وهو الاساس التقليدي، فإن بعض دول أوبك التي تطالب بزيادة حصصها الانتاجية لانها طوّرت الاحتياط لديها، مثل الجزائرونيجيريا، ستستمر في تجاوز مستوى الانتاج المحدد لها مما سيؤثر سلباً في الاسعار". وكان النعيمي أشار الى هذه المسألة بالقول ان من الافضل الآن للدول التي تطالب بحصة اكبر ألا تتطرّق الى هذا الموضوع، اذ لا أحد في المنظمة يقبل الآن بتغيير حصته لمصلحة دولة اخرى، ضمن سقف انتاجي محدود. واضاف ان كل الدول ستتأثر من جراء اسعار منخفضة اذا استمر تجاوز الانتاج. وينهي وزراء "أوبك" اعمالهم مساء اليوم، في غياب وزير النفط الفنزويلي رافاييل راميريز بسبب الوضع في بلاده. في حين ان وزير النفط العراقي عامر الرشيد وصل مساء امس الى فيينا بعدما كان غاب عن الاجتماعين السابقين للمنظمة. وتوقع بعض الخبراء في شؤون "أوبك" الذين يحضرون اجتماعاتها عادة، استمرار التجاوزات في الحصص الانتاجية. وقالوا ان رفع السقف الانتاجي اضافة الى التجاوزات المستمرة يمثل خطورة على مستوى الاسعار، علماً بأن السعر الحالي جيد نتيجة التوترات الدولية المتعلقة بالعراق والأزمة في فنزويلا.