"نعى" رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي ابو اللطف اتفاق اوسلو، لافتاً الى ان سورية ابلغته ان "الاولوية ستعطى لحل القضية الفلسطينية" وانها "لن تسمح بالتلاعب بين المسارات" السوري واللبناني والفلسطيني. واضاف "ابو اللطف" في حديث الى "الحياة" ان الرئيس ياسر عرفات سيبحث مع الرئيس بشار الاسد خلال لقائهما الشهر الجاري في دمشق، في عقد قمة سباعية عربية تضم دول الطوق والسعودية والمغرب. واكد القدومي احتمال حصول لقاء بين عرفات والمنظمات الفلسطينية المعارضة المقيمة في دمشق. وقال: "لم تبق هناك عقبات في سبيل تعزيز الوحدة الوطنية". وهنا نص الحديث: هل وافق الرئيس عرفات على مبادئ التنسيق الخمسة الناظمة للتنسيق السوري - الفلسطيني، قبل زيارته المقررة الى دمشق؟ - هذه هي الثوابت السياسية التي اعلنها المجلس الوطني وعلى اساسها عملنا وتفاوضنا. وهذه المبادئ هي: اولا، تنفيذ القرار 242 اي الانسحاب الكامل من جميع الاراضي المحتلة اي من الضفة والقطاع والاراضي الاخرى. ثانياً، الانسحاب من القدسالشرقية. ثالثاً، عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم. رابعاً، وهذا شيء جديد، دعم الانتفاضة وصمود الشعب الفلسطيني وهذا ما نحن بصدده. خامساً، اقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة والقدس عاصمة لها. وماذا عن البند الآخر الذي يقول ب"تلازم" او "ترابط" المسارالفلسطيني مع المسارين السوري واللبناني؟ - نعم ترابط المسارات. وقد اعترضنا على كلمة "تلازم"، لانها كلمة مبهمة ولا ادري لماذا الاصرار على هذه الكلمة، علماً ان الترابط ربما يكون اقوى من قضية التلازم. التلازم ان يسير المساران معاً، لكن سورية تقول بوضوح: الاولوية تعطى لحل القضية الفلسطينية والجولان لم تحتل الا بسبب دفاعنا عن القدس. هذا يعني ان لا مفاوضات على المسار السوري قبل حل القضية الفلسطينية. هل قدمت اليكم ضمانات رسمية؟ - لا حاجة لضمانات فقد اعلن السوريون ذلك بكل صراحة ووضوح. ان سورية تعتبر القضية الفلسطينية من اولويات البنود التي تتضمنها استراتيجيتها، وقد ضحت سورية خلال السنوات الخمسين الماضية تضحيات جسيمة وخصصت اكثر من ستين في المئة من موازنتها للجيش، فهل تريد ضمانات اكثر من ذلك؟ اذن، حسب فهمي لكلامكم، لا تفاوض على المسار السوري قبل حل الموضوع الفلسطيني. - اذا كان هناك استعداد اسرائيلي لأن يكون تقدم على المسار السوري فهذا شيء جيد، لكن سورية ترى حتى لا يكون هناك تلاعب على المسارات ان الاولوية تعطى للمسار الفلسطيني وان تبتعد سورية عن التلاعب او تبتعد او تمنع سورية تلاعب اسرائيل بالمسارات العربية. وانت تعلم كيف بذلت سورية الجهود من اجل انسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية وكان لها اليد الطولى في الغاء اتفاق 17 أيار مايو، هذا الاتفاق الجائر. هل ستصدر هذه المبادئ الخمسة او الستة في ورقة عمل او عن بيان بعد زيارة الرئيس عرفات؟ - لقد ذكرها سيادة الرئيس بشار، وقال ننسى الماضي وهذه هي المبادئ. فكلمته هي الضمان. اذاً صفحة الماضي طويت برأيك؟ - نعم. هل ستكون هناك اسس اجرائية للتنسيق المستقبلي؟ - سيبحث الطرفان جدول العمل او برنامج العمل والآلية لتنفيذ هذه المبادئ التي اعتمدناها. فهمت ان هناك وجهتي نظر بين الجانبين السوري والفلسطيني حول كيفية تنفيذ الزيارة، هناك من يقول بأن يأتي وفد فلسطيني للتمهيد للزيارة وهناك من يقول لا داعي لذلك؟ - خيرنا الاخ "ابو مضر" وزير الخارجية فاروق الشرع في حديثنا معه: ان شئتم ترسلون من يعد لهذه الزيارة، وان شئتم أهلاً وسهلاً بكم. يعني بشكل مباشر يأتي الاخ ابو عمار ويجتمع مع الرئيس الاسد ويتحدثان في الامور المطروحة. وكان الاسد قال في لقائه مع الاخ ابو عمار : نحتاج الى عدد من الاجتماعات لننسق اعمالنا في المستقبل. هل سيأتي وفد أم لا؟ - هذا امر راجع - كما قال لنا السيد ابو مضر - لنا نحن الفلسطينيين. هناك اقتراح آخر بأن يلتقي ابو عمار عندما يأتي المعارضة الفلسطينية؟ - كل هذه افكار متناثرة. لا بد ان تبحث مع جميع الفصائل ويتم الاتفاق عليها. هل تعتقد بأن اللقاء سيحصل، هل هناك موافقة؟ - لم تبق هناك عقبات في سبيل تعزيز الوحدة الوطنية. بما في ذلك اللقاءات مع جميع الفصائل؟ - فقط جميع الفصائل المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفسطينية في البلاد، ثم لا بد من التفاهم مع الاخوة في "حماس" و"الجهاد الاسلامي". ونجتمع وقد اجتمعنا مع الاخوة في هذه المنظمات جميعها مع كل منظمة بشكل منفرد. كيف ترى افق اوسلو او افق مفاوضات السلام؟ - عظّم الله اجركم في اوسلو. على كل حال اختفت في المحيط ولم نتمكن من عمل جنازة لها. ما هي الحلول؟ - حلول ماذا؟ امام هذا الانغلاق؟ - هناك مبادرة سياسية قبلناها جميعاً حسب مبدأ الارض مقابل السلام، تنفيذ قرارات الشرعية الدولية لاستعادة الحقوق السياسية المشروعة للشعب الفلسطيني، ولكن اسرائيل رفضت كل هذه المبادئ والقرارات بعدما قبلتها في البداية، وبدأنا المفاوضات على اساسها، فنكثت بعهودها والتزاماتها، ولم تنفذ هذه الالتزامات وكانت تماطل لتبني المزيد من المستوطنات من اجل ان تصادر المزيد من الاراضي وتهدم المنازل الفلسطينية وتقتلع الاشجار وتجرف الارض وتغتال المناضلين وتحاصر الشعب الفلسطيني وتحاصر ايضاً حركة المواطنين. هل ترون ان الجو مناسب لعقد قمة لدول الطوق؟ - هذا امر منتظر، كما ان الاخوة في دول الجوار لهم مصلحة مباشرة في عقد مثل هذا الاجتماع. وعلى كل حال عندما يأتي الاخ ابو عمار ليجتمع مع الرئيس الاسد سيكون هذا احد المواضيع التي تناقش في القمة. الدول الخمس؟ الدول الخمس او السبع، اي دول الطوق والسعودية والمغرب. عندما سيأتي "ابوعمار"، هل ستكون هناك قمة ثلاثية سورية - لبنانية - فلسطينية؟ - سيأتي اولاً الى دمشق لعقد قمة ثنائية. لم يحدد الموعد ولكن سيكون قريباً في هذا الشهر ان شاء الله. هل حصلت اي اتصالات تمهيدية للقمة السباعية؟ - هناك لجنة متابعة لقرارات القمة العربية، واذاً نلتقي تسعة اعضاء: المغرب وتونس من المغاربة والبحرين والسعودية من مجلس التعاون الخليجي ودول الجوار. فأصبحنا تسعة نناقش تنفيذ قرارات القمة العربية وامور اخرى ربما تطرح علينا من خلال مناقشاتنا لهذه القضايا. هذه لجنة لوحدها قررها مؤتمر القمة العربي لمتابعة قراراته. وهي تجتمع كل شهرين، وكل شهر تجتمع هذه اللجنة على مستوى المندوبين في الجامعة العربية. هذا يختلف عن التنسيق حول المسيرة السلمية. سؤالي كان هل جرت اي اتصالات مع الدول السبع في شأن اجتماع وزاري او على مستوى القمة؟ - الاجتماعات مستمرة والاتصالات مستمرة والحقيقة بعد الانتفاضة صارت الاتصالات العربية سهلة وميسرة. وهناك تفاؤل بأن العرب سيجتمعون من اجل سوق مشتركة من اجل التضامن العملي العربي المشترك. ولذلك هذه الاتصالات ستزداد بين الاقطار العربية، بالاضافة الى ذلك ستكون هناك جهود لمجموعة المساعي الحميدة للتوصل لحل للحالة بين العراق والكويت والذي سيقوم بهذه الاتصالات هو الملك عبدالله الثاني.