معرض سيتي سكيب يشهد إطلاق مشاريع للمنطقة الشرقية ب8 مليار ريال    وزير الطاقة يرأس وفد المملكة في مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP29)    المملكة تجدد دعوتها لدول العالم الانضمام للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين    جمعية يبصرون للعيون بمكة المكرمة تطلق فعاليات اليوم العالمي للسكري    تعيين أيمن المديفر رئيسًا تنفيذيًا مكلفًا لشركة نيوم    المملكة الأولى عربيا في مؤشر الأداء الإحصائي 2023    إطلاق 80 كائنا فطريا مهددا بالانقراض    المملكة تواصل توزيع السلال الغذائية في شمال قطاع غزة    وزير الخارجية يصل الهند في زيارة رسمية    مجلس الوزراء: تطبيق لائحة الاتصالات الرسمية والمحافظة على الوثائق ومعلوماتها استرشادياً لمدة سنة    جمعية «عطاءات وارفة» لذوي الإعاقة البصرية وجمعية الأطفال ذوي الإعاقة يوقعان اتفاقية تطويرية    حرس الحدود في عسير ينقذ مواطنًا من الغرق أثناء ممارسة السباحة    نائب أمير مكة يرأس اجتماع لجنة الحج المركزية    الاخضر يرفع وتيرة الاعداد للقاء استراليا    إسرائيل تهدد 14 بلدة جنوب لبنان وفرنسا تستدعي سفير تل أبيب    محافظ الطائف يستقبل مدير الموارد البشرية في منطقة مكة    ربع مليون طالب وطالبة في تعليم الطائف يحتفون باليوم الدولي للتسامح    الدراسة المتقدمة للشارة الخشبية تواصل فعالياتها بمحافظة الأحساء    ترمب يتجه لاختيار «روبيو» وزيراً للخارجية    فريق التمريض بمستشفى د. سليمان فقيه يحصل على اعتماد (ماغنت) الأمريكي    نائب الرئيس الإيراني: العلاقات مع السعودية ضرورية ومهمة    وزير الداخلية يرعى غداً الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.. وتخريج 259 طالباً وطالبة    أمير الجوف يرأس اجتماع اللجنة العليا لدعم ومساندة تنفيذ المشروعات بالمنطقة للربع الثالث 2024    التوقيع على وثيقة الآلية الثلاثية لدعم فلسطين بين منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي    استقرار أسعار النفط في التعاملات المبكرة    سماء غائمة يتخللها سحب ممطرة على جازان وعسير والباحة ومكة    استشارية: "السكري في العائله" يزيد خطر إصابة الأطفال    هدف "العمار" يفوز بجائزة الهدف الأجمل في الجولة العاشرة بدوري روشن    الرباعي والمالكي يحتفلان بزواج آلاء ومحمد    1.1 مليار ريال إجمالي دخل تطبيقات نقل الركاب    الأولمبياد الخاص السعودي يشارك في الاجتماع السنوي للبرامج الصحية الإقليمية في الرباط    نيمار: المملكة تملك المقومات لإنجاح تنظيم كأس العالم    ولي عهد الكويت يدعو لتكاتف المجتمع الدولي لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية    رونالدو لا يستطيع تحقيق البطولات لوحده    تحديد موعد اجتماع مشروع توثيق تاريخ كرة القدم    المملكة تستضيف المؤتمر الإقليمي لشبكة الروابط العائلية للشرق الأدنى والأوسط    الرئيس السوري: تحويل المبادئ حول الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين ولبنان إلى واقع    احذر.. بعد العاشرة ليلاً تحدث الجلطات    5 أمور تخلّصك من الزكام    الموسيقى الهادئة تجنبك استيقاظ منتصف الليل    تحت رعاية سمو ولي العهد.. وزير الحرس الوطني يفتتح القمة العالمية.. السعودية تقود مستقبل التقنية الحيوية في العالم    الداخلية تعزز منظومة الأمن بمركبات كهربائية    جوائز التميز.. عوامل الهدم ومقومات البناء!    علو الكعب    صالة سينما تتحول إلى «حلبة مصارعة للسيدات»    وزارة الداخلية تطلق ختماً خاصاً ب «سيتي سكيب»    التنمر.. بين مطرقة الألم وسندان المواجهة    سمو ولي العهد والرئيس الإيراني يستعرضان تطور العلاقات    لاعتدائه على حكم.. حبس رئيس ناد تركي لمدة 3 أعوام    المظهر والكاريزما!    رئيس الحكومة المغربية يشدد على ضرورة الوقف الدائم لإطلاق النار    الأمر بالمعروف بجازان تفعِّل المحتوي التوعوي "جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة التطرف والإرهاب" بمحافظة بيش    البرهان: السودان قادر على الخروج إلى بر الأمان    اطلع على مشاريع المياه.. الأمير سعود بن نايف يستقبل أعضاء الشورى المعينين حديثاً    أمير الرياض يطلع على جهود الأمر بالمعروف        منسج كسوة الكعبة المشرفة ضمن جناح وجهة "مسار" بمعرض سيتي سكيب العالمي المملكة العربية السعودية    مراسل الأخبار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكد التمسك ببقاء المنظمة والعمل عبر مؤسساتها . قدومي ل "الوسط" : للاتفاق ايجابيات ومثالب والأجيال المقبلة ستمزق الأوراق الأسد لم يؤيد ولم يعارض وأمام الفلسطينيين طريق شائك
نشر في الحياة يوم 04 - 10 - 1993

عندما طرح خيار "غزة - أريحا أولاً" جاهر رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية السيد فاروق قدومي بمعارضته. وحين غاب عن حفلة التوقيع مع وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز تكهن كثيرون باحتمال غيابه عن مؤسسات المنظمة نفسها. وتضاعفت الأسئلة لأن "أبو اللطف" أحد مؤسسي حركة "فتح".
... ولكن غداة توقيع الاتفاق وقف قدومي الى جانب الرئيس ياسر عرفات أثناء تقديم السفير الباكستاني في تونس أوراق اعتماده سفيراً لبلاده لدى رئيس دولة فلسطين. وأكدت تحركاته لاحقاً انه اختار "التعايش" مع الاتفاق... والسعي الى تغييره عن طريق العمل داخل مؤسسات المنظمة وانطلاقاً من اقتناعه بأن الطريق شائك وان الأجيال المقبلة قد تمزق الأوراق التي وقعت.
وقال قدومي في أول حديث شامل يدلي به بعد توقيع الاتفاق ان الرئيس حافظ الأسد لم يؤيد الاتفاق ولم يعارضه. وشدد على أهمية العلاقة مع الأردن. وبدا واضحاً ان "أبو اللطف" لن يكون في عداد الذاهبين الى غزة وأريحا مؤكداً وجوب بقاء منظمة التحرير. وهنا نص الحوار:
بين موقفك الأول الرافض الاتفاق الفلسطيني - الاسرائيلي ودعوتك لاحقاً الى نجاحه، ما الذي تبدّل؟
- لم يتبدل حتى الآن أي شيء في هذا الموقف لأن الملاحظات التي أبديتها ما زالت قائمة. لكن ما حصل ان هذا الاتفاق وقّع، فنشأ وضع آخر. وقد اثير هذا الوضع مفصلاً داخل الجامعة العربية، وشرحنا لاخواننا في الدول العربية الظروف العربية والدولية التي ساعدت ودفعت الى مثل هذه الحال. فالمجاعة في الأرض المحتلة واستمرار العزل والحصار لغزة والضفة الغربية والقدس والحصار المالي المفروض... كل هذه العوامل وأقساها ما وصلنا اليه من حرمان أسر الشهداء من تقاضي رواتبها، هيأت الأجواء ودفعت الى سلوك طريق الاتفاق مع اسرائيل والتوقيع معها.
هل يتضمن الاتفاق القدر الكافي من الضمانات أم ان هناك ضمانات من خارجه جعلتك تقبل به؟
- أبداً، أنا لم أقبل بهذا الاتفاق، وقد شرحت شرحاً وافياً، وقلت ان الأوضاع العربية هي سبب أساسي من هذه الأسباب. وقلت في الجامعة العربية بالحرف الواحد ان علاقاتنا مع مصر بعد حرب الخليج لم تكن تسر الصديق، وكانت القطيعة قائمة مع سورية. نحن الذين سعينا الى التنسيق. لقد فرض علينا في الخامس عشر من شهر أيار مايو 1991 أن لا نطرح حتى قضية فلسطين في الجامعة العربية. هذه هي الأوضاع التي سادت في المنطقة... قاطعتنا الدول الأوروبية. ونشكر دول المغرب العربي التي مثلت لنا في تلك المرحلة رافعة، فقد عقد مؤتمر لدعم منظمة التحرير في طرابلس. وإذا كانت العلاقات بين المنظمة وعدد من دول الخليج قد تحسنت فإنه لا يصلنا من الأموال غير ما ترسله المملكة العربية السعودية، وهو لا يكفي المتطلبات المالية للأرض المحتلة.
تقول انك لا تقبل بالاتفاق، ومع ذلك فأنت جزء لا يتجزأ من المنظمة وهيكليتها، ماذا يعني عدم موافقتك فلسطينياً؟ والى أي مدى يمكن أن تذهب في معارضتك؟
- معارضة الكثير من نصوص الاتفاق تعني انني أتحمل مسؤولية إزالة هذه المثالب فيه، وهي كثيرة ولا بد من إزالتها.
المفاوضات ستطول
ما هي هذه المثالب؟
- هذه النصوص جاءت عامة، ومعنى ذلك أن المفاوضات ستطول لأشهر وربما لسنوات كما جرى في مفاوضات طابا. هناك أساس للتسوية وقد اختفى بعض المبادئ، منها الأرض في مقابل السلام. وهذا مبدأ أساسي، فكان أن وضعنا ذلك في بيان الجامعة العربية، أضف الى ذلك ان كلمة الأرض المحتلة لم تذكر، والمسائل التي ستناقش في النهاية هي قضية اللاجئين والأمن والحدود. وقضية الحدود تعبير عام، إذ كان لا بد من ذكر كلمة "الانسحاب من الضفة الغربية وقطاع غزة"... هذه التعابير ستجعل اسرائيل تخوض معنا مفاوضات أخرى.
ثم تأتينا مسألة الملاحق الاقتصادية وارتباطنا باسرائيل، في حين ليس هناك أي ارتباط بالدول العربية المجاورة. فعلى الصعيد السياسي نحن ملتزمون قرار المجلس الوطني الفلسطيني بالنسبة الى العلاقات مع الأردن، والداعي الى اتحاد كونفيديرالي. كما أننا ملتزمون التنسيق العربي، إذ قلنا في السابق أن أي تقدم في أي مسار من المسارات لا بد من أن يساعد على احراز تقدم في المسارات الأخرى وأن التقدم في المسار الفلسطيني هو الأساس، ولذلك لا بد من شرح ذلك شرحاً وافياً لاخواننا العرب وتبادل الرأي حوله، خصوصاً الأردن لأنه شريكنا في المفاوضات ودخلنا معه تحت مظلة واحدة.
وهل تعتقد أن هناك معنى لأي كلام على تنسيق عربي بعد توقيع المنظمة الاتفاق مع اسرائيل؟
- لا بد من أن يبقى هناك تنسيق ونصرّ عليه.
في أي موضوع ستنسقون؟
- هذه اتفاقية مرحلية ربما نجحت وربما فشلت. ومعروف بالنسبة الى المسار الفلسطيني ان هناك فترة انتقالية تليها مرحلة نهائية، في حين ان لدى الاخوة العرب مرحلة نهائية. إذن ما حدث هو مقدمة حتى نتساوى زمنياً مع المسارات الأخرى، ولكن لا يجوز أن لا يكون هناك تنسيق مع الدول العربية.
العلاقة مع الأردن
أظهر الاتفاق أن العلاقة الفلسطينية - الاسرائيلية ستكون من القوة على الأقل في النصوص لفرض نوع من الانعكاسات على مستقبل العلاقات الفلسطينية - الأردنية، ما هو وضع العلاقة بين المنظمة والأردن في ضوء زيارة السيد ياسر عرفات الأخيرة لعمان؟
- في الحقيقة هذه نقطة من النقاط التي أثرتها بالنسبة الى هذا الاتفاق، فليست الزيارات هي التي تقيم مثل هذه العلاقات. ذهبت الى الأردن بسبب هذا الأمر وتحدثت مع معالي رئيس الوزراء الدكتور عبدالسلام المجالي وقلت له ان زيارتي للأردن هي لتوضيح هذه الغاية. قلت له لا يهمني أن يقوم اتحاد فيديرالي أو كونفيديرالي أو ما شابه ذلك، بل ما يهمني هو الحفاظ على المصالح المشتركة للشعبين الفلسطيني والأردني بل للشعب في الضفتين. ولذلك لا بد من القيام بعمل لخلق الترابط الأساسي والتنسيق الصحيح مع الأردن.
ألا تعتقد أن هذا الكلام جاء متأخراً، خصوصاً بعد صدور تصريحات على لسان شمعون بيريز عن مثلث فلسطيني - اسرائيلي - أردني سيكون مشروع المرحلة المقبلة؟
- الحديث مع الأردن ليس متأخراً، بل هو الوقت الصحيح، وليس معنى ذلك ان نفقد صلاتنا بالاخوة العرب. والقول أن الاتفاق كتب وانتهت المسألة غير سليم، ان هناك وقائع ستنشأ على الأرض تختلف اختلافاً كلياً عما يقال في التصريحات الرسمية هنا وهناك.
ما هي الوقائع التي تتحدث عنها؟
- اقامة علاقة في شكل مادي مع الأردن.
هل طرحت أشياء عملية جديدة؟
- تحدثت مع الدكتور عبدالسلام المجالي عن العلاقة المستقبلية ولا نستطيع أن نتحكم بهذه العلاقة إلا بعد جلاء اسرائيل عن الأرض المحتلة.
هل تتوقع التوصل الى اتفاق اسرائيلي - سوري قريب بعد وصف الرئيس حافظ الأسد اسرائيل بأنها الرابح الوحيد من الاتفاق الفلسطيني - الاسرائيلي؟
- لا استطيع التكهن بشيء من هذا. لقد شاركنا في مؤتمر مدريد قبل عامين بهدف التوصل الى سلام عادل ودائم وهذا أمر ضروري، فالاصرار السوري على انسحاب اسرائيل من الجولان وجنوب لبنان أمر ضروري بغض النظر عن التعليقات المختلفة. ولا بد أن نساعد على تحقيق هذه الأهداف التي تسعى الى تحقيقها دول عربية شقيقة مثل سورية ولبنان. ان قضيتنا مع اسرائيل لم تنته بتوقيعنا الاتفاق المرحلي.
الأسد لم يؤيد ولم يعارض
الى أي مدى أبدى الرئيس حافظ الأسد تفهماً للموقف الفلسطيني خلال اجتماعكم به؟
- في الحقيقة، كان اجتماعاً طويلاً والنقاش واضحاً وصريحاً. كان لقاء دافئاً، وكنت أشعر بأن الرئيس حافظ الأسد يريد أن يزيل أي علامة سيئة في علاقتنا مع سورية، وأبدى تجاوباً مع ما طرحناه.
في أي مجال برز هذا التجاوب؟
- عندما ذهبت الى دمشق لم أكن أعلم بهذا المشروع الذي قيل أنه وقع في التاسع عشر من شهر آب اغسطس الماضي، وكانت زيارتي لدمشق بعد أيام حيث كان من المفترض أن يزورها الأخ أبو عمار، لكن زيارة الشيخ جابر الأحمد لدمشق غيّرت في برامجه، خصوصاً بعد دعوته الى عقد اجتماع للجنة التنفيذية للمنظمة في تونس. هذه الأسباب أعاقت زيارة الأخ أبو عمار لدمشق. وصادف ان كنا متفقين كوزراء أن نجتمع في بيروت بعد ذلك بأيام. على كل حال ما أود قوله هو أن الأجواء كانت ملائمة جداً، وقال لنا الاخوة السوريون لدينا ملاحظات وهناك أشياء سلبية وهناك أشياء إيجابية، ونحن سنقدم ملاحظاتنا. وقال الرئيس الأسد لنا بكل وضوح وصراحة ان الشعب الفلسطيني ومؤسساته المركزية هي المسؤولة عن اتخاذ هذا القرار. ان الرئيس الأسد بكلام أدق لم يفصح عن تأييده هذا الاتفاق، كما أنه لم يتحدث عن معارضته.
لكن الرئيس حسني مبارك ذكر أنه تدخل شخصياً لدى الرئيس حافظ الأسد لتأمين لقائه مع الرئيس عرفات...
- أنا أقول ان هناك موعداً سابقاً حددته أنا شخصياً مع الاخوة السوريين، هذا ما أعرفه، وهذا ما اتفقت عليه مع الأخ فاروق الشرع وزير الخارجية السورية أثناء انعقاد اجتماع وزراء الخارجية في بيروت.
طريق شائك
كأحد مؤسسي حركة "فتح"، هل تعتبر ان توقيع الاتفاق مع اسرائيل سيعطي حركة "حماس" وغيرها من الفصائل المعارضة للاتفاق فرصة لوراثة "فتح" أو جزء منها وربما موقع منظمة التحرير؟
- أعتقد بأن توقيع هذا الاتفاق لا يمكن أن يؤدي الى مثل هذه النتائج فوراً. إذا درسنا الظروف المحيطة، وإذا درسنا هذا الاتفاق ودرسنا المثالب الكثيرة التي يتضمنها، فإن كفاحاً طويلاً وجهداً مضنياً لا بد من بذله لتستقيم الأمور داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، خصوصاً اننا لا نثق بحسن النيات الاسرائيلية. وليست المشكلة من يرث هذا أو ذاك. نحن فلسطينيون ونحترم بعضنا بعضاً، ولا يجوز مطلقاً أن يطرأ ببال أي فلسطيني أن يحوّل هذا الصراع بيننا وبين الاحتلال الاسرائيلي الى صراع في ما بيننا. مرحباً بحماس وبألف حماس إذا استطعنا أن نحرر الأرض. ولهذه الأسباب قلت نحن أمام طريق شائك. قد لا نحقق أي شيء، لقد نوقش هذا الاتفاق في شكل سريع ويا للأسف. ولو تمهلنا لكان الأمر أسهل، ولكان في امكاننا الاتصال بكل الأوساط الفلسطينية والعربية لازالة الكثير مما علق في هذا الاتفاق من شبهات، لذلك يجب أن نبتعد عن هذه المفاهيم، وهي مفاهيم يريد اعداؤنا أن يضعوها في أفواهنا.
وهل أبدى الرئيس عرفات تفهماً لمواقفك وطروحاتك؟
- حقيقة، لا استطيع أن أدخل فكر أخي أبو عمار، ولكن من عادة الأخ أبو عمار انه انسان مبادر يسارع ويقطع المسافات بزمن قليل. لكن هذه المسائل تحتاج الى زمن طويل وتفكير عميق.
ما هي المظلة السياسية والأمنية والاقتصادية التي يعتبرها الفلسطينيون ضرورية لحماية الاتفاق؟
- هذا الاتفاق ليس له ضمان. هناك شهود هم الولايات المتحدة وروسيا. ويجب ألا ننسى أن الولايات المتحدة كانت تدفع سريعاً الى التوقيع على اعلان المبادئ. وكانت تدفع أيضاً الى الاعتراف باسرائيل مهما كلف الثمن. وهما اللذان اعترضت عليهما لنصوصهما. نحن لسنا ضد السلام، بل نريد تسوية سياسية. وقد وقفت في المجلس الوطني لأقول للاخوة المعارضين، نعم للمؤتمر الدولي للسلام للأسباب التالية: ان هذا مسار تاريخي لا نستطيع أن نتجنبه وإذا تجنبناه خرجنا من المسار التاريخي. لكن القول ان المفاوضات التي استغرقت 22 شهراً لم تنتج شيئاً، وانما العمل بطرق أخرى هو الذي أثمر، ليس حجة مطلقاً.
وإذا كانت المفاوضات تتم بهذه الطريقة للوصول الى نتائج، فأنا أقول أنه خلال المفاوضات التي أعقبت مدريد نجح وفدنا في الحصول على نتائج ومفاهيم يشكر عليها فهو تمسك بالثوابت في كل مرحلة من مراحل المفاوضات.
بين التفاوض والتنازل
هل كنت تعتقد أن تأتي لحظة تكون فيها عضواً في منظمة فلسطينية تعقد سلاماً مع اسرائيل أو توقع على اتفاق مشابه لاتفاق غزة - أريحا؟
- ما دمنا دخلنا التسوية السياسية واخوتنا يجلسون الى طاولة المفاوضات نداً لمن يحتل أرضهم، فإن ما حصل شيء طبيعي ونحن أقررناه، إذ قررنا أن يفاوض اخوة لنا باسم منظمة التحرير، فالتفاوض هو الشيء الطبيعي، اما ما ليس طبيعياً هو أن نتنازل عن حقوقنا السياسية الثابتة.
أين كنت لحظة توقيع الاتفاق، وماذا كان شعورك عندما رأيت ياسر عرفات يصافح اسحق رابين؟
- كنت في طائرة متوجهة الى الأردن في ذلك اليوم.
وعندما رأيته، بماذا فكرت؟
- كنت أتمنى أن نكون قادرين على تغيير الأحداث والوقائع حتى نصل الى وطننا فلسطين، وأن هذه الأوراق يمكن أن تأتي الأجيال القادمة وتمزقها.
هل راودتك في تلك اللحظة رغبة حقيقية في الانضمام الى معارضي هذا الاتفاق؟
- لن أنضم الى معارضي الاتفاق. القضية ليست على هذا النحو. لقد أشرت الى المثالب في هذا الاتفاق، وأنا مصمم على الصراع ضدها. إذا كانت هناك نواحٍ ايجابية كمسألة الانسحاب، فلا بد من أن تتطور، لكنني سأبقى متحفظاً ومصراً على أن تبحث قضية اللاجئين من الآن، ويجب ألا تؤجل، وبدل قول "الحدود"، يجب أن تفسّر العموميات ويجب أن تبقى منظمة التحرير منظمة لأن هناك محاولات لإزالتها. ان شعبنا في حاجة الى فترة زمنية من أجل أن يسترد قوته من جديد.
ما هو مبرر استمرار المنظمة، إذا كان قادتها سيتحولون الى وزراء في حكومة إدارة ذاتية؟
- المنظمة إذا تحولت الى دولة فإن ذلك يعني تمثيلاً خارجياً، وفي الاتفاق الموقع يقولون ان اسرائيل مسؤولة عن الدفاع والخارجية الأمر الذي قد يدفع الى القول انه لن يكون لنا تمثيل خارجي، ولذلك يجب أن تبقى المنظمة ترعى مسألة اللاجئين الى حين بتّ كل القضايا نهائياً في مرحلة لاحقة.
وماذا عن توزيع المناصب؟
- الحكم الذاتي لا يعطي وزارات. وأعان الله من يود أن يتولى منصباً في هذه المرحلة الصعبة والشاقة.
المعارضون شركاء
هل أجرت الفصائل المعارضة للاتفاق اتصالات بك لحضك على بلورة موقف؟
- يتصلون بي باستمرار.
وما الهدف من ذلك؟
- هم شركائي وأنا حريص على الاتصال بهم. والهدف أولاً ان يعرفوا دقائق الأمور وحقيقتها، وثانياً ان نمنع الصدامات الدامية إذا فكّر بعض البسطاء في القواعد الشعبية في القيام بها. والحقيقة ان أشقاءنا واخوتنا في الفصائل الأخرى، كانوا على جانب كبير من الحكمة والدراية، ومن حقهم أن يعارضوا وأن يكون من حقهم الدعوة الى البناء الداخلي الصحيح، وأنا سأكون معهم في ذلك.
لكن معارضة بعضهم الاتفاق وصلت الى تهديد عرفات بالقتل؟
- عندما استفسرت عن هذا الأمر، لم أتلق الرد نفسه.
الهدف من بغداد
ماذا كان هدفك الفعلي من زيارتك لبغداد، وماذا سمعت من المسؤولين العراقيين عن الاتفاق الفلسطيني - الاسرائيلي؟
- ذهبت بتكليف من القيادة الفلسطينية لاشرح شرحاً وافياً ما تم وماجرى. أنا لم أذهب الى هناك كمعارض، بل كموفد أنا وأخي صخر حبش عضو اللجنة التنفيذية لحركة فتح. شرحنا ما تم بأمانة واخلاص، وقلنا اننا لا نريد من أشقائنا في العراق أن يحددوا لنا موقفهم. لكننا أبلغناهم حرصنا على بقاء الأخ أبو اسماعيل في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ممثلاً لجبهة التحرير العربية. وقلنا أن المنظمة يجب أن تبقى لأن المنظمة هي الهوية المستقلة للشعب الفلسطيني ولا بد من الحفاظ عليها.
وماذا كان جواب المسؤولين العراقيين؟
- لم أطلب رداً.
وماذا عن اغلاق مكتب المنظمة في بغداد؟
- لم تغلق مكاتب المنظمة في بغداد، واحترمت آراؤنا.
بدأ بعض مؤسسات المنظمة الاستعداد للانتقال الى غزة وأريحا، أي دور ينتظرك هناك، وما هو موقعك في هذه المؤسسات؟
- كثيرون يعتقدون، ويا للأسف، ان كل مؤسسات المنظمة ستنتقل الى الداخل، وهم ينسون أن لمنظمة التحرير الفلسطينية مكاتب وتمثيلاً خارجياً، ولا ترضى اسرائيل طبقاً لهذا الاتفاق بأن تدار منظمة التحرير من الداخل. بعض مؤسسات المنظمة سيبقى في الخارج، خصوصاً الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية أي وزارة الخارجية بكل مكاتبها. لذلك الحديث عن هذا الأمر منافٍ للواقع.
مستقبل المنظمة
ما هو مستقبل مكاتب المنظمة في العالم، خصوصاً أن بعض الأوساط يتحدث عن مذكرة سرية لاقفال معظمها؟
- ربما كانت هناك محاولات لاغلاق هذه المكاتب وهذه المحاولات أعيها وعياً تاماً، لأن السيد بيريز لا يريد تمثيلاً خارجياً لمنظمة التحرير الفلسطينية. وتقديري أنه اعترف بالمنظمة ممثلاً للشعب الفلسطيني للتفاوض فقط، وهذه مسألة أخرى لا بد من التنبه اليها في صراعنا مع المثالب.
انني أخاف أن تكون الوعود التي أعطيت لنا مشابهة لوعود ميخائيل غورباتشوف وبوريس يلتسن، انني أشك في أن يلبي هؤلاء وعودهم.
هل يصعب عليك اعتماد اللغة الجديدة التي لم تعد بعد توقيع الاتفاق جائزاً استخدام كلمة العدو لوصف اسرائيل؟
- لا يصعب عليّ ذلك لا نفسياً ولا سياسياً لأن الورقة لا تعني أن الوقائع زالت، عندما يقولون بحكم ذاتي فهذا تم على الورق، وسبق لهم ان قالوا بتقسيم فلسطين ولم يتم ذلك. وعود كثيرة لم تنفذ في السابق، وما لم نشاهد خطوات عملية تقود الى الانسحاب الكامل في مقابل السلام فانني لا أرى سلاماً حقيقياً.
ما هي صحة وجود ملاحق سرية للاتفاق الفلسطيني - الاسرائيلي لم تعلن؟
- وصلني ما يقال انها ملاحق سرية، لكن أخي أبو مازن نفى ذلك، وأنا أثق بهذا القول، على رغم أن هذه الشائعة أثارت في نفسي الكثير من الحذر من أجل الابقاء على المنظمة وسأصارع أنا واخوتي من أجل بقاء المنظمة لأن ذلك يعني بقاء الهوية الوطنية المستقلة للشعب الفلسطيني الى أن يتم الانسحاب الاسرائيلي الكامل وتحل قضية اللاجئين والقدس والمستوطنات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.