سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المسرح سرقها وكلام عن اعتزالها الشاشة الكبيرة . جيسيكا لانغ ل "الوسط" : هوليوود تفتقر الى الأدوار النسائية الجادة وعودتي الى السينما مرهون بالدور الذي يعرض علي
جيسيكا لانغ نجمة هوليوود المعروفة كرّمها مهرجان دوفيل للسينما الأميركية هذا العام بحضورها، بعدما أعلنت أخيراً عن اعتزالها الشاشة الكبيرة إثر خوضها تجربة مسرحية ناجحة في نيويورك في العام الفائت. لكن حضورها الى دوفيل سبقه الكثير من الاشاعات حول احتمال تكذيبها الخبر. وفي فندق "روايال" المطل على البحر في المدينة الفرنسية الصغيرة التي تتحول الى هوليوود مصغرة طوال عشرة أيام في السنة، التقت "الوسط" جيسيكا لانغ وحاورتها حول شؤونها الفنية واعتزالها السينما. عرفت جيسيكا لانغ النجومية في منتصف السبعينات بعدما نجحت في تأدية دور البطولة في فيلم "كينغ كونغ". وتوقع كثيرون بعده استمرارها في أدوار خفيفة مبنية على مظهرها وجاذبيتها الطاغية، لكنها عرفت كيف تغير مجرى مشوارها وتحصل على بطولة أفلام جادة سمحت لها بإبراز طاقتها التمثيلية دون التخلي أبداً عن نعومتها ورقتها أو بوادر شخصيتها القوية المميزة. حصلت جيسيكا لانغ على جائزة "أوسكار" أفضل ممثلة ثانوية عن براعة تمثيلها شخصية حبيبة داستين هوفمان في "توتسي" لسيدني بولاك. اضافة الى ترشيحها خمس مرات لجائزة أفضل ممثلة في أفلام أخرى. بين أبرز أدوار جيسيكا "فرانسز" و"جرائم القلب" و"ثمار القلب" و"رجل البريد يرن الجرس مرتين" و"أول ذات جاز" و"ميوزيك بوكس" و"كيب فير"، وكلها أفلام من اخراج ألمع السينمائيين العالميين. وجيسيكا متزوجة من الفنان سام شيبارد وأم لطفلين. لم يكن اللقاء مع جيسيكا مهمة سهلة، ليس بسببها شخصياً، ولكن لكون المسؤول الفرنسي عن تدبير جدول مواعيدها في دوفيل حاول تفادي الجمع بينها وبين أي صحافي لا ينتمي الى التلفزيون أو الى مجلة متخصصة في الكتابة عن السينما. اتجهنا إذن الى مندوبة جيسيكا الأميركية ما لم يعجب المسؤول الفرنسي، وحصلنا على الموعد خصوصاً ان المندوبة بالتحديد هي ابنة النجمة أرلين دال التي التقيناها في دفعة العام 1992 من المهرجان نفسه. استقبلتنا جيسيكا لانغ باللياقة التقليدية لكبار النجوم الأميركيين وكان هذا الحوار: ما هو شعورك تجاه التكريم المخصص لك هنا؟ - شعوري غريب. أنا مسرورة جداً وأعتبر التكريم كنوع من الشرف لي ومن ناحية ثانية أشعر وكأني انتهيت فنياً أو اني على وشك الموت لأن التكريم الفني في المناسبات الرسمية عادة ما يقام للفئتين المذكورتين. ربما حدث ذلك لكونك أعلنت عن رغبتك في اعتزال السينما. - ربما، وعلى العموم أنوي التمتع بكل لحظة من التكريم وأنا سعيدة بالتقاء الجمهور في الندوات والرد على أسئلته التي تثير اهتمامي أكثر من أسئلة الصحافيين وأعتذر عن صراحتي هذه لكنها الحقيقة. اعتزال السينما؟ هل تنوين فعلاً اعتزال السينما؟ - لا استطيع الرد على هذا السؤال ببساطة وبشكل قاطع، إذ إني لا أعرف ماذا سأفعل بالتحديد في المستقبل القريب أو البعيد. وأقصد من ناحية السينما إذ ان المشاريع المسرحية متوافرة عندي ولا أعتقد اني سأرفضها. لن أكذب عليك، إذا وقعت على سيناريو سينمائي جيد يتضمن دوراً نسائياً يستحق الدفاع عنه سوف يصعب عليّ رفضه. أنا ضعيفة أمام الأدوار الحلوة، لكن الأمر المؤكد هو عدم اشتغالي في السينما لمجرد الوقوف أمام الكاميرا. المسرح هو سبب تصريحك إذاً؟ - لم أعمل فوق الخشبة قبل العام الفائت، واكتشفت متعة جديدة وطريقة هائلة لتحقيق الذات. أنا مثلت في "عربة اسمها الرغبة" لتنيسي ويليامز وكانت فيفيان لي أدت بطولة الفيلم أمام مارلون براندو في الخمسينات. هناك مشكلة في السينما الأميركية الآن وهي قلة توافر الأدوار النسائية الفعالة. أنا أديت مجموعة من الأدوار الممتازة فوق الشاشة لكن الحالة تدهورت أخيراً وأصبحت السيناريوهات فقيرة جداً في ما يخص أهمية الأدوار النسائية، وكل ممثلات هوليوود يعانين من هذا النقص الآن. وهذا هو السبب الأول في قراري الاعتزال. لم أعثر على السعادة كيف بدأت في السينما أساساً؟ - كنت أعمل عارضة أزياء عندما لاحظني السينمائي جون غيلرمين واقترح عليّ بطولة فيلمه "كينغ كونغ" الذي كان اعادة للفيلم الشهير الحامل للعنوان نفسه والعائد الى فترة الأربعينات. نجح "كينغ كونغ" وانطلقت أنا في هوليوود، ولاقيت شهرة سريعة ما لا يعني اني عثرت في هذا النجاح على سعادة كاملة كفنانة وكإمرأة. ما الذي كان ينقصك كي تشعرين بالسعادة المتوقعة في أول الأمر؟ - الاعتراف الحقيقي بكياني كممثلة وبطاقتي الفنية التي تسمح لي بمواجهة عشرات الأدوار المتنوعة. شعرت بنقص من هذه الناحية إذ كان دوري في "كينغ كونغ" يعتمد الى حد صغير على جمالي وأنوثتي، الا يقع الغوريللا الضخم في غرام الفتاة وبالتالي في فخ الرجال الذين يريدون موته؟ وهذا الحدث الصغير ترك بصماته في العقول أكثر من أي شيء آخر ما جعلني استحق لقب "قنبلة هوليوود" وأعثر بسهولة على أدوار مبنية على مظهري. وافقت على بعضها ورحت أرفض الكثير منها الى أن استطعت فرض نفسي كإمرأة تتمتع بمزايا وصفات غير جمالها. وهنا تعدلت الأمور. أنت مثلت في "رجل البريد يرن الجرس مرتين" الى جوار جاك نيكولسون، والفيلم يحكي حكاية حب عنيفة جداً بين رجل وامرأة. ألم يضايقك أداء اللقطات العاطفية بسبب موضوع صورتك في الأذهان؟ - الفيلم هذا من أقوى الأعمال التي شاركت فيها على الاطلاق رغماً عن تمتعه بناحية عاطفية ساخنة واضحة بين بطليه. أنا وافقت عليه لأن قوة العلاقة بين البطلين لا تتوقف عند اللقطات العاطفية بل تمتد الى علاقتهما العقلية والروحية وينتهي الأمر بجريمة قتل. ولم يكن في إمكاني التنازل عن فرصة العمل مع عملاق مثل جاك نيكولسون وأنا رأيت المسألة بعين التحدي وكنت على حق فنجاحي في الدور أثار تقدير النقاد والجمهور، وقيل إني لم أقِل موهبة عن نيكولسون وهذه مجاملة أحملها في قلبي ولن تفارقني أبداً طوال حياتي. ماذا عن فوزك بجائزة "أوسكار" عن دورك في "توتسي" لسيدني بولاك؟ - لم أتوقع هذه المكافأة أساساً وصحيح ان العمل مع داستين هوفمان يوازي ذلك الذي كنت أتكلم عنه بشأن نيكولسون. وكوني نجحت في إثارة اهتمام لجنة التحكيم المسؤولة عن منح جوائز "أوسكار" وأنا أعمل أمام ممثل كبير مثل هوفمان كان عبارة عن تكريس لكياني الفني. وأنا سررت أيضاً في كل مرة رشحت للجائزة عن أدواري المختلفة. فرضت نفسي كإمرأة متعددة الطاقات الفنية وحققت طموحي الأول. ولأعود الى ما كنا نقوله في بداية حديثنا بشأن احتمال اعتزالي الشاشة الكبيرة، فالأمر فعلاً يتعلق بنوعية الأدوار المطروحة على الممثلات في هوليوود الآن لا أكثر ولا أقل. متعة أكبر أنت عملت مع أكبر السينمائيين فمن منهم أجاد استخدام طاقتك بشكل خاص في رأيك؟ - سيدني بولاك في "توتسي" وكوستا غافراس في "ميوزيك بوكس" ومارتن سكورسيزي في "كيب فير". ولا يعني ذلك ان غيرهم لم يحققوا انجازات فنية قوية معي، لكن هؤلاء فهموا إحساسي الفني أكثر من الآخرين. أنا عملت مع ممثلين من الدرجة الأولى مثل روبرت دي نيرو ونيكولسون وهوفمان وهو شيء يوازي من حيث الأهمية عملي مع سينمائيين مرموقين، بل ربما يكون جلب لي متعة أكبر على الصعيد النفسي. ماذا عن زواجك من الوسيم سام شيبارد علماً ان الرجال يحسدونه عليك والنساء يحسدنك أنت عليه؟ - أشكر السماء على كون علاقتنا الزوجية تتعدى حكاية وسامتنا وإلا لانتهت منذ سنوات طويلة. هذا كلام الناس ولا يجب التوقف عنده.