عشية جولة وزير الخارجية الأميركي وارن كريستوفر على منطقة الشرق الأوسط لدفع عملية السلام، خصوصاً على المسارين السوري - الاسرائيلي واللبناني - الاسرائيلي، أكدت مصادر سورية ان أي استئناف لمحادثات السلام يجب أن يكون مسبوقاً بالتزام اسرائيلي "واضح بالانسحاب الشامل من الأراضي المحتلة"، ورفضت استخدام كلمة "التنازل" عن مرتفعات الجولان المحتلة باعتبار أن احتلال اسرائيل لها لا يعطيها "الحق في أن تتنازل أو لا تتنازل" عنها. وشددت المصادر على استعداد دمشق للتجاوب مع الأفكار التي سيطرحها كريستوفر، لكنها اشترطت أن تكون "منسجمة مع مبادئ وثوابت الموقف السوري" التي تطالب بانسحاب اسرائيلي كامل من الجولان وجددت تأكيد عدم استئناف المفاوضات "لأجل المفاوضات فقط". وبينما رفضت المصادر الخوض في مضمون الأفكار الأميركية لتحريك المسارين السوري واللبناني معتبرة انه "سابق لأوانه"، قالت ان تأكيد الالتزامات الأميركية لتحقيق سلام عادل وشامل، كما ورد في رسائل الرئيس بيل كلينتون الى الرئيس حافظ الأسد، "أمرٌ في غاية الأهمية"، وأشارت الى أن زيارة رئيس الحكومة الاسرائيلية اسحق رابين لواشنطن استهدفت أساساً "تجميد الجهود الأميركية في هذا المجال" وما قدمته من التزامات الى الجانب السوري خلال اتصالين هاتفيين بالرئيس الأسد حيث أكد التزام شمولية الحل "على جميع المسارات" بعد توقيع اتفاق "غزة - أريحا". وتأمل المصادر ألا يكون ما حصل عليه رابين في واشنطن يشجعه على "غير السلام"، في انتقاد ضمني لصفقة الأسلحة التي قدمتها الولاياتالمتحدة لاسرائيل بحجة تشجيعها للقيام بخطوات نحو السلام. وفي هذا الخصوص قالت مصادر اعلامية رسمية ان كريستوفر سيجد في تل أبيب "مفاوضاً اسرائيلياً أشد عناداً وأقل استجابة لفرص السلام مما كان عليه في السابق"، معتبرة ان ما نشرته بعض الصحف الاسرائيلية عن تقدم على المسار السوري هو "بالون اختبار" قبل جولة الوزير الأميركي.