حصلت "الوسط" على معلومات من مصادر سودانية معارضة، على اتصال بما يجري داخل القوات المسلحة السودانية، عن تنامي القوة العددية لميليشيات الدفاع الشعبي الموالية للجبهة القومية الاسلامية بزعامة الدكتور حسن الترابي. وقالت المصادر: "ان الجبهة احتفلت في 15 تشرين الثاني نوفمبر الماضي بمرور اربعة اعوام على انشاء قوات الدفاع الشعبي وجرت وقائع الاحتفال في مدينة الدمازين المتاخمة للحدود الاثيوبية حيث تم تخريج 45 الف متطوع حصلوا على دورات مكثفة تفاوتت مدتها بين 6 اشهر للضباط وثلاثة اشهر للجنود، وارتفع بذلك عدد قوات الدفاع الشعبي الى 90 الف مقاتل متطوع بينما عدد القوات النظامية لا يزيد على 80 الف ضابط وجندي". وكان لافتاً في الاحتفال الحاشد اعلان صلاح ابراهيم منسق الدفاع الشعبي في القطاع الاوسط ان خطة القطاع تشمل تدريب مليون مجند خلال 1993 - 1994. واكدت المصادر ان 20 الفاً من قوات الترابي شاركت في القتال الدائر في مناطق بحر العرب وجنوب كردفان والمناطق الاستوائية ضد قوات العقيد جون قرنق ضمن قوات "كتيبة الاهوال" وهي احدى الوحدات الملحقة ب "فرقة الفتح" التابعة للقوات المسلحة السودانية. وقالت المصادر ان قوات الترابي تلقت تدريباتها في 40 معسكراً مركزياً يدار من مقر "الجبهة" في الخرطوم، فضلاً عن عشرات المعسكرات غير المركزية في المدن والقرى، على ان الاكثر اثارة في هذا الصدد هو انشاء معسكرات لمتطوعات سودانيات، مثل معسكر "خور عمر" و"خولة" و"بنت الخطاب" و"اسماء بنت ابي بكر" و"نسيبة" وجميع هذه المعسكرات تقع في الخرطوم. وأشارت المصادر الى حال تذمر لدى قيادة القوات المسلحة ومخاوف من سيطرة قوات الترابي على الجيش والشرطة، خصوصاً بعد ان انشأ الترابي كتائب خاصة تحت اسم "قوات امن الثورة" تشرف على المعتقلات و"بيوت الاشباح".